زيارة النائبة زعبي للأسيرة دارين طاطور

تاريخ النشر: 03/01/16 | 19:42

وصل إلى موقع بقجة بيانا من مكتب النائبة عضوة الكنيست حنين زعبي حول زيارتها للأسيرة دارين طاطور، وإليكم نص البيان : ” بعد أن حاولت مفوضية الشرطة تأجيل الزيارة للنائبة زعبي للمرة الثانية، وخوف زعبي من أن ذلك يعني أن دارين في حالة نفسية أو جسدية صعبة، وجدنا أمامنا شابة قوة الشخصية، واعية، عميقة التفكير، الأمر الذي دعا أسيرات إلى طلب أن تكون دارين ممثلتهن أمام إدارة السجن، وفعلا أصبحت دارين في ظرف شهر، ممثلة أسيرات يقبعن في السجن منذ شهور طويلة. رغم ذلك، نجحت النيابة في إبقاء دارين مندهشة طوال الوقت: ” كل مرة تتكلم فيها النيابة عني أمام القاضي، أشعر أنني شخص آخر، أو أبدأ في تخيل الشخص الذي يتكلمون عنه”؟.
دخلت دارين التحقيق، من خلال مداهمة لمنزلها الساعة الرابعة فجرا، يوم 3 تشرين ثاني (11)، حققوا معها لا تعرف لماذا، قالوا أولا أنه َالبروفايلَ الذي تضعه، وحققوا معها 3 ساعات سائلين إياها عن رأيها بإسراء عابد، بعد أ، اتضح أن إسراء عابد لم تقصد القتل، غيروا التهمة، وحققوا معها في قصيدة كتبتها قبل أسبوع من التحقيق، وحملوا القصيدة تهمتين: التحريض للعنف والإرهاب ودعم خلية إرهابية. ” أي خلية تمثل القصيدة؟”، تساءلت دارين ضاحكة، وكان لحديثها والسخرية التي تحلمها، دليلا، أنها ما زالت هي هي، لم تكسر، لم تتغير نبرتها، وأن مشاعرها يملؤها الحزب والغضب، والإحساس بغياب العدالة، ولا تملؤها مشاعر الحقد والانتقام، كما زعمت النيابة.
” هل تكرهين اليهود”؟، سألوها خلال التحقيق وابتسمت، قائلة: أن من يكره القتل، لا يكره الإنسان، ومن يكره الظلم، هو من يحب الإنسان وليس من يكرهه.
دارين،إبنة قرية الرينة، شاعرة، مصورة وناشطة سياسية واجتماعية، درست علم الحاسوب وموضوع الصحافة في تل أبيب.
يظنونني مشهورة”، تقول دارين، “ربما الآن جعلوني مشهورة، لكنني خلال سنواتي الثلاثين، تمت دعوتي لإلقاء الشعر، 3 مرات لا غير، وفي المرة الأخيرة، منعتني الضجة من إلقاء قصيدتي. تعقيبات الإسرائيليين على أي خبر، من أقتلوهم، إلى هؤلاء داعش، هي تعقيبات أكثر تحريضية بألف مرة، من قصيدة تعبر عن الحزن لشهداء يذهبون عبثا. فلماذا تترك يوميا مئات تعابير الكراهية ضد العرب، والتحريض ضدهم، ويأتون لي أنا، التي لم تنم جملة واحدة من شعرها عن الكراهية؟ وهل الدعوة لاحترام الإنسان وحياته هي تحريض؟ هل الإنسانية هي تحريض؟ هل الفنهو تهمة؟ إنهوا الحروب إذا، ولنجلس في بيوتنا ونتعارك من خلال القصائد”.
دارين مرت بثلاث تحقيقات، بدا واضحا منها، أن لا تهمة حقيقة. فالتحقيق الأول كان حول صورة إسراء عابد، ثم غيروا التحقيق بعد أسبوعين، لتدور حول صورة بروفايل، “أنا الشهيدة القادمة” وذلك بعد مقتل هديل وعلي دوابشة، وسألوها ” هل تريدين أن تكوني شهيدة؟”، فأجابتهم، ” أنا الشهيدة القادمة، تعبر عن سهولة التحول لشهيد، وعن سهولة القتل”.
قامت محكمة الصلح قبل أسبوعين بالإفراج عنها، للاعتقال المنزلي ريثما ينتهي التحقيق، فقامت النيابة بالاستئناف، وقبل الاستئناف، واستمر اعتقال دارين، التي انتقلت من سجن الشارون إلى الدامون. “أيهما أفضل لك يا دارين”، سألتها النيابة، ” الحرية أجمل”، أجابت دارين.
دارين تملك قوتها، أولا، من وعيها الذاتي، فهي لا تقبل لأحد أن يهندس وعيها، وأن يحول حالة الاستعباد الخارجي، لحالة عبودية داخلية. ثم على ما يبدو من أهل داعمين، وبيئة حاضنة، بالذات أسرتها الصغيرة. لقد تكلمت بحنان فائق عن أخوتها.
جلسة دارين القادمة هي يوم الأربعاء، في المحكمة المركزية في الناصرة، الساعة 16:30.
أسرانا وأسيراتنا، هم من يمسكون بهم لردعنا، وحقيقة ما يريدون ردعه، هو ليس فقط حالة الاشتباك. الانتفاضة بالنسبة للإسرائيليين هي حالة اشتباك، أما بالنسبة لنا فهي حالة نضال، هي حالة رفض، رفض للظلم وللقمع وللافتراء وللشيطنة، هذا ما يريدون ردعه في الحقيقة.
“أنا إنسانة أكتب، ولا أشتبك. أنا أرفض القمع”. دارين، وشعبها، وما “يخيف” إسرائيل، هو حالة الرفض هذه، هل يستطيعون اعتقالها؟ لا نظن. ولا يردع السجن ولا التحريض ولا الظلم، من صرخ أصلا رفضا له”. إلى هنا نص البيان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة