هذا رأيي: مفرقعات الصغار وألعابهم النارية = مفرقعات وألعاب الكبار النارية
تاريخ النشر: 23/07/13 | 2:24مؤخّراً أوردت إحدى صحفنا المحلية العربية الخبر الآتي: «صبّي عربي من كفر كنا يفقد البصر في عينه اليمنى جرّاء انفجار مفرقعة في وجهه» وخبر كهذا ليس وحيداً فقد سبقته أخبار شبيهة وكثيرة لا حصر لها والحبل على الجرّار على ما يبدو إذا لم نوقف مثل هذا المدّ التسونامي لدى الكبار والصغار على حدٍ سواء. وفي تعقيبٍ لوالدة هذا الصبي تقول: «علينا الاهتمام بتصرفات أبنائنا ومراقبتهم للحفاظ عليهم خاصّةً من اللعب بهذه الألعاب النارية والمفرقعات التي أصبحت من اخطر الحوادث على أولادنا…» وتضيف: «وعلى الشرطة مسؤولية منع بيع وشراء هذه الألعاب ومخالفة من يتاجر بها» ومن خلال تعقيب هذه الأم الفاضلة نستخلص اعترافها، متحدثة بأسم الأمهات والآباء، بالتقصير وعدم الاهتمام والمراقبة، لقد أصابت بهذا الاعتراف نصف كبد الحقيقة، أما النصف الآخر والأهم والمتعلّق بممارسة هذه العادة البغيضة فنحمّله للكبار من مجتمعنا وعلى كافة المستويات والأعمار والأجناس… لماذا؟ لأن جذور هذه العادة السيئة أو لنقل هذه الثقافة الممجوجة ثقافة المفرقعات والأعيرة النارية مصدرها ومنبعها الكبار، فلا تخلو حفلة عرس أو خطبة أو سهرة حناء من هذه العادة القبيحة – إلا من رحم الله- هذه العادة التي لا تدّل إلا على انحطاط حضاري ودونية حضارية وعليه فبداية هذا النهج عند الكبار وما كان على الصغار والحالة هذه إلا تقليد الكبار، فهم في نظرهم القادة المحتذى بهم معتقدين إن استعمال المفرقعات سمات بطولية تشّع بهجةً وسروراً… ونحن وان كنا لا نعفي الشرطة والباعة من مسؤوليتهم إلا أن المسؤولية في رأيي وفي غالبيتها تقع أولاً ثم أولاً على الكبار في مجتمعنا والصغار والحالة هذه هم ضحايا الكبار وما لم تنته وتتوقف وللأبد ظاهرة إطلاق المفرقعات، والتي يسمونها مجازاً »صواريخ« وإطلاق العيارات النارية ومن أسلحة مختلفة لدى الكبار، فستظّل هذه العادة سيئة الذكر لدى الصغار وستظّل تجلب معها الآلام والمآسي… فيا أيها الآباء وأيتها الأمهات ويا أيها الكبار وكل في موقعه ومسؤوليته: لا تلقوا باللوم على أحد «فإنما أبناؤكم أكبادكم تمشي على الأرض» ارحموهم وأشفقوا عليهم، فأنتم السابقون أنتم البادءون وأبناؤكم اللاحقون والمقلّدون من بعدكم والبادئ كما تعلمون أظلم، ويقول الحق جل جلاله: «وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون»… ونحن في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، نسأله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا على ما اقترفناه نحن الكبار بحق أبنائنا وبناتنا الصبية والأطفال الصغار بتقليدهم لنا في هذه الأعمال اللابطولية واللاحضارية واللانسانية والمسماة مفرقعات وألعاب نارية… وكل رمضان وكل عام وأنتم بألف خير وسلامة، أعاده الله علينا وعليكم باليُمن والعافية والبركة والشفاء التام من آفة المفرقعات لدى الكبار ولدى الصغار على حدٍ سواء…