كيف تخطط لآخرتك

تاريخ النشر: 29/12/15 | 10:39

الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم، أمـــــابــــــعـــــــد:
أجمل وأروع شيء في هذا الوجود،هو عندما يتصل المخلوق بالخالق، فيأنس بقربه، ويتلذذ بمناجاته.
قال بعض الصالحين: مساكين أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها: قال: ذكـــــر الله.
فمهما ملك الإنسان من هذه الدنيا من المناصب والأموال والعقارات والقصور وكثرة الشهوات والملذات وهو بعيد عن الله فهو في تعاسةٍ وشقاٍء ونكدٍ وهمٍ.
(فكر في مستقبلك الحقيقي): هل فكرت كيف تستثمر دقائق حياتك في طاعة الله وأن تبني لآخرتك؟
إن العبد الموفق والسعيد: هو من استثمر حياته لآخرته فيكون كالنملة فهي تجمع في الصيف لترتاح في الشتاء وكذلك المؤمن يجمع في الدنيا الحسنات والطاعات والعبادات ليرتاح في آخرته.
قال تعالى:{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيا وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}
قيل لبعض العباد: إلى كم تتعب نفسك؟
قال: راحتها أريد.
فتأمل كيف أنه قدم وآثر تعب الدنيا على تعب الآخرة.
قال الثوري:قيل للربيع بن خثيم لو أرحت نفسك فالراحتها أريد.
فتأمل يا أخي المسلم:كيف أنه قدم راحة الآخرة على راحة الدنيا.
أخي المسلم أختي المسلمة: نحن نتعب ونسهر ونتغرب ونسافر وندفع الأموال الطائلة من أجل مستقبل الدنيا الفاني الزائل فهل تتعب نفسك من أجل مستقبل حقيقي وسعادة سرمدية
وحياة أبدية لا نهاية لها؟نحن عندنا خبرة في جمع الأموال فهل عندنا خبرة في كيف نجمع الحسنات؟
خطط لآخرتك:
نحن نخطط لدنيانا كيف نبني البيت كيف نختار الزوجة كيف ننمي أموالنا ونستثمرها إلى غير ذلك من الأمور الدنيوية.فتجد الواحد منا يحرك عقله لأموره الدنيوية كيف يضبطها وكيف يحافظ عليها وكيف يطورها ولا يفكر في آخرته كيف يكون في المنازل العالية والدرجات الرفيعة وكيف يرضى الله عنه.
الإكثار من التعبد لله تعالى: إن الإكثار من التعبد لله تعالى يعطي المسلم قوةً وثباتاً وعزماً وطمأنينةً وراحةً واستقراراً نفسياًً.
استفتح يومك بطاعة الله: فأول ما تستيقظ من نومك تقول دعاء الاستيقاظ من النوم الحمد الله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور) وتتوضأ وتصلي الفجر في وقته مع الجماعة في المسجد وقد جاء في فضلها أحاديث منها: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى البردين[1] دخل الجنة متفقٌ عليه. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى العشاء في جماعةٍ، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله [2] فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيءٍ، فإنه من يطلبه من ذمته بشيءٍ يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم رواه مسلم.
الحرص على الجلوس بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس: وهذه سنة قد هجرها كثير من الناس، فقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى طلوع الشمس وفيها فضل عظيم.: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة “. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تامة تامة تامة ” رواه الترمذي
يالها من أجور عظيمة: حاول أن يكون لك نصيب وورد من هذه الأذكار التي ورد فيها فضل معين لكي تتنوع لك الثمرات والأجور والدرجات. وهي كالتالي:
1- أن تقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) 100 مرة فيكون نصيبك في الشهر 3000 كنز في الجنة (وكلما زدت زادت الكنوز) عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال: لا حول ولا قوة إلا بالله) متفقٌ عليه. وما أدراك ما كنوز الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وهي مع ذلك تعطي الإنسان قوةً وعزماً وتبعد عنه الكسل والعجز.

2- وأن تقول: (سبحان الله، والحمد الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) 100مره فيكون رصيدك الشهري 12000شجرة في الجنة لأن كل كلمة من هذه الأذكار فيها شجرة في الجنة (وكلما زدت زادت الأشجار) في الجنة.
عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقيت إبراهيم صلى الله عليه وسلم ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقريء أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء؛ وأنها قيعانٌ وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

3- وأن تقول: (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) 100مرة فيكون رصيدك الشهري من أشجار الجنة 6000 شجرة، عن جابرٍ رضي
الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: سبحان الله وبحمده، غرست له نخلةٌ في الجنة.) رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) متفقٌ عليه.
فإذا أردت أن تكون حبيباً للرحمن وتثقل موازينك في الآخرة من الحسنات فعليك أن تكثر من هذه الكلمات.

4- أن تقول: (اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات) 100 مرة.
وجاء فيها فضل عظيم ففي الحديث: (من استغفر للمؤمنين و للمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة) رواه الطبراني. والحسنة بعشرة أمثالها تصور كم تأخذ من الحسنات عندما تدعو للمؤمنين والمؤمنات من أبينا آدم عليه السلام إلى وقتنا هذا، الله أكبر يا له من فضل عظيم يكسبه المؤمن خلال دقائق، وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله): من أوراده اليومية أن يدعو بهذا الدعاء ويحرص عليه كما ذكر عنه تلميذه ابن القيم.
فاحرص على هذا الدعاء سواء كان في سجودك أو في خارج الصلاة.

5- أن تقول: (سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه) 100 مرة. ففي صحيح مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: (سبحان الله وبحمده. أستغفر الله وأتوب إليه). قالت عائشه: قلت: يا رسول الله1 أراك تكثر من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه؟ فقال: (أخبرني ربي أني سأرى علامةً في أمتي فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه؛ فقد رأيتها: ” إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ” فتح مكة، ” وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً. فَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كانَ تَوَّاباً “). وهذا الذكر فيه ثلاثة أمور: (التسبيح والتحميد والاستغفار).

6- أن تقول: (اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم) فجمعت بين الصلاة والسلام عليه كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، فلو صليت عليه 100 مرة مثلا فالله يصلي عليك 1000 مرة. عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشراً) رواه مسلم.

3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة