عكاظية حيفا الرابعة لعام 2015
تاريخ النشر: 02/01/16 | 14:28أقام نادي حيفا الثقافيّ والمجلس المليّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ/حيفا أمسيته العكاظيّة الحيفاويّة الرابعة لعام 2015، حيث استضاف كلّ من: إحسان أبوغوش، فردوس حبيب الله، ولاء أبو عيطة وأسامة حلبي، في أمسية شعريّة، في قاعة كنيسة ماريوحنا الأرثوذكسيّة في حيفا، بتاريخ 10-12-2015، ووقد ازدانت القاعة بعرض لوحات تشكيليّة للفنان التشكيلي جميل عمريّة، وتخللت الأمسية معزوفات على الكمان للفنان جواد عبد الغني، وتراتيل بيزنطية للمرتل طوني سيلا، وتولت عرافة الأمسية أميمة محاميد، بعد أن رحّبَ المحامي حسن عبادي (مُنظّم الأماسي الشعريّة العكاظيّة الحيفاويّة) بالحضور والمشاركين.
مداخلة حسن عبادي: باسم المجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا، وباسم نادي حيفا الثقافيّ وباسمي أرحّبُ بكم، وأهلا وسهلا للمشاركةِ في هذه الأمسيةِ الثقافيّةِ العُكاظيّةِ المميَّزةِ، مِن على مِنصّةِ نادي حيفا الثقافيّ الذي تأسّسَ قبلِ حوالي خمسةِ أعوامٍ، برعايةِ المجلسِ الملّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا، برئاسةِ زميلي المحامي فؤاد نقارة، وبدأت الفكرة لمنتدى ثقافيّ لقراءةِ كتابٍ بالشهرِ، فقمنا حتى اليوم بقراءةِ ما يقاربُ الستين كتابًا، وتطوّرت لعقدِ أمسياتٍ ثقافيّةٍ لإشهارِ كتابٍ بحضورِ الكاتبِ، وأقمنا عشراتِ الأمسياتِ، وكذلك أمسياتِ تكريمِ أديبٍ أو شخصيّةٍ وطنيّةٍ، وأقمنا العديدَ منها، ومن ثَمّ إحياء مِنبرٍ للشعرِ، ألا وهو الأمسياتُ العُكاظيّةُ الحيفاويّةُ، لتكونَ مِنبرًا شعريًّا ومنصّةً لشعرائِنا. بهذه المناسبةِ أنتهزُ الفرصةَ لأهنئ أصدقاءَ النادي بإصداراتِهم الجديدةِ :
الشاعرةُ آمال عوّاد رضوان وديوانُها (أدَمْوِزُكِ وتَتَعَشْتَرين)، والشاعر هاشم ذياب وديوانُه (فوضى البدايات)، والشاعر نزيه نصر الله وديوانُه (حبيبتي للأبد)، والشاعر إياس يوسف ناصر وديوانُه (قبلةٌ بكاملِ شهرزادَها)، والشاعر إحسان أبو غوش وديوانُه (دمعةٌ تخدعُ ظلَّها).
اليوم يصادفُ يومَ حقوقِ الانسانِ العالميّ، وأوجّه تحيًّة حارّة لكلّ سجناء الحريّة، وبالمناسبةِ، معنا الفنانُ التشكيليُّ المُلتزمُ جميل عُمَريّه، من مواليدَ وسكانِ قريةِ إبطن، يمارسُ الفنَّ التشكيليَّ على ألوانِه منذ عام 1972، وله الكثيرُ من الجداريّاتِ في البلدانِ العربيّةِ، يستعملُ في لوحاتِه ألوانًا زيتيّةً على الجلدِ، وألوان إكريليك، ونحتًا وسكبًا من الألومنيوم والبرونز، وشارك بمعارضَ محليّةٍ ودُوليّةٍ، ويعملُ في سكبِ المعادنِ ومعنا اليومَ نماذجٌ منها.
نحن اليوم بصددِ أمسيةٍ شعريّةٍ هي منبرٌ ومِنصّةٌ لشعرائِنا: مَن أصدَرَ ديوانًا ومن لم يُصدرْ. البرنامجُ مفتوحٌ لكلِّ الناسِ وكلِّ الأجيالِ مع الحفاظِ على البوصلةِ: ألا وهي الانتماء، بحيثُ يتوجّبُ أن تكونَ الهُويّة واضحة، دونَ رقابةٍ وقيودٍ ودونَ لايكات (ليّكلي بلَيّكلك)، حيثُ أنّنا لسنا بصددِ مسابقاتٍ وجوائزَ: ليس ستار أكاديمي أو سوبر ستار أو إكس فاكتور. واسمحوا لي أخيرًا بتقديم شكري الخاصّ والعميق للمجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ، مُمَثّلًا بالسيّد جريس نعيم خوري، وأخي وزميلي المحامي كميل مويس، على دعمِهما السخيّ لإنجاح هذا المشروع، وأشكر الكتّاب والشعراء والأدباء الذين أهدَوْا النادي إصداراتِهم.
وبالمناسبة: أقمنا مُؤخّرًا موقعًا على شبكةِ التواصلِ الاجتماعي “ألفيسبوك” وعُنوانُه “نادي حيفا الثقافي” وبإمكانِكُم تَتَبُّعَ نشاطاتِنا عَبرَهُ، بما فيه صُوَرَ هذه الأمسيةِ.
العريفة أميمة محاميد: مساؤكم سماءٌ تُمطر وردا، تغزلُ حُبّا وشِعرًا يُسافرُ في عَبقِ الغيماتِ بنكهة شتائيّة. مساؤكم أنفاس عِشقٍ تعصرُ الوقت خمرًا. سلامٌ على أعلامِ الشِعر والقصيدةِ. سلامٌ على الحرفِ النابضِ لحنا. سلامٌ لحضورِكم وللكوفيّةِ والجَّرةِ. سلامٌ لأرضِنا السمراءَ؛ لِلقُدسِ، لِلخليلِ، لجِنين والجليلِ. ومن مزاميرِ الزيتونِ لِحيفا سلامٌ. للقصائدِ الحُّرةِ وللحنينِ. هُوَ الشعرُ يا سادتي نافذةُ النورِ والأملِ، تٓعرِفُهُ القصيدةُ كما تعرِفُنا، نُحَّلِقُ مَعَهُ فوقَ أجنحةِ الياسمين، هناكَ نمضي لِشاطئِ الدِفءِ، لِأبجديةٍ مِن حُبٍّ وسلامٍ. نحنُ شعبٌ حينَ نَفرحُ نُغَنّي، وحينَ نُجرحُ نُغَنّي. نَقتاتُ مِن بوحِ الكلماتِ، ونزرعُ فوقَ جُروحِنا أبجديةً لِلحُبِّ، فَتنتصِرُ في حقلِنا السنابلُ أخيرًا. أعودُ وأُرَحِّبُ بكم مرةً أُخرى، وشكراً لِحُضورِكُمُ الجميلِ مع حِفظِ الألقابِ والأسماءِ، والآن نبقى وإيّاكم في حضرةِ الشِّعرِ وعذبِ الكلام، مع اللحنِ الشجيّ وموسيقا الروحِ، معَ الحرفِ الأنيقِ. للكلماتِ أجنحة نركبُ عبابَها، ونسافرُ دون تذكرة سفر، نُحلق ونسافرُ في فضاء الشعر.
حسام حلبي/ مُغناة “الكافر الجديد”: لستُ من ماءٍ وطينْ/ لي أبٌ، أمٌ ودينْ/ دينُ عقلٍ كافرِ/ بالسّرابِ الظافرِ/ بالغَباءِ المُستكينْ/ لستُ من ماءٍ وطينْ/ لي كيانٌ هادرُ/ لي حضورٌ نادرُ/ لي عروقٌ بي دِماءْ/ لي فؤادٌ نابضُ/ لي حنينٌ رابضُ/ تحتَ أعتابِ السماءْ/ فوقَ أكتافِ الحياةْ/ سوفَ يصحو بعدَ حينْ/ زاهَيا عالي الجَبينْ/ حاملا عطرَ اليقينْ/ ماسِحا “دينَ الطغاةْ”!
حسام حلبي/ تساؤلاتُ شاعرٍ وبعضُ أجوبة:
(1) روحُ الحِبْرِ؟/ خالِصُ التِبْرِ؟/ أم رَجْعُ صَدى/ في لَيلِ غِنا / أبياتي أنا؟
(2) شَبَقُ المَوْجِ؟/ لَذّةُ الأوْجِ؟/ أم رُغَى؟ زَبَدٌ/ في بحرِ الهَنا/ أبياتي أنا؟
(3) هلْ سِرْبُ حَجَلْ/ للعِشْقِ وَصَلْ؟/ أمْ ذِئْبُ فَلا/ للقَنْصِ دَنا/ أبياتي أنا؟
(4) بوْحُ الرُّوحِ/ للمَجْروحِ ؟/ أم حَفيفُ هَوا/ في غَابِ العَنا/ أبياتي أنا؟
(5) أحلى الحُورِ؟ / وَرْدٌ جُورِيْ؟/ أم عُشْبٌ نَما/ حَولَ “الروزَنا” (*)/ أبياتي أنا؟
(6) شَوْقُ النَّحْلِ/ لِجَنى السَّهْلِ؟/ أم فَرَاشٌ هَوَى/ في شِباكِ المُنى/ أبياتي أنا؟
(7) مُهرٌ قد جَمَحْ/ في الرّيحِ سبَحْ/ أم ضَيْفٌ ثَمِلْ/ غَنّى “مِيْجَنا”/ أبياتي أنا؟
(8) وجْدٌ بَلْ جَوى/ في ظِلّ الهَوَى؟/ أم سَحابٌ مَضَى/ وَعْدٌ ما دَنا/ أبياتي أنا؟
(9) وَعْدُ الحُرَّ/ حُبُّ الغَيرِ؟/ أم هَوى الذَّاتِ/ تَقْديسُ “الأنا”/ أبياتي أنا؟
(10) هي صُبحي معْ لَيلِي/ أَمْسِيْ وغَدِي الآتِي/ هي نورِي معْ ظِلِّي/ هي بعْضي بلْ ذاتي/ هي أوْجُ تَباريحِيْ/ مِرآةُ مُعاناتِيْ
(11) هي نورٌ وإنْ خَفَتَ/ في ليلِ متاهاتِيْ/ هي شَكِّي مُلتَحِمٌ / بِيقينِ قَناعَاتِيْ/ هي كُلُّ سُؤالاِتيْ
هي بعضُ إجاباتِيْ
(12) هِيَ أوفى أعدائِيْ/ وأَلدُّ صَدِيقاتيْ/ أسوارٌ لأحزانِيْ/ مِفتاحُ فَضَاءاتِيْ/ قد يكونُ بها صَيْفي/ أوْ أقسى شتاءاتِيْ
(13)فَقرٌ وغِنى/ عَطَشٌ وَحَيا/ أرضٌ واعِدَهْ/ كَرْبٌ وهَنا/ قَلَمٌ وقَنَا/ دَرْبٌ صاعِدَهْ/ في هذي الدُّنى/ أبْياتِي أنا!
“الروزنا”؛ أصلها فارسيّ. من معانيها التراثيّة؛ كوّة أنشئت في سقوف المنازل الطينيّة التراثيّة القديمة، إمّا لتمرير القمح الذي عُرّض لأشعة الشمس على سطح المنزل، أو ليَخرج عبْرها دخان الاحتراق في فصل الشتاء من المدفأة.
حسام حلبي/ أقولُ تعالَي: أقولُ تَعالَي إليَّ تَعالِي/ نُذيبُ هزيعًا بليلِ التَّعالِي!/ نُسامرُ فَجرا لَطيفَ الحُضورِ/ فيَصحو صَباحٌ جَميلُ الخِصالِ/ نهارٌ جَديدٌ يقول: “كفاكُمْ/ خِصاماً وغَوْصًا ببحرِ السِّجالِ”!/ صَدَقْتِ؟ صَدَقْتُ؟ فماذا رَبِحْنا/ هشيماٌ بروحِكِ، نارا بحالِي؟/ شُرودا طويلاً كطولِ انتظاري/ وفألاً عَبوسا؟ أيَبْسِمُ فالِي؟/ وماذا جَنيْتُ وماذا أصَبْتِ/ عِناداً أطاحَ بعَرشِ الجَمالِ؟/ فبِتِ مُحالا وذِئْباً جَريحا/ وبتُ صَقيعًا بِلَيْلِ المُحَالِ/ وصِرتُ مَلاكًا بغيرِ سَماءٍ/ وصِرتِ مَلاذا بعيدَ المَنالِ/ وكمْ مِنْ وُعودٍ جَفاها الوَفاءُ/ ومِتُّ شقاءً بِعَدِّ الرِّمالِ/ وكمْ مِنْ لقاءٍ أحَلْتِ سَرابا/ فعُدتِ إليكِ.. وعُدتُ لِحالِي/ عَلامَ تَنامينَ جمرا، فأغلِي/ وأصحوُ جَمودا/ كصَخرِ الجِبالِ؟/ تعالَيْ إليَّ! أريدُ سَلاماً/ مَلَلتُ السُّهادَ – شِماتَ الليالِي/ نُعيدُ صياغَةَ سِفرِ هَوانا/ بحِبرِ دَلالٍ وحَرفِ وِصالِ/ يَراعي وأنتِ حِصانٌ وسَيفٌ/ فقولي لسَيفي حَرامٌ قِتالِي!/ أكونُ لقَلبِكِ في الليلِ خِلاًّ/ فكوني لفِكري وُقودَ الخَيالِ/ أكونُ لروحِكِ في القيظِ ظِلا/ فكوني لروحِي سَريرَ ظِلالِ/ خَريفٌ يَمرُّ شِتاءٌ يَكُرُّ/ وهذا الربيعُ يريدُ نِزالي/ بِغَمزِ العُيونِ ودِفءِ الشُّموسِ/ برشِّ الورودِ وعِطرِ الدَلالِ/ فهلاّ رَكِبنا خُيولَ التلاقِي/ زَرَعنا حَنينًا لِصَيفِ الغِلالِ؟/ تعالَيْ إليّ نعدُّ خُضوعًا/ لجيشِ الربيعِ ونَجثو، تعالِي!
أسامة حلبي/ لا تَلعن الظلامَ: لا!/ لا تُشعِل الثِّقابْ!/ ترتاحُ هكذا العُيونْ/ من “نورِ” من دَعا/ لوَحدةِ الخَرابْ/ دعوةِ تَمليكِ الحَجرْ/ ترتاحُ هكذا العيونْ/ منْ نورِ من كَفرْ/ بوَحدةِ السَّرابْ/ بينَ مُحيطٍ وخليجْ/ أمواجُ كلٍ من رِمالْ/ والبرُّ كلُّهُ يَبابْ/ لا تُشعل التلفازَ! لا/ تُحرِّكَ السُكونْ دعْ جسدي هناكَ أو هُنا!/ فالنفسُ كلُّها ظُنونْ/ والعقلُ في غِيابْ
أسامة حلبي: لكم يحزنني رؤية الاقتتال باسم الدين بل باسم مذهب ولكم يُكْلمني رؤية شعراء ينظمون القصائد في مديح هذا الفريق أو ذاك ويغذون القطيعة بينهم. مللت من الدعوة الكاذبة لوحدة العرب ولم يبق منهم سوى “سني” و”شيعي” ومللت من الأخبار المتضاربة عن “انتصارات” وهمية ندفع ثمنها جميعا. لقد قتلتنا الحماسة ودخلنا في عصر تنيره القذائف والحرائق وتزينه أضواء المؤتمرات الصحفية الملخصة لايامه المتشابهة تختلف الوانها وفق محطة البث وزاوية المشاهدة والقراءة. فلماذا نشعل عود ثقاب اذا انعم علينا انقطاع الكهرباء والبث الممل بعض الراحة للعيون؟
فردوس حبيب الله/ لى العام الذي ولّى: نعم يا سيدي العام الذي ولّى/ لإنْ عدتَ/ سأقطع رأسك المُلْقى إذا اتكأ على كتفي/ تقابلنا بمثل اليوم في ساعاتك الأولى/ من العمرِ الذي خِلناهُ لا يفنى/ تعانقنا، زرعنا البسمة الحبلى/ بأرضِ الرغبةِ الهوجاءِ والإصرارِ والنجوى/ تغازلنا عزفْنا الشعر بالألوان/ الحانا بِلا جدوى/ تعاهدنا على الإخلاصِ أبحرنا/ ببحر الحب نحو مرافئ الأحلام/ علّ الريح والأمواج توصلنا/ تقابلنا بمثل اليوم عشتكَ طفلَ أحلامي/ ضممتكَ في ثنايا الروح حلّقنا/ تماوجنا كما النسْماتُ فوق غصون أشجارٍ/ كما النجماتُ في ليلٍ/ سماءَ الأرضِ توّجنا/ ملأنا الكون آمالا/ وقلنا ربّما الآنا / يكون السّلمُ بين الناس/ إكليلٌ من الأزهار والأثمارِ والسلوى/ وودّعنا سويةَ ذلك العامُ الذي خُنّاهُ/ أضنانا فشرّدَنا/ نعم يا سيدي العام الذي ولّى/ سأقطع رأسك المُلقى/ إذا اتكأ على كتفي/ تقابلنا بمثل اليوم عشتُكَ طفلَ أحلامي/ كبُرنا فيكَ في رحمي/ أكلتَ الحبَّ من لحمي/ شربتَ العيش من همّي/ نعم يا سيدي العام الذي ولّى/ أصيح اليوم خائفةً/ بأنّيَ لم أعد أقوى/ سأطوى اليومَ صفحاتٍ/ وأعبرُ نحو أعوامٍ/ تثيرُ مخاضَ أحلامي/ تجيء بطفلَ إصراري على الدنيا/ وداعا دون أن أبكي/ وأكثرْ لم أعد أشكو/ وهل لله في الأعلى/ تكون لغيرِهِ الشكوى؟
فردوس حبيب الله/ يافا .. خيانةٌ مشروعة:
يافا التي سرقتْ قلوبَ رجالنا/ غزلوا لها الحرفَ الجميل وِشاحا/ عزفوا على أوتار صِدقٍ حبَّهم/ كانوا لها لحنا يفيض جِراحا/ غنّوا لها أشعارَهم في ليلةٍ/ فغدا النسيم لمن يجودُ لُقاحا/ كانوا لها قلبا تعيشُ بنبضهِ/ كانت لهم فوق الغيومِ جناحا/ يافا سرقْتِ رجالَنا من حِضننا/ كيف السماحُ إذا طلبْتِ سماحا؟/ تدرين يافا كم أثرتِ غرورَنا/ نحن النساء وما خشينا بِراحا/ قالوا لنا يافا عروس تنتشي/ فخشينا من سهرٍ يطيبُ صباحا/ خِفنا على قلبٍ توقف نبضُهُ/ شرِبَ الخيانةَ أسهما ورِماحا/ وخشينا من أنثى تفيض عذوبةً/ فنصيرُ جيشا قد أضاع سلاحاخفناكِ يا يافا البلاد وسحرها/ ستُّ النساء تغازَلينَ صداحا/ خِفناكِ يافا دونَ علمٍ أنّه/ لا خوفَ من أمٍّ تعيشُ كفاحا/ قلنا حرامٌ يمدحوك بشعرهم/ والان قد صار الحرامُ مُباحا
إحسان أبو غوش/ في الزّنزانة: أوديبُ سالبُ روحِ والدِهِ/ ألا يعدو إلى زنزانتي ليزورَني/ ويُريحَني من سيّدٍ/ يُدعى زَمَنْ؟/ فالوقتُ في زنزانتي/ يهوى الجمودَ بلا عراكٍ/ دونَ كرٍّ دونَ فرٍّ/ كالحصانِ السّامريِّ يسيرُ نحوَ جلالِهِ/ مُستَوقَفًا من قاهرٍ/ يُدعى رَسَنْ!/ قد لا أرى/ ذاتي خلالَ فضائِها/ مترٌ إلى مترَينْ على مترٍ ونصفْ/ زنزانتي!/ ليلٌ بلا قمرٍ، سكونٌ مُستفيضٌ/ قد يُنفّرُني، ظلامٌ دامسٌ/ زنزانتي!/ وَرَدَ الذّبابُ الأسودُ/ حتّى إلى/ جسمي سَكَنْ/ اِكسِرْ حصارَكَ في يَدِكْ/ صُمْ عنْ طعامِكَ لا تَهِنْ/ اُرسُمْ على الجدرانِ نافذةً تُطلُّ/ على ضفافِ بحارِ بَسْماتِ القَمَر/ واعزفْ على الأوتارِ أغنيةً تُعيدُ/ الرّوحَ للأزمانْ/ لِتَكْتُبْ طلسمًا يُنجيكَ منْ/ قيدِ الوَهَنْ/ اُنفُضْ غُبارَ السِّجنِ عن رُمشيْكَ تلكْ/ واصنَعْ بهِ أرجوحةً أبديّةً/ تسترجعُ العيشَ الرّغيدَ/ تُعيدُ روحًا للبَدَنْ/ زنزانتي/ حُلمٌ يراودني فيُحيي/ حبكةً في قصّتي/ ذكرى تُردّدها/ من الماضي/ حكايةُ جدّتي/ أسطورةَ الشّاطرْ حَسَنْ/ أوديبُ، اِدفعْ فُلْكَ نوحٍ/ نحوَ يمٍّ للنجاة/ أوديبُ، ضَعْ نُصبًا بريقًا/ قَدْ يحوّلُ عتمةَ / السّجنِ المُريبْ/ وادي عَدَنْ…
إحسان أبو غوش/ الرّوح تخاطب الجسد:
أنْتَ الجَسَدْ/ مجرّدٌ من بلسمِ الرّوحْ والنّوى/ تقتاتُ من صمتِ الليالي والغَسَق/ على دماءِ الحرّ/ يبقى طيفُهُ دَيْنًا عليكَ/ إنْ وَعَدْ/ أنتَ الذَّكَرْ/ المادّةُ المصنّعة/ من مادةٍ خامٍ نَشَأتَ تائهًا/ الماردُ الوضيعُ من / أفواهِ قُمْقُمٍ خَرَجْتَ/ إلى القَدَر/ أنت الجمالُ الخارجيّ/ شَقائقُ النّعمانِ تزهو نحوَنا/ جمالُها الشّرقيّ، في/ بستانِ شَوْكٍ وردةً/ بين الحجرْ/ أزهارُ صَيْفٍ صُنِّعَتْ/ بلا أريجٍ خالدٍ/ يَفوحُ شَكلُها النّديّ/ بينَ البَشَر/ لكن، عذوبةُ الأريجْ/ مسائل فيها نَظَرْ! أنتَ البناءْ/ يعلو إلى أحلامِنا/ نحوَ السّحابْ/ بلا جنانْ/ بلا بَشَرْ/ أنت الوعيدْ / مالٌ وجاه/ وَصفٌ وجِسْمْ/ النّرجسيُّ عينُهُ/ أنتَ الذَّكَرْ/ في قسوتِه/ في قُدْرَتِه/ في سُلْطَتِه/ زهرُ الشّتاءِ/ بلا ثَمَرْ/ صَنَعْتَ منْ جِلْدِ الظِّباءِ/ ملابِسَ اللّيلِ المُعتّقْ/ فروَ السَّهَر/ ما قيمةُ الذّكَرْ/ في عالمِ النّساء؟/ ما قيمةُ الجَسَدِ/ بلا عطاءْ؟/ ما قيمةُ الجَسَدِ/ بلا عناءْ؟/ ما قيمةُ الذَّكَرْ؟/ ما قيمةُ الذّكَرْ؟
دُعاءُ الطّفولةْ/ بِعتمةِ لَيلٍ/ بوَقْتِ الخَفاء/ أنا/ أنا الرّوحْ/ أنا الوردْ/ بوجهي المُعَطّر/ أنوثيّةُ الشّكلْ/ ربابِيّةُ الصّوتِ/ جَماليّةُ المَنْظر/ أنا الحاضِرُ الأمميُّ/ بمُقتَبَلِ العُمْرْ/ بِحسّي، كِياني، وجودي، بِعَطْفي/ بحبي المُقَدّرْ/ أنا المُثُلُ الأبديّةْ/ أنا الجوهَرُ القِدَميّ/ أنا الحُلُمُ الدّاخليّ/ أنا العِشقْ/ أنا المَحْضَرْ/ حياتي رُخاميّةُ الشّكلْ/ جمالُ الشّقاءِ/ حياتي/ نعيدُ زُهُوَّ الأراضي/ بأيدٍ وقلبٍ/ مُعَطّرْ/ فَأعشقُ روحَ الحياةِ/ وعِطرَ الطّفولة/ وحِسَّ الأنوثةِ/ أكثر وأكثر وأكثر..
إحسان أبو غوش/ تبّت يدا الحكّام: تبّتْ يدا الحكّامِ في قصرِ العَرَبْ/ ما أغنتِ الأموالُ نفسًا.. ما الذّهبْ/ مأساةُ سوريّة ببابِ قصورِكمْ/ أقدارُها مرّت بدرعا من حَلَبْ/ نحتاجُ وردًا للطّفولةِ بَيننا/ لنعيدَ بسمَتَها إلى سِفرِ الأدَبْ/ نحتاجُ حبًّا صافيًا.. علمَ اليقينْ/ لا علمَ أنسابٍ قديمًا.. لا حَسَبْ/ نحتاجُ للإنسانِ في أحلامِكُمْ/ نحتاجُ ما نحتاجُ مِنْ غيرِ الخُطَبْ/ يا لفظةَ البحرِ المميتةِ هدّئي/ من روعِ موجٍ صاخبٍ وقتَ الغَضَبْ/ طفلٌ غريقٌ لم يُكمّلْ زهرَهُ/ بلْ أغرقَ القلبَ المُعنّى باللّهَبْ/ قلبي.. كِياني.. فكرتي وقصيدتي/ خَدَرٌ بجسمي مثلُ نارٍ في الحَطبْ/ في داخلي بركانُ نارٍ صارِخٌ/ مستغربٌ من أمّةٍ… فوقَ العَجَبْ؟!/ من شكلِ مَنْ يُدعى مجازيًّا أميرًا/ حاملًا نصَّ الخطابةِ والأدَبْ/ أدْرَكتُ قولًا من نزارٍ إذْ حَكَى:/ حُكّامُنا.. في نصِّنا ماتَ العَرَبْ
إحسان أبو غوش/ لكِ يا قدس: صُبْحٌ يلوحُ لَنا والصّبْحُ فضّاحُ/ وقبّةٌ أصبحتْ للصّبْحِ ايضاحُ/ وصخرةٌ.. صحوةٌ.. من زهرِها خرجَتْ كالبَيْلَسانِ.. كأنَّ الصّخْرَ مِفتاحُ/ تلكَ الحجارةُ.. ما لي حينَ ألمِسُها/ فالكفُّ زنبقةٌ والعطرُ فوّاحُ/ وسورُها شاهدٌ ما لا نشاهِدُهُ/ إنْ كانَ في ظُلْمَةٍ فالسّورُ مصباحُ/ أبوابُها.. سوقُها.. باحاتُها سَكَنَتْ/ أحلامَنا سَرْمَدًا والليلُ مرتاحُ/ وقِبْلَتي قُبْلَتي الأولى.. عَشِقْتُكِ يا/ شريانَ أقدارِنا والعشقُ ذبّاحُ/ يا قدسَنا أنتِ حُبْلى بالشّواهدِ من/ أمجادِنا.. وشراعٌ فيكِ لوّاحُ/ يا قدسَنا، كُسِرَتْ مرآةُ صورتِنا/ فمَنْ يُلَمْلِمُها.. والحقدُ سفّاحُ/ يا قدسَنا، سيلُ أقدارٍ يُدَثِّرُنا / فمَنْ يُسَكِّنُهُ والقلبُ سيّاحُ/ موسى كليمٌ لذاتِ اللهِ ما بقيَتْ/ تلكَ الوصايا وما في الدّربِ ألواحُ/ لِتَلتَقِطْها بقايا.. قد تعودُ لَنا/ آفاقُنا بَلْسَمًا.. آمالُنا.. أفراحُ/ يا قُرّةَ العينِ، لا نبكي على وَجَعٍ/ يا بَسمةَ الليلِ، فيكِ الجُرْحُ جَرّاحُ
إحسان أبو غوش/ لكِ يا قدس: أسيرُ دونَ طريقٍ.. ربّما تائهًا/ أعاودُ السّيرَ في قاموسِنا المُخمليِّ/ ثائرًا أبحثُ المعنى عنِ المفرداتِ/ عن بلادٍ تُسمّى من على متْنِ نصٍّ/ أبجديٍّ رفيعْ “بلادَنا حُرّة”/ من زَهوَةِ الهُدْبِ حتّى أخمصِ القَدَمينْ/ يُفتشونَ عن الأسرارِ في جَسَدي/ يُجرّدونَ ذواتِهِم ولا قَدَري/ أُنسى كنصٍّ رَكيكٍ في بلادي ولا/ أنسى عقالًا لجدّي.. حطّةً.. صورةَ/ الفلّاحِ.. زيتونةً.. وقهوةً مرّة/ قد يُطلقونَ علينا حقدَهم وعلى/ هُويّتي.. لُغتي.. حُلمٍ يُراودني/ لا ذنبَ لي لا ولا لبشرتي البنيّة/ ألتقطْ بعضَ أنفاسي وأصرخُ عاليًا/ فلمْ يبقَ شيْءٌ ربّما بِضْعُها:/ “لِتَقتلوني أعيشُ فارِسًا شامخًا/ لِتَقْتُلوني فأحيا ألفَ مرّة ومرّة”
ولاء أبو عيطة: ضاق الفُؤاد لم يُعِرني صديقه معطف ولا بيتًا ولا كفّ طبيب سَلني كيف يعبر الشِّعر اسمٌ غريب كيف يعبره… صوتُ رصاصةٍ مُدَّت من وجهٍ قريب استيقظَت على غفلةٍ منّي وحينَ صحوتُ راحت تغيب كيف أوصل الكلمات الى ما خلف الزّجاج وأجعل رقصة فرح تكون منها تكون أقوى… من صوت اللهيب متى سأصبح رذاذًا؟ متى يرتطم الحُبّ بغيمتي ويتلاشى الضباب؟ أنظر إلى عينيك لا شيء لا شيء يحدث لا شيء يُرى لا شيء يُقال كصمت القباب ماذا فعلتَ لتكسر بارودةٍ (عنقاء) لتمزّق قبّعة رتّبتها السنين ألتقِطها هزيلةً ثمّ يسحبني الغياب أنا أكبر كلّ يوم ببيت قصيدة ببعد رصاصة بحجم غياب لا تقاومني قاوِم عدوّنا هو أولى بطلقة وانا اولى بقلب أعياه العتاب دعنا لا ننظر الى الندوب والشقوق إلى لون السحاب.
ولاء أبو عيطة: حَيْفَا.. حَيْث غادرتها منذ زمن تَمامًا كقصائدي وَتقريبًا كالشّعر.. حيث لَم تكن هُناك، هيئتك! حَيْث تُسْرَقُ المِظلّات، وَتهتِف أزهار الوَرق تُخْرج مِن بين حبّات المطر، أسْئلَة تُذكّرني بكلّ الأحبّاء تُذكّرني بك! حَيث تركت قِطعًا من الشّمس هناك قَريبًا من أعتابِ الكنيسة والبَعض قَريبًا من نفحات الطّفولة والآخر عِند عَواصف الأقدار، احداها عند صورتك حَيْث احْترق الكَرْمِلُ، حينما حاولت أن أشعل بعض الكَلمات وَهَباءً ذهبت كل الكلمات.. لَم يصل منها ولا من لهيبِها شيء اليك! عُدْتُ أدْراجِي إلى مَدِينتي.. حَيث الوَقت نِيسانَ كلّ أيّام السّنَة! حَيث الوَرد كلّه رَيحانَ، وحجارة البُيوت سِيقان لقَصائد مَهجورة إلى بيتي.. حيْث أشْتاق للقُدس.. علّني أخبرها عَنك، حين أزورها.. وألتقط مِن سمائها نُجومًا كي أجلبها معي إليك.. لا، لَم أتذكّرك أنَا.. هِيَ ذاكِرتي مُتَمرّدَة! هي مَنْ تَستعيدُك دَوْمًا.. أريدُ أنْ أحْمل إليك صَوْتًا جَدِيدًا.. لا تَعرفه ذاكِرتي، أريد قَليلًا أنْ أنْساك .! أضعتك منذ زمن طَويل، طَويل وحينَ بَدأت أمشي، سلَكت الطّريق أبحث عنك كنتُ دَوْما أفتّش عَن اسمك بين الكُتب، وعن لون دُموعك بين الدّفاتر وأعْلَم! أنّي لَم أخْطر يَوْمًا بِبالِك! وَحتى اليَوم.. لَمْ أسأل أمّي عَنك، فَأنا أخاف عَلى أمّي مِن جُنوني وأحبّ أنْ أحتَفظ بِك لِنفسي، وأن أختصرك! أتَعْلَم؟! أنا لا أحْتاجُك، وَلست ممّن يُقابلون المَوْت عِند النّسيان! كِبريائي يَقف أنيسًا عِنْد الحُدود هناك.. لكنّ حَنيني يُضرمه رَنيم السّماء ويُغلّف ذاكِرتي وَجهك! أحْيانًا.. أجْلِس مَع القَمر.. نتحدّث قَليلًا، فأجِدني أتجوّل في سيرتِك! أسْهِب في إخباره عَن غِيابك فَيَغفو القَمر، وأظلّ أنَا بلا قَمرٍ بِلا أحَدِ بِلا معصَمك! وأحْيانَا أخْلُو بِنفسي، لأتنفّس، لأستَنشِق حُبًّا جَديدًا مِن الله لأسْمع مِنْ أمنِياتي بَعيدًا عَنك.. لكنّك تَطرق البَاب وتَجعلني أبكِيك! وأحْيَانًا أكونُ بَينَ أحبّتي.. نَلهُو كَثيرًا، نَضحك، نكتُب نَقرأ ونَعزِف وَفَجْأة أخْرج لأبْحث عَنْكَ.. أفكّر أيْنَ أنتَ؟ كَيف تَبدُو حينَ أبْكي أنَا؟ ماذا تَفْعل حين أغْرق في سَديم صورك بينهم؟ وأعاني نِسيانك! أنَا لا أحْتاجك أبَدًا! لا أحْتاج حَنينًا، وَلا هَمْسًا ألا يَكْفيني الله؟ لكنّك مُختَلف هُنا! وأنانيّة أنَا، وَلَولا الجَنّة، لقَتلتُك! أخْبَرت حَيْفا أنّ عليّ أنْ أسافِر، وأنّني أخْشى عَليك منّي كَما أخْشى عَلى أمّي لكنّها أبَت أن تُعطيني جَواز السّفر! وأخْبرتني أنّ دُموعي لا تَهمّك! دُموعي لا تُساوي شيئ عِند حضرتك! أخْبَرتها أنّي أتَيْتُها هاربَة مِنك، وأنّي ما أنَا إلا مَرارة الشّاي الذي تَحتسيه أوْ رُبّمَا الألم الذي يلمّ بكَ كلّ يَوم أخْبرتها أنّي لا أُجِيدك لكنّ حَيْفَا أصرّت، ولَم تُعدني اليّ الّا بَعْد أن أنْطقتني بقَصيدة هي بالأصل مِن أجلك! أنتَ لا تُشبه الأشْياء هُنَا! وَلا حتّى أنَا.. لكنّك كَحيفا، تَبدو جَميلا في العَتمة والحُزن الذي أقرأه بَين عينيك كالذي بين ثنايا حَيفَا عجِزت أن أرسمه أو أن أرسمك! ألَم أخْبرك أنني أخْشى على نَفسي يَومًا يَخلو من طيفك، يَومًا أجرؤ به عَلى مناداتك، وتكون قد غيّرت اسمك! يَومًا نَمشي به أنا وأنت، ولا أرى ظلّك! رُبّما لا أسْتَحق! فَأنا اللّا شيء أكْبَر منّي، أعظَم منّي اللا شيء أجْمل منّي، أرْوع منّي، أكْثر منّي وَعْيًا وَأنَاقة اللّا شيء أفْضل منّي.. وربّما هُوَ أنسبُ أن يَكون بقربك! صِدْقًا! أحاول أنْ أنساك، آخذ نَفسي لتِلك المَناطق بمُخيّلتي حَيث تكون ضاحِكًا لوحدك، أوْ لَست لوَحدك لكن معَ آخرين مِنْ دونِنا فَتغضب منّي نَفسي وتَقول: “ألم يَعِدْكِ” وتُرِيني نَفْسِي الوَطَن، إذ احتفظت بِصورَة تِذكاريّة له حيث لا معنى للحدود لا معنى للجنود والنّون هي البداية والنّهاية، وهي نِدائي الذي لا تسمعه روحك! أنَانيّتي! هي وحدها جَريئة نَحوك، تُريد منّي أنْ أحْتفظ بِدُموعي، كَي أضعها مَع وَردَة بَيضاء عَلى الصّفحة الأخيرة مِن عُمرك! وهي ذاتها كَتبت هذه القَصيدَة التي تُزعجُك وأنا أعلم، لربّمَا أنتَ لا تهمّك كَلمات كهذه وهذيان كهذا وأنثى تُثير الصّداع مثلي.. فاعذرني.. وهل يُقبل عُذري عندك؟ لقّنتني “الحَمْدُ لله على كلّ حال” فالحمدُ لله أنّه منَحني هديّة تَحوي بداخِلها إنْسانا مِثلك، كلّ شيء هُو سَجدة ودُعاء سجدة ودعاء سجدة ودعاء بيني وبينك! لا حُدود، لا جُنود والبداية هي نون من عند الله، من أجلنا ومن أجلك..