"الشيخ جراح" .. صمود في وجه الترحيل

وليد صيام يسكن في بيت متواضع في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وبالتحديد في موقع اصطلح على تسميته "كبانية ام هارون" ، فوق البيت هناك قفص لطيور الحمام، ومعروف أن تربية الطيور والحمام منها هواية منتشرة في القدس وأحيائها، وتربية الطيور بحاجة الى عناية ومتابعة وصبر، بل قل " راحة بال"، وهل يترك الاحتلال الاسرائيلي للمقدسي "راحة بال" ، لكن هذا المشهد يدل على أن المقدسيين ، ومنهم حي الشيخ جراح ،المستهدف بالتهويد والاستيطان، عزم أمره وقرر الصمود في وجه الترحيل.

الطقس عادة بعد كل عصر في مدينة القدس، لطيف بل قد يكون باردا، نسائم القدس كما وصفها "المقدسي" .. "وهواؤها يشفي العليل" ، في هذا الجو جلسنا ننتظر آذان المغرب لنتناول مع أهالي الحي وجبة الإفطار، صلينا المغرب، وعلى ايقاعات الأناشيد الوطنية جلسنا نستمع الى كلمات الخطباء حول الهوية والانتماء والصمود ..

أما أطفال الحي فكانت الأمسية هذه مناسبة لتجمعهم في أفنية الحي يلعبون ويمرحون ويمارسون بعض هوياتهم الرياضية .. راقبت أحدهم ملياً .. وقلت في نفسي .. أي إبداع هذا في تسلق الجدران والحيطان وبين الأسلاك الحديدية.. مواهب يحاول الاحتلال وأدها.. لكن يوماً من الأيام سترى النور .

لفتة كريمة هي من هيئة المرابطين في القدس و"مؤسسة القدس للتنمية" لتنظيم إفطار رمضاني تضامني مع اهالي الحي المهددة بيوتهم بالمصادرة والاخلاء ، قد تكون بعد يوم أو يومين .. افطار وأمسية تحمل أكثر من مجرد تناول وجبة الإفطار .

قالها السيد وليد صيام ، الذي استلم قبل أيام وغيره من جيرانه إخطارات من أذرع الاحتلال لإخلاء بيته حتى موعد أقصاه 1/8/2013م ، يقول صيام :" هذا التجمع يقوي من عزيمتي ويرفع معنويتي ، ويشعرني أني لست وحيدا، تجمع يعيننا بإذن الله على الصمود في وجه مخططات الترحيل الاسرائيلي .