تضامن وفد المتابعة مع المُبعدَينْ بالقدس
تاريخ النشر: 30/12/15 | 19:35زار وفد من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية صباح اليوم الاربعاء مقر الصليب الأحمر في حيّ الشيخ جراح في القدس، حيث أقيمت في باحة المقرّْ خيمة احتجاج للتضامن مع الشابين الفلسطينيين المقدسيين سامر أبو عيشة 28 عاما (متزوج) وحجازي ابو صبيح 33 عاما (متزوِّج + 3)، ضد قرار السلطات الاسرائيلية بإبعادهما القسري خارج القدس لمدّة خمسة أشهر، وقد اختار ابو عيشة وابو صبيح مواجهة قرار سلطات الاحتلال الجائر بكلمتين فقط فيهما أبعاد ثورية “مش طالعين”، والاعتصام في مقر الصليب الأحمر كتعبير عن موقفهما الذي يعبِّر عن موقف كافة المقدسيين الفلسطينيين الرافض لسياسة تهويد القدس وإخلائها من أصحابها الشرعيين، وإصرارهما على مواصلة البقاء في الخيمة الاحتجاجية حتى عودتهما إلى بيتهما وعائلتهما .وتشكّل الوفد المتضامن من: رئيس لجنة المتابعة محمد بركة ونواب القائمة المشتركة المحامي أسامة السعدي، د. عبد الله ابو معروف وطلب ابو عرار، ممثل التجمع رياض محاميد وممثل ابناء البلد طاهر سيف. وكان ابو عيشة وابو صبيح وأعضاء هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس باستقبال وفد المتابعة.
وفي كلمته أشاد رئيس لجنة المتابعة محمد بركة بصمود الشابين المبعدين ووقفتهما البطولية في وجه سياسة الإبعاد التعسفية، وقال: “أنتما جزء من أبناء شعبنا المقدسيين الفلسطينيين، ولذلك تمثلان ما يعانيه السواد الأعظم من شعبنا جراء ممارسات سلطات الاحتلال الهمجية اليومية والتي تستهدف بالأساس الوجود العربي في القدس، وتسعى إلى تفريغها من سكانها الأصليين، ولهذا فإن خطوة ابو عيشة وابو صبيح الجريئة هي مقدِّمة لتسليط الضوء على الأحداث وفضح حقيقة الجرائم اليومية التي يمارسها الاحتلال. وقال بركة، إن وقفة وصمود ابو عيشة وابو صبيح وإصرارهما على رفض الإبعاد هو ما يعطي للقدس لونها ورونقها والاحتلال إلى زوال لا محالة، فإن من يمارس سياسة كبت الحريات ويحتجز جثامين الشهداء لا يمكن إلا أن يكون جسما مريضا، فالهدف طبعا من سياسة الإبعاد هو ليس مواصلة إفراغ القدس فحسب، وإنما اتباع سياسة الترهيب من خلال إبعاد المناضلين الذين يواجهون سياسة الاحتلال ومخططاته يوميا .
النائب اسامة السعدي قال أنه يتابع سياسة الإبعاد منذ عام 2006، وبالرغم من الضغوطات التي تمارسها محكمة العدل العليا التي بدأت بثلاثة قضاة، إلى خمسة قضاة وانتهت بتسعة قضاة، لم تستطع هذه الضغوطات في من خلال المحاكم فرض أمر واقع، وفشلت كل محاولات الإخلاء والتهويد . وتطرّق السعدي لأهمية تكثيف العمل في الجانب القانوني وتجنيد الرأي العام المحلي والعالمي، خاصة وأن هناك إشكالية قانونية في تعامل سلطات الاحتلال مع سكان القدس الشرقية، حيث لا يملك وزير الداخلية الاسرائيلية فرض الولاء لدولة اسرائيل على سكان القدس عنوة. النائب د. عبد الله ابو معروف قال في كلمته، إن موضوع الاحتلال الاسرائيلي لا يحمل اية شرعية لا على المستوى المحلي ولا العالمي، ولهذا فإن كل ممارسات الاحتلال باطلة يرفضها القانون الدولي، فالنضال الفلسطيني ضد الاحتلال هو الشرعي وهو المنتصر حتما، وكما قلنا دائما أن أي شعب يقع تحت الاحتلال له الحق أن يختار طريقة وأسلوب نضاله للتحرر من نير الاحتلال، ولهذا من حق الشعب الفلسطيني أن يناضل من اجل حريته ودولته.وأعرب د. ابو معروف عن دعم لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والقائمة المشتركة للمبعدين ابو عيشة وابو صبيح قلبا وقالبا ومساندة نضالهم العادل”.
أما ممثل حركة ابناء البلد طاهر سيف فقال في كلمته، أن سياسة الإبعاد موجودة أصلا في ذهنية وعقلية المؤسسة الاسرائيلية وتندرج ضمن سياسة كمّ الأفواه وكبت الحريات ومواصلة سياسة القمع والاحتلال. عضو قيادة التجمع رياض محاميد قال في كلمته، إن اعتصام ابو عيشة وابو صبيح البطولي هو ليس رمزيا بعددهما، فهما يناضلان باسم جميع المبعدين وباسم شعبنا الفلسطيني كله، وأن جماهير الشعب الفلسطيني تستمد القوة والطاقة من صمودهما. النائب طلب ابو عرار قال في كلمته: إن الاحتلال يواصل ممارساته التعسفية من خلال سياسة الإبعاد غير الشرعية، وقد جئنا لنحيي الروح النضالية لدى الشباب الفلسطيني المناضل ضد سياسة إبعادهم عن وطنهم، ومع أنها سياسة اسرائيلية فاشلة في نهاية المطاف، ولكن يجب حشد كل القوى لمساندة الشباب المبعدين من أجل الحفاظ على عروبة القدس وقدسيتها.
وبعد أن استمع وفد المتابعة إلى الشرح الوافي من المبعدين ومن أعضاء هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس، التقى نواب المشتركة مع إدارة مركز الصليب الأحمر وتناول وفد المشتركة الحديث عن موضوع تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس وأهمية حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه التي أقرتها المواثيق الدولية. ومن جهته قال جاك دو مايو رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه اصدر بيانا، أكد من خلاله على ضرورة احترام التناسب في استخدام القوة في التعاطي مع الوضع الحالي وعدم استعمال الأسلحة النارية والذخيرة الحيّة إلا كحلّ أخير لمواجهة تهديد خطير للحياة .