أمسية "ليالي رمضان" بجمعية يد بيد بوادي عاره
تاريخ النشر: 27/07/13 | 8:00أكثر من 650 مشاركًا من الكبار والصغار وصلوا، يوم الخميس الفائت، 18.7.2013، إلى قاعة "ميس الريم" في وادي عارة، لإختتام العام الأول لنشاط مجتمعات يدًا بيد المحلّيّة المشتركة لليهود والعرب، والاحتفال معًا بشهر رمضان المبارك.
أتى غالبيّة أعضاء المجتمعات المحلّيّة من وادي عارة والقدس ويافا-تل أبيب وحيفا والجليل برفقة أبناء عائلاتهم إلى اللقاء الذي حمل الاسم "ليالي رمضان"، واستُهِلّ بندوة شارك فيها الشيخ حسن قندس، والحاخامَة دفورا عفرون، والأب يوسف يعقوب، تمحورت حول مدلولات ومعاني الصوم والغفران في الديانات المختلفة. وفي المقابل، انخرط الأولاد في زوايا الإبداع المتنوّعة، ثمّ شاهدوا عرضًا بهلوانيًّا زاهيًا قدّمه سيرك "الجليل" الذي يتكوّن من أبناء شبيبة عرب ويهود. مع انطلاق أذان المغرب، التأَمَ الجميع حول مائدة "الإفطار" التي أعدت للجميع.
ألقى د. ثابت أبو راس (الرئيس الشريك للهيئة الإداريّة لجمعيّة يدًا بيد) كلمة حيّا فيها المشاركين الذين توافدوا من مناطق البلاد المختلفة، وحيّا كذلك طاقمَ "يدًا بيد" الذي كان من وراء تنظيم الحدث "الذي يشكّل قفزة نوعيّة في عمل الجمعيّة". وقال السيّد شالوم (شولي) ديختير المدير العامّ لـِ "يدًا بيد" في معرض الكلمة التي ألقاها في الحفل: "لم نأتِ إلى هنا للاحتفال فحسْب، بل كي نبني مستقبلاً كذلك. في ظلّ مخطّطات تهجير العرب في النقب وسلب أراضيهم، وفي ظلّ الفصل المنهجيّ الذي يغرسُ في وعي الجمهور بين اليهود والعرب، نجتمع معًا هنا بفضل إيماننا الراسخ بدربنا المشتركة، وبفضل الشجاعة التي تتحدّى من خلالها القلّةُ محيطَها القريب، وتتخطّى جميعَ الحواجز النفسيّة لتلاقي بشرًا مثلها في الجهة المقابلة".
وتخلّلت الحفل كذلك كلمات ألقاها كلّ من السيّدة رلى زحالقة (المنظمة الجماهيرية لـِ "يدًا بيد" في منطقة وادي عارة)، والدكتور حسن إغباريّة (مدير المدرسة الثنائيّة اللغة "جسر على الوادي" في كفر قرع)، ومحمّد مرزوق وأمير ستارنس (وهما المديران الشريكان لقسم المجتمعات المحلّيّة في جمعيّة "يدًا بيد").
وكان مسك الختام من فرقة الموسيقى العربيّة- الناصرة التي رافقت المطربة لبنى سلامة التي أدّت باقة من الأغاني العربيّة المعروفة، وقوبلت بتصفيق حارّ من قِبل الكبار والصغار. خلال الحفل الغنائي، صعدت الطالبة رينا ميعاري (طالبة الصفّ الثامن في المدرسة الثنائيّة اللغة "الجليل") إلى المنصّة، وألهبت حماس الجمهور في أدائها المتميّز لأغنية: "أنا قلبي دليلي".
في نهاية الأمسية، خرج البعض في جولة ليليّة إلى مدينة أمّ الفحم، نُظّمت بالتعاون مع جمعيّة "النسيج الأخضر- وادي عارة"، تعرّف المشاركون خلالها على الأجواء الرمضانيّة وعلى عادات هذا الشهر الفضيل.
وقالت إدفا (إحدى الناشطات في المجتمع المحلّيّ في حيفا) في نهاية الأمسية: "لقد تمتّعنا، وفرحنا، وانفعلنا ورقصنا. لقد كان هذا حدثًا رائعًا دمج بين النشاطات المثيرة والمشوّقة للكبار والصغار، ولقاءً مجتمعيًّا من الدرجة الأولى، وفرصة للتعرّف على النشاط الاستثنائيّ الذي تقوم به جمعيّة "يدًا بيد"، وعلى ثمار الجهد البالغ الذي يُبذل على مدار العام". وقال الزّوجان سمر وظافر يونس (من قرية عارة -وهما والدان من بين أولياء أمور الطلبة في مدرسة "جسر على الوادي): "المشارَكة في النشاطات اللا منهجية لا تقلّ أهمّيّة عن النشاطات التعليميّة في تصميم شخصيّة الأولاد. على عكس السياسة التي تخلق النفور بين الطرفين، يوفّر إطار المدرسة والمجتمع المحلّيّ لـِ "يدًا بيد" فرصة للتقارب والتعرّف على ثقافة الآخر وكذلك تعريفه على ثقافتنا وهُويّتنا". وفي مداخلة على صفحة "الفيسبوك" التابعة لمجتمع "يدًا بيد" المحلّيّ في القدس لخصت السيّدة فاردا (وهي أمّ لطلاب في المدرسة الثنائيّة اللغة على اسم ماكس راين) الحدث قائلة: "لقد كان حدثًا مدهشًا ورائعًا، ومنعشًا. لقد شعر الجميع بالفرح والانتماء والتّجدّد".