ثمانية أعجبتني

تاريخ النشر: 19/01/16 | 5:15

سأل أحد العلماء تلميذه : منذ متى صحبتني ؟
فقال التلميذ : منذ ثلاث وثلاثين سنة .
فقال العالم : فماذا تعلمت مني في هذه المدة ؟
فقال التلميذ : ثماني مسائل .
قال العالم : إنا لله وإنا إليه راجعون .
ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل فقط !!
قال التلميذ : لم أتعلم غيرها، ولا أحب أن أكذب عليك .
فقال العالم : هات ما عندك لأسمع .
قال التلميذ :
الأولى : أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يتخذ صاحبًا، فإذا ذهب إلى قبره فارقه صاحبه، فصاحبت الحسنات، فإذا دخلت القبر دخلت معي .
الثانية : أني نظرت في قول الله تعالى : ” وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ” [النازعات: 40-41] فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت طاعة الله تعالى في قلبي .
الثالثة : أني نظرت إلى الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع، ثم نظرت إلى قوله تعالى : ” مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ ” [النحل: 96] فكما وقع في يدي شيء له قيمة وجهته لله تعالى ليحفظه عنده .
الرابعة : أني نظرت إلى الخلق فرأيت كلا يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه، ثم نظرت إلى قول الله تعالى : “ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ” [الحجرات: 13]. فعلمت في التقوى حتى أكون عند الله كريمًا .
الخامسة : أني نظرت إلى الخلق وهم يتحاسدون على نعيم الدنيا فنظرت إلى قول الله تعالى : “ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ” [الزخرف: 32] فعلمت أن القسمة من عند الله، فتركت الحسد عني .
السادسة: أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضًا، ويبغي بعضهم على بعض، ويقاتل بعضهم بعضًا، ثم نظرت إلى قول الله تعالى : “ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ” [فاطر: 6]. فتركت عداوة الخلق، وتفرغت لعداوة الشيطان وحده .
السابعة : إني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له، فنظرت إلى قول الله تعالى : ” وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا ” [هود: 6]. فعلمت أني واحد من هذه الدواب، فاشتغلت بما لله علي، وتركت ما لي عنده .
الثامنة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكلًا على مخلوق مثله؛ هذا على ماله، وهذا على ضيعته، وهذا على مركزه، ونظرت إلى قول الله تعالى : ” وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ” [الطلاق: 3] فتركت التوكل على المخلوق، واجتهدت في التوكل على الله الخالق .
فقال العالم : بارك الله فيك، نعم التلميذ الصالح أنت.

6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة