من هو السبب ؟
تاريخ النشر: 27/07/13 | 1:11من عادة الشعوب القديمة حتى اليوم ان تنسب ما يحدث من حولها إلى قوة معينة او لعنة او فال شر او سوء حظ باختلاف المعتقدات و الزمن .
وإذا اردنا أن نفحص الامر في المجتمع لا بد لنا من ان نجد نسبة غير قليلة من الناس الذين ينسبون قلة المال او العمل إلى كره من الله عز وجل او سوء الحظ ناسين او متناسين ان الامر يعود اولاً واخيراً الى اجتهاد كل واحد منا .
لوم الاله او الحظ على كل ما يحدث مع الانسان هو مجرد هراء و حجج واهية لتغطية اهمية العمل بجد للحصول على النتائج سواء أكان الامر متعلق في العمل او الدراسة او امور العائلة والاسرة .
نجد ان شخصاً ما قد اخفق في دراسته الجامعية بعد عدة محاولات يلوم الله على فشله في حين ان المسؤول عن دراسته هو الطالب نفسه وإن قام بمجهوده وواجباته لما اخفق و الادعاء بأن الله لا يحبه او انه هو السبب فهو ادعاء باطل .
إضافة على ذلك يقوم بعض التجار بالزعم ان الله هو السبب في إفشال تجارتهم و اخص بالذكر هؤلاء الذين يعتاشون بدكان او بقالة, والحالة تضم الكثير من الموظفين او العاملين الذين اذا فشلت مشاريعهم بسبب تخطيطهم او التحقوا بالوقت او فشلوا لأسباب خرى يضعون اللوم على الله بدلاً من ان يعترفوا بالخطأ او بالامر والواقع والمحاولة مرة اخرى من اجل النجاح .
لماذا يقوم صاحب الدكان بمحاسبة الله اذا كان دخله قليل او دكانه اقل من غيره فهو بمجرد قلة الزبائن في يومين يلجأ الى الله لوضع اللوم عليه,ولماذا حين يرسب الطالب في مدرسته او في الجامعة او الكلية يعزو الامر الى كونه فشل من عند الله بدلاً من بذل الجهد الذاتي .
الامر لم يتوقف هنا ففي اللحظة التي يتعثر فيها احدهم او يصاب اصابة طفيفة يرجع ويقول الله هو السبب وحتى الاولاد و الصغار يشتمون الله حين يتعثرون .
وليس هذا فقط إنما البعض يدعي ان اصابته في حادث سير مثلاً لعنة او سوء حظ بينما لو كان قد انتبه المتعثر لما تعثر و لو انتبه السائق لما وقع الحادث ولو كان المذنب هو السائق الاخر او الدولة او الشرطي فإن المتسبب ليس الله ولا الحظ انما الانسان .
اريد ان الفت عزيزي القارئ بأني لا الغي أي من الامور التي ذكرت مثل تدخل الله او اللعنات او سوء الحظ بل انا احترم بشدة كل الآراء ولكن تحفظي هو تبرير الامر ووضع اللوم على الله بدلاً من ان يلوم الانسان نفسه و يقوم بعد ان يسقط فليس العار من ان تسقط بل العار ان لا تستطيع النهوض .
فالإنسان لا بد إن اراد العيش بسلام ان ينتبه في كل طرقه وان اراد النجاح فلا بد له من ان يخطط و يزرع من اجل ان يحصد ثمر النجاح وليس أن يترك الامر الى الحظ او التوفيق او الله بدون تعب او بدون جهد او اكتراث لما يمكن للإنسان ان يقوم به من ذاته .
بقلم : محمد يوسف اغباريه – زلفه
لو كانت كل أمورنا بيدنا لهلكنا وإنقرضنا منذ زمن بعيد جداً .. إعلم أن الله هو القيوم وهو القائم على هذا الكون وأن الرزق كله بيد الله .. نحن نعمل المطلوب والتوفيق بيد الله .. نحن نحتاط والحفيظ هو الله .. إن النظره الفرديه للأمور وبأن بيد الإنسان كل أموره هي أمر سلبي قد يؤدي بالبعض إلى الأذى وتحمل حمل لا يطاق .. لا إله إلا الله .. ولا رزاق إلا الله .. تحمل المسؤوليه واجب ولكن المرجعيه والمطلوب رجاءه ورضاه دوماً هو الله .. اللهم إرزقنا من الخير كله عاجله وآجله وإنا نعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ..
رائع رائع استمر بالتوفيق والى الامام
كل الاحترام … بالتوفيق