إجلاء مسلحين ومدنيين من 3 بلدات سورية
تاريخ النشر: 28/12/15 | 12:07بدأ صباح الإثنين إجلاء أكثر من 450 مسلحا ومدنيا، بينهم جرحى، من مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، تطبيقا لاتفاق بين فصائل معارضة والنظام، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويفترض أن ينتقل الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا المؤيدتين للنظام والمحاصرتين من مقاتلي المعارضة، عبر تركيا إلى مطار بيروت على أن يعودوا إلى دمشق في وقت لاحق. فيما يمر مقاتلو المعارضة الخارجون من الزبداني المحاصرة من قوات النظام، في بيروت أيضا تمهيدا للانتقال إلى تركيا ومنها إلى سوريا.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس، إنه “بدأ صباح اليوم إجلاء أكثر من 120 مسلحا وجريحا من الزبداني وأكثر من 335 شخصا بينهم مدنيون من الفوعة وكفريا، تنفيذا للمرحلة الثانية من الاتفاق بين قوات النظام والفصائل المقاتلة”.
وتوصلت قوات النظام والفصائل المقاتلة إلى اتفاق في 24 أيلول/سبتمبر بإشراف الأمم المتحدة يشمل في مرحلته الأولى وقفا لإطلاق النار في الفوعة وكفريا والزبداني ومن ثم إدخال مساعدات إنسانية وإغاثية إلى هذه المناطق.
وشنت قوات النظام وحزب الله اللبناني في الرابع من تموز/يوليو هجوما عنيفا على الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان لا تزال بيد الفصائل المقاتلة المعارضة، وتمكنت من دخول بعض أحيائها ومحاصرة مقاتلي المعارضة في وسطها.
وردا على تضييق الخناق على الزبداني، صعد مقاتلو المعارضة عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يعيش فيهما مواطنون شيعة والواقعتين في محافظة إدلب. وتمكن ائتلاف فصائل “جيش الفتح” من السيطرة على المحافظة بالكامل الصيف الماضي باستثناء هاتين البلدتين اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام.
وأوضح عبد الرحمن أن “الخارجين من كفريا والفوعة سينتقلون إلى معبر باب الهوى مع تركيا ومنه إلى لواء الإسكندرون، تمهيدا للانتقال جوا إلى بيروت، ومنها باتجاه دمشق برا، بالتزامن مع دخول الخارجين من الزبداني إلى لبنان عبر نقطة المصنع الحدودية ومنها إلى مطار بيروت، تمهيدا للانتقال إلى تركيا لتلقي العلاج ثم العودة إلى سوريا”.
ونص الاتفاق في مرحلته الثانية على السماح بخروج المدنيين والجرحى من الفوعة وكفريا إلى مناطق تحت سيطرة النظام، مقابل توفير ممر آمن لمقاتلي الفصائل من الزبداني ومحيطها إلى إدلب، معقل الفصائل المسلحة، على أن يبدأ بعدها تطبيق هدنة تمتد لستة أشهر.
وبثت قناة “المنار” التلفزيونية اللبنانية التابعة لحزب الله مشاهد مباشرة من مدينة الزبداني تظهر تجمع العشرات من مقاتلي الفصائل، معظمهم بلباس عسكري، وهم يصعدون إلى حافلات ستقلهم إلى الحدود اللبنانية بمواكبة سيارات تابعة لمنظمات دولية. كما تم نقل عدد من الجرحى والمصابين وعدد منهم يستخدم العكازات إلى داخل سيارات الإسعاف.
وفي الساحة حيث توقفت الحافلات، بدت الأبنية المحيطة بها متضررة جراء القصف والاشتباكات، وجدرانها شبه متصدعة. وانتشر مقاتلون مع أسلحتهم على أسطح الأبنية المرتفعة في محيط الساحة.
وكان بعض المقاتلين يدققون في لوائح اسمية للتثبت من أن الذين يصعدون في الحافلات مدرجون عليها. وسمح لكل من الخارجين بحمل حقيبة كتف معه، وفق ما أفاد مصدر سوري مطلع على الاتفاق.
كما نشرت قناة “المنار” صورا من الفوعة وكفريا تظهر تجمع عشرات الأشخاص قرب حافلات وسيارات إسعاف وبينهم نساء وأطفال.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن عملية إخراج المسلحين من الزبداني تأتي “في إطار الجهود المبذولة لإخلاء المدينة من السلاح والمسلحين”.
وأورد التلفزيون السوري أن تنفيذ هذه المرحلة “تم بعد احترام وقف إطلاق النار من الجانبين”.
ومن المقرر بعد انتهاء عملية الإجلاء، السماح بإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية إلى بلدتي الفوعة وكفريا وإلى مدينة مضايا المحاصرة في ريف دمشق والمجاورة للزبداني، والتي تأوي الآلاف من السكان والنازحين، وفق المرصد.
وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر دخلت 33 شاحنة محملة مساعدات غذائية وطبية إلى البلدات المحاصرة بمشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، تنفيذا لاتفاق الهدنة.