هنا انتظرت :الدسيسه الخسيسه
تاريخ النشر: 28/07/13 | 0:03واما ان يتهم عمر بن الخطاب بانهه كان يغار من خالد بن الوليد اوانه خاف من ان تتحول الانظار الى خالد ويفتتن الناس به بدلا منه بسبب انصاراته السريعه فهذا هراء ما بعده هراء.
ولكي نقف على الحقيقه لا بد من تحليل رسالة امير المؤمنين الى ابي عبيده وقد جاء فيها :- ("وقد استعملتك على جند خالد ابن الوليد فقم بامرهم الذي يحق عليك لا تقدم المسلمين هلكه رجاء غنيمة وتنزلهم منزلا قبل …ان تستر يده لهم وتعلم كيف مأتاه ولا تبعث سرية الا في كنف من الناس واياك والقاء المسلمين في الهلكة )
قال عمر لقد استعملتك على جند ولم يقل في رسالته لقد عزلت او استغنيت عن خدمات خالد بن الوليد، ومعنى ذالك ان خالد اصبح مامورا وليس اميرا للجيش وهذا معناه ان خالد بقي يحارب من اجل رب عمر وليس من اجل عمر وقد قالها بصريح العباره.
الحقيقه كما يظهر من الرساله ان عمر استبدل القياده واعطاها الى ابي عبيده وهذا ليس معناه ان ابا عبيده اكثر شجاعة و اكثر ذكاء من خالد وقد يكون العكس وبالرغم من ذلك يقوم بعملية الاستبدال لان الظروف تتطلب ذلك.
ولكن لماذا الاستبدال؟؟
لكي نجيب على هذا السؤال لابد ان نبين الظروف في تلك الفتره.. كان المسلمون يحاربون اكبر امبراطوريتين في العالم حينئذ (الساسانيه والبيزنطيه ) ولهذا كن عمر بن الخطاب يعلم ان الجندي المسلم الواحد يحارب اعداد هائله وان هلاك جندي مسلم واحد خساره كبيره للمسلمين ومن هنا قال عمرلابي عبيده لا تقدم المسلمين الى هلكه مقابل غنيمه . واصبر وفكر قبل المجابهة المباشره وابحت عن طرق اخرى بديله لفتح دمشق اوغيرها ولعلك تستطيع بالحصار فعل ذلك ،والمهم المهم اياك والهلكه مقابل الغنيمه والمهم اكثر حقن الدماء وتوفير الدماء وليس الوقت. وكان يعلم ان ابا عبيده يستطيع ذلك بصبره وذكاءه ومفاوضاته مع العدو ومحاصرته له وهكذا فعل حسب تعليمات امير المؤمنين ودخل دمشق سلما وليس عنوة بعد حصار طويل ومفاوضات متعبه ولم يحصل على غنائم. هنا يكمن السبب الرئيسي لعملية التغيير في القياده مع احترامه لخالد بن الوليد الذي اتصف بالاقدام والمجازفه من اجل رفع راية الاسلام وقد كانت الظروف تحتم على امير المؤمنين ان يفعل ذلك بدون تردد وهذا الامر لم يقلل من شان خالد في نظر خالد ولم يرفع من شان ابي عبيده في نظر ابي عبيده .
ترى ماذا يحصل اليوم في الدول العربيه؟وهل ابناء جلدتنا من الزعماء يهمهم حقن الدماء؟