ركز على القهوه وليس على الكوب
تاريخ النشر: 10/06/11 | 11:40من التقاليد الجميلة في الجامعات والمدارس الثانوية الأمريكية أن خريجيها يعودون اليها بين الحين والآخر في لقاءات لم شمل ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض من نجح وظيفيا ومن تزوج ومن أنجب…. الخ
وفي إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر .وغاب الأستاذ عنهم قليلا ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون ,أكواب صينية فاخرة ,أكواب ميلامين ,أكواب زجاج عادي ,أكواب بلاستيك وأكواب كريستال .فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت ,قال الأستاذ لطلابه تفضلوا ، و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية, ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر ما كنتم بحاجة اليه فعلا هو القهوة وليس الكوب ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين .فلو كانت الحياة هي القهوة فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعيةهي الأكواب وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة ونوعية الحياة (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير و عندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين وبدل ذلك أنصحكم بالاستمتاع بالقهوة .
في الحقيقة هذه آفة يعاني منها الكثيرون فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه : مهما بلغ من نجاح لأنه يراقب دائما ما عند الآخرين يتزوج بامرأة جميلة وذات خلق ولكنه يظل معتقدا ان غيره تزوج بنساء أفضل من زوجته يجلس مع مجموعة في المطعم ويطلب لنفسه نوعا معينا من الطعام وبدلا من الاستمتاع بما طلبه فإنه يظل مراقباً لأطباق الآخرين ويقول : ليتني طلبت ما طلبوه
“הדשא של השכן ירוק יותר” “אל תסתכל בקנקן, אלה במה שיש בו”
قصة مع مضمون عميق وكبير, حتما ستكون حياتنا أجمل مع مضمون نحن رسمناه بأنفسنا, مع مستقبل نحن خططنا له, وان النظر على الاخرين سيجلب للانسان البأس وعدم الرضى, لذلك على كلٍ منا ان يعيش بمنهجه الخاص الذي يميزه وحده.
من جهة اخرى لا بأس بالاستعانة باصحاب الكفاءات ان كان ذلك بهدف تحسين وتطوير الوضع القائم.وهذا ما نجده من وراء وجود أصحاب المهن,الوظائف والاعمال المختلفة فكل منا مكمل لاحد غيره وهكذا هي الحياة دوارة!
قصه معبره جدا ,ولها وقع في الاذن.
اظن ان هذا الاستاذ ليس حكيما فحسب بل اكثر حكمه مما يتوقعه الفرد فهو يعرف طلابه وباي اتجاه هم يسلكون وهو واحد من الموجهين لهؤلاء الطلاب وهو يعرف كل طلباتهم ………………….. اجل اليس الطالب مراْت معلمه تحيه للمعلمين وللطلاب في كل العالم خصوصا ونحن على ابواب نهاية السنه الدراسيه