الأقلية العربية بإسرائيل: أنواع النضالات التي تخوضها
تاريخ النشر: 02/01/16 | 10:58“صراع قابل للسيطرة وصراع غير قابل للسيطرة”…….. في ظل نضال اعتراف ونضال تقاسم بهدف التوصل الى الحياة المشتركة بين اليهود والعرب في دولة إسرائيل . الصف 11:05 مدرسة عرعرة الثانوية
بالنسبة للحياة المشتركة بين العرب واليهود لا تقتصر فقط على “الحياة المشتركة”، بل من الضروري تثقيف أبناء الأغلبية على تقبل الآخر، وتعليمهم تاريخ البلاد بشكل حقيقي وليس كما متبع اليوم ، كي يفهموا حقيقة وجودنا كعرب في وطننا.
لا يمكن تثقيف أبناء الأغلبية على “الحياة المشتركة”، من باب وكأن المسألة “منطلقات انسانية” أو “مجرد حقوق انسان”، بل عليها الارتكاز على حقنا الشرعي في وجودنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه، وإلا فإن التثقيف على “الحياة المشتركة”، سيكون أمرا سطحيا، ومجرد تعابير جميلة، لا ترتكز على قناعات راسخة.
وفي المقابل، فإننا كمواطنين عرب، علينا أن نقبل الغير، وأن لا نتعامل مع جمهور الأغلبية الذي نعيش بجواره، على أنه كتلة واحدة، حتى وإن سادت فيه أجواء عنصرية عدائية، لأن في داخل هذا الجمهور قطاعات ليست قليلة، مناصرة لقضيتنا، إن كان على مستوى الحقوق المدنية اليومية، أو على مستوى الحقوق القومية وحقوق شعبنا.
كما علينا التفريق بين مفاهيم “الحياة المشتركة” الحقيقية، التي تحافظ على كياننا القومي والوطني، وبين ما تدعو اليه المؤسسة الحاكمة وأذرعها، وخاصة جهاز التربية والتعليم، من شطب قوميتنا وهويتنا الوطنية، وتزييف تاريخنا، والدعوة للانصهار في جمهور الأغلبية،
وفقط حينما يكون التثقيف على أسس الحياة المشتركة التي ندعو اليها، فإن أجيالا جديدة ستنشأ لدى الأغلبية، تعمل على وقف سياسة التمييز العنصري.
لا تبدأ العنصرية من أقلية مضطَهدة (بفتح الطاء)، بل إن الأقلية تدافع عن وجودها إذا ما شعرت بالخطر من الأغلبية، وإذا ما ظهرت معالم “عنصرية بين العرب”، ولا يمكن نفي هذا كليا، فإنها لا تصبح أجواء عامة، لدى جمهور واسع يكافح من أجل حقوقه اليومية والقومية.
العرب في إسرائيل نضالات الاعتراف ونضالات التقاسم
النضال من أجل تحقيق الحقوق الجماعية هو مثال لنضال اعتراف للجمهور العربي كأقلّية- أمام الأغلبية اليهودية. هذا نضال تكمن ماهيّته في المطالبة بالاعتراف بتباين الجمهور العربي، بمشاركة أفراده كمجموعة، بالحقوق الخاصّة التي تنبع من الاعتراف بذلك التباين وبواجب الدولة تحقيق هذه الحقوق.
إلى جانب نضالات الاعتراف، يخوض أفراد وجهات مختلفة من الأقلّية العربية نضالات تقاسم أيضًا- أساسها المطالبة بمساواة الميزانيات والموارد لتلك التي يتلقّاها المواطنون اليهود في إسرائيل. الأساس القيمي لنضالات التقاسم هو الحقّ في المساواة وادّعاؤهم بأنّ دولة إسرائيل التي منحت المواطنة للعرب، لا تمنح للمواطنين العرب فيها مساواة كاملة سواء كأفراد أو كمجموعة. حقّ العرب في إسرائيل في المساواة منصوص عليه في وثيقة الاستقلال، ويمكن الاستدلال عليه من سلسلة من القوانين المركزبية.
ينعكس انعدام المساواة بين اليهود والعرب في إسرائيل في مجالات معيشية كثيرة، منها- العمل والتشغيل، التعليم، الرفاه، البنى التحتية. تبيّن المعطيات الإحصائية أنّ جزءًا كبيرًا من البلدات العربية في إسرائيل تتواجد في أقلّ درجات من ناحية المقاييس الاجتماعية والاقتصادية، وأنّ جزءًا كبيرًا من البلدات التي تعيش تحت خطّ الفقر هي بلدات عربية. يحتلّ سكّان البلدات العربية رأس قوائم البطالة القطرية، كما أنّ الكثير من الأكاديميين العرب عاطلون عن العمل. تدلّ معطيات أخرى على وجود فجوات واضحة أيضًا في مستوى المعيشة وفي مستوى التعليم بين المواطنين اليهود والمواطنين العرب في دولة إسرائيل، مع أنّ هذه الفجوة آخذة في التقلّص مع السنين.
مثال لنضال اعتراف تخوضه الأقلّية العربية في إسرائيل وهو مجال التعليم. منذ قيام الدولة يعمل في إسرائيل جهاز تعليمي حكومي عربي لخدمة الجمهور العربي، وهو باللغة العربية وتموّله الدولة. في السنوات الأولى من قيام الدولة خُصِّص في المناهج التعليمية، لدى اليهود ولدى العرب على حدّ سواء، مكان هامشي فقط للتراث والهوية العربية والإسلامية في إسرائيل، وكُرِّس وقت أكبر لمناهج تدريس المواضيع العبرية واليهودية.على سبيل المثال موضوع المدنيات نموذج حي لنضال اعتراف حيث نادت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي بوقف طباعة كتاب المدنيات المحدث بسبب تردي المضامين، التي تخدم فكر ونهج فئات يمينية يهودية والتأكيد على دولة قومية يهودية، تعاليم الصهيونية وتعريفات أساسية للدولة مختلف عليها وتجاهل لملاحظات جوهرية على منهاج ومضامين كتاب المدنيات وكتيب المصطلحات الموجه للمعلمين والتجاهل المتعمّد للمجتمع العربي وحقوقه الجماعية وقيادته ومؤسساته، وعدم تلاؤمها وقيم الطالب والمعلم العربي وصيرورته القومية والثقافية والتربوية”.
من محمد بويرات – ثانوية عرعرة