أوامر بإخلاء 4 منازل لعائلات مقدسية
تاريخ النشر: 21/12/15 | 10:59في مسلسل جديد من التهويد الاستيطاني بين أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، وعلى قرب مائة متر من المسجد الأقصى المبارك، تلقت أربع عائلات مقدسية من عقبة الخالدية في بلدة القدس القديمة، إخطارات بالإخلاء من قبل ثلاث جمعيات استيطانية.
فرغم المعاناة اليومية التي تعيشها العائلات الأربع منذ عشرات السنين للحفاظ على بيوتهم وأبنائهم من التهويد والأسرلة، وتحملهم اعتداءات المستوطنين اليومية بعد استيلائهم على منازل بجوارهم، إضافة إلى الرطوبة التي تآكلت منها جدران المنازل؛ إلا أن أطماع الجمعيات الاستيطانية دفعتها لتتمادى في هجمتها المسعورة لإحكام سيطرتها على كافة المبنى المكون من طابقين.
إذ طالبت هذه الجمعيات الاستيطانية بإخلاء المنازل المجاورة لتلك التي استولي عليها منذ سنوات في المنطقة، بنية هدمها وبناء مبنى جديد مكانها، رغم أن هذه العائلات محمية وفق القانون وتسكن في منازلها منذ عشرات السنين.
وتعيش العائلات الأربع في ‘حوش’ واحد ومبنى مكون من طابقين، تقطن في الأول عائلتي حشيمة وكستيرو وبجوارهم على بعد نحو 3 أمتار يقبع أحد المستوطنين في منزل تم الاستيلاء عليه في الثمانينات، وفي الطابق الثاني تقطن عائلتي مسودة وصيداوي ويتوسطهم منزل استولى عليه مستوطنون قبل نحو 18 عاما، يعود للمواطن عبد الجواد أبو رجب.
ولا يقتصر الأمر على استهداف ‘الحوش’ الذي تعيش فيه العائلات الأربع، بل يقع إلى جوارهم على بعد أمتار ‘حوش’ آخر تقطن فيها 5 عائلات مقدسية تعاني الأمرين كونها ملاصقة لمنازل مستولى عليها من قبل مستوطنين، ومحاذية للمدرسة الدينية الاستيطانية “شوفو بنيم”.
وقد فوجئت أمس الأحد عائلتي صيداوي وكستيرو بتلقي إنذارات إخلاء صادرة عن محكمة الصلح، بطلب من ثلاث جمعيات استيطانية هي “وقف بنحاس أرهون نمنسكي” و “جمعية كوليل فاهلين” و “جمعية تلمود توراة – يشيفات حييه عولام”. وتمهل الانذارات العائلات 30 يوما لتقديم استئناف على قرارات الإخلاء.
وكانت محكمة الصلح قد أصدرت يوم الأربعاء الماضي إنذارات مشابهة لعائلتي مسودة وحشيمة القاطنتين في نفس الحوش.
يعيش في الطابق الأول المقدسي حمودة أحمد عودة كستيرو ‘أبو ناصر’ (64 عام )، مع زوجته وعشرة أبناء أكبرهم 44 عام وأصغرهم 24 عام، منذ عام 1968، وتبلغ مساحة المنزل 44 متر مربع، وهو عبارة عن غرفة ومطبخ.
ويؤكد ‘أبو ناصر’ أنه يسكن في هذا المنزل منذ عام 1968 وقد دفع مقابله ‘مفتاحية’. “لدي عقد إيجار ملتزم بدفع أجرته سنويا لجمعية العقارات الاسرائيلية، إلا أنني فوجئت قبل أربعة أيام في 16/12، بتلقينا قرار إخلاء صادر عن محكمة الصلح، بدعوى أنهم يريدون هدم المبنى لبناء مبنى آخر”.
وأضاف: “أمس وجهوا لي نفس الإخطار القاضي بإخلائي من المنزل، وقد توجهت للمحامي محمد دحلة لمتابعة قرارات الاخلاء بحقي وبقية العائلات قضائيا”.
وأكد ‘كستيرو’ أنه لن يخرج من منزله الذي يعيش فيه منذ 44 عاما، “فيه تزوجت وأنجبت كافة أولادي، ولا يوجد لي مأوى آخر”.
وقال: “هذا منزلي عشت فيه وسأموت فيه، ولن أتخلى عنه أبدا حتى لو هدموه ونحن بداخله، يكفي أننا بجوار المسجد الأقصى، ويبعد منزلي عنه نحو دقيقتين”.
ولفت إلى أن هذا القرار الجائر يضاف إلى ما تحمله وعائلته طوال السنوات الماضية من اعتداءات المستوطنين الذين قاموا برش أولاده وأحفاده بغاز الفلفل ومبيد الحشرات في إحدى المرات، عدا عن التضييقات والاستفزازات اليومية التي يتعرضون لها.
وإلى جوار عائلة كستيرو تقطن نوال حشيمة ‘أم باسم’ (63 عام)، التي تسلمت قرارا بالاخلاء يوم الأربعاء الماضي بأسمها ونجلها أمير الذي يعيش معها في نفس المنزل مع زوجته وأولاده الأربعة، ومساحته 50 متر مربع ويضم غرفتين ومطبخ وحمام.
وتؤكد ‘أم باسم حشيمة’ أنها تعيش في المنزل منذ 55 عاما. “كان المنزل لحماتي التي أنجبت فيه زوجي وأسلافي، ثم تزوجت فيه وأنجبت 7 أولاد أكبرهم عمره 45 عام وأصغرهم 21 عام، وتوفي زوجي منذ 12 عام”.
أما الابن أمير فأكد على أنه ووالدته لن يتخليا عن منزلهما “حتى لو اقتضى الأمر موتنا تحت أنقاضه”، مشيرا إلى أنه سيتوجه للمحاكم في هذا الصدد.
أما ‘أم سعيد مسودة’ (60عام)، فتقطن في الطابق الثاني مع نجلها رامي وأولاده، ويبلغ أكبرهم 15 عاما وأصغرهم عمره شهرين.
وتوضح ‘أم سعيد’ أنها تسلمت إنذار الاخلاء يوم الأربعاء الماضي، مؤكدة أنها تقطن في المنزل منذ 44 عاما مع زوجها وأولادها، وهو عبارة عن غرفة ومطبخ فقط.
وبلغة الأمثال تصف ‘أم سعيد’ حالها عقب تلقيها قرار الهدم الجائر، وتقول، “الدار دار أبونا وأجو الغرب يطحونا.. عشت الأيام الحلوة والمرة في هذا المنزل، وتحملت المشاكل والمعاناة التي يسببها لنا المستوطنون الذين استولوا على منازل بجوارنا، وفي نهاية الأمر يريدون طردنا من المنزل كي نصبح بلا مأوى”.
وعن صبرها على تحمل أذى المستوطنين وثباتها أمام أطماع الاحتلال في بيتها، قالت ‘أم سعيد’، “يكفينا أننا نسمع الآذان من المسجد الأقصى، ونفتح أعيننا يوميا على مسجد قبة الصخرة مقابل منزلنا”.
وأوضح سامي صيداوي 45 عام الذي يسكن في المنزل الرابع أن جده كان يعيش في المنزل منذ الأربعينيات، وقد ولد فيه وأشقائه السبعة وشقيقته، وهو عبارة عن غرفتين ومطبخ وحمام.
وقال: “تسلمت اليوم إنذار إخلاء من المنزل، كبقية العائلات القاطنة في نفس ‘الحوش’، وقد توجهت للمحامي محمد دحلة لمتابعة الأمر قضائيا”.
وأشار إلى أن أحد المستوطنين عرض عليه قبل سنوات شراء المنزل مقابل 10 ملايين شيكل لكنه رفض ذلك دون تردد. “طوال عمرنا عشنا في هذا المنزل ولن نتخلى عنه أبدا، وإن شاء الله لن نموت إلا فيه”.
كيوبرس