حاتم طائي في بلدي

حاتم طائي في بلدي: وجيهٌ يتبرّع بكل ما يملك من مالٍ للعلم وأهله….

انه شمعة احترقت وذوت بكاملها ولم يبق منها أثر إلا ما أنارت به طريق الإيثار والتضحية وإنكار الذات، طريق العلم والمعرفة لكل من أراد السير فيها، ومن ثم الاقتداء بهذه الشمعة البشرية.
وشمعتنا هذه، إنسان كريم شهم نذر حياته من اجل مجتمعه وشعبه في الستينات من عمره، ظل أعزبًا ولم يتزوج، ولكنه تزوّج قضية وهموم شعبه، يعيش بمفرده ومن حوله عائلته الكبيرة والصغيرة، ولكن ليس بعيدًا بل قريبًا، أقرب من حبل الوريد إلى أبناء بلدته وجلدته ومجتمعه كافة، قريب وشريك في همومهم وأفراحهم كذلك.
ومن منطلق غيرته وحرصه على أبناء وبنات شعبه وعلى مستقبلهم ورغبته الجامحة في أن يتزوّدوا بالعلم الذي لم يبق أمامهم متنفسٌ إلا هو، فهو زادهم وزوادّهم وحصنهم المنيع، حرصه هذا دفعه وحدا به أن يجود بكل ما يملك من متاع هذه الدنيا، كل ما جمعه من مالٍ في حياته أي تحويشة عمره إلى صندوق الحاجة رقية بيادسه القطري في باقة الغربية لدعم الطلاب الجامعيين العرب، فقد حوّل إلى حساب هذا الصندوق المصرفي مبلغ عشرين ألف شيكل جديد.
والآن هل تودون معرفة هذا الإنسان الكريم المثالي والذي بلغ أقصى غاية الجود والذي هو بمثابة حاتم الطائي بلدي: انه ابن باقة الغربية البّار السيد وجيه عطية ملحم أبو حسين، والذي ينزل حاليًا في مشفىً صحيّ، جزاه الله كل الخير وشفاه وأنعم عليه بوافر الصحة والعافية، وجعل تبرعه هذا في ميزان حسناته وأحسن خاتمته وأكثر من أمثاله وعلى من هم على شاكلته ولو أنهم قلّة، ولكن عزاؤنا في قلّتهم قوله صلى الله عليه وسلّم: “الخير في وفي أمتّي إلى يوم القيامة”.
ووجيهنا هذا هو الخير كل الخير، ولا زالت الدنيا بخير.

حسني بيادسه