وقفة مسافر
تاريخ النشر: 01/01/16 | 1:50بعد أيام قليلة ينصرم عام ميلادي، وينطوي سجله ويختم عمله ، فهنيئاً لمن أحسن فيما مضى واستقام وويل لمن أساء وارتكب الإجرام ..
أخي المسافر :
تعال معي لنسأل أنفسنا عن هذا العام كيف قضيناه ؟ .. ولنفتش كتاب أعمالنا كيف أمليناه ؟ .. لنراجع أعمالنا في تصديق إيماننا بالله تعالى ، لننظر في إقامة صلاتنا ، لنتدبر في فرائض الله تعالى علينا كيف قمنا بها وهل أديناها حق الأداء ؟ .. لنتدبر فيما نهى الله عز وجل عنه ، وحذر عباده من التجرؤ عليه ، هل ابتعدنا عنه و اجتنبناه ؟ .. لننظر في حق الله تعالى علينا هل أديناه ؟ .. لننظر في حق العباد هل وافيناه ؟ .. فإن كان خيرا فالحمد لله على نعمه ، وإن كان غير ذلك تبنا إلى الله واستغفرناه ..
كم يتمنى المرء تمام شهره ، وهو يعلم أن ذلك ينقص من عمره .. كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره .. وشهره يهدم سنته .. وسنته تهدم عمره .. كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله .. وتقوده حياته إلى موته ؟
أخي المسافر :
الغنيمة الغنيمة في اغتنام الأعمار ، قبل تصّرم الليالي و الأيام ، فها أنت بين عام راحل لا تدري بما رحل عنك ومضى ولا تدري أحصلت فيه على غضب من الله أم رضا، وبين عام قادم لا تدري ما أبرم فيه من القضاء ، ولا تدري أفي الأجل فسحة ؟ .. أم قد بعد وانقضى ، وإنك على يقين من سيئات أعمال هي عليك معدودة ، وفي شك من صالحات أعمال مقبولة هي أم مردودة ، فعلام الغفلة يا أخي عن تدارك الخلل ، والإعراض عن إصلاح النية والعمل ، كأنك اتخذت من الموت عهداً وأمانا ؟ ..
كلا والله لقد ضرب لك بأخذ أمثالك أمثالاً ، ووعظك لو اتعظت فما ترك لقائل مقالاً ، وهذا كتاب الله يتلى عليك صباحاً ومساءاً ، و زواجره عبرة تخاطبك بالنصائح كفاحاً ، أصمت الأسماع عن المواعظ وسدت ، أم قست القلوب من كثرة الذنوب فاسودت ، فاعمل لما بين يديك فلمثل هذا فليعمل العاملون ..
قال تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )