من الواقع (15): عنصرية عجيبة
تاريخ النشر: 05/01/16 | 8:08الكاتبة دوريت ربينيان أصدرت مؤخرًا رواية عنوانها גדר חיה- “السياج النباتي” (وهو ما يكون حول المنازل). فيها البطل- فلسطيني من الضفة الغربية- يعشق يهودية، وفي الرواية تأتي الكاتبة على شبكة العلاقات المعقدة الإسرائيلية – الفلسطينية، وتهدف بالتالي إلى أن الإنسان يقاس بإنسانيته.
…
وزير التربية –المعارف نفتالي بينيت حظر على الطلاب أن يدرسوا الرواية ضمن منهاج الأدب، خلافًا لرأي اللجنة الخاصة التي أوصت بدراستها، ذلك لأن الرواية في نظره ونظر السكرتارية التربوية “تؤثر سلبًا على الروح الهشّة لأبناء الشبيبة الذين ليس لهم نظرة شمولية قوامها الحفاظ على الهوية للشعب، وفهم دلالة الاختلاط بالشعوب الأخرى وخطورة ذلك”.
….
بالطبع عارض الوزير الرواية، لأنه ليس من صالح نظرته (قل نظريته) العنصرية أن يظهر الفلسطيني – أي فلسطيني أو عربي بأي مظهر إيجابي إنساني.
…
لا أعرف لمَ لم يحظر بينيت هذا كتاب التوراة – التوراة التي يرددها كالببغاء، وهو يهز رأسه، فإبراهيم (يسميه “أبونا”) تزوج هاجر وهي مصرية، وهي كما هو معروف له ولغلاة العنصريين أنها أم العرب الذين لا يحبهم. وموسى تزوج من تسيبورا ابنة شعيب كاهن مدين- كما تقول التوراة-، ورُوت المؤابية هي جدة داود (ملك إسرائيل)، وداود نفسه تزوج من بات شيبع الحثية وأنجبت له سليمان الحكيم، وهناك القصص التوراتية الأخرى التي تروي عن زواج مختلط، ولم يكن ذلك خطرًا على العقلية اليهودية.
هذا ما ورد في كتابهم المقدس، فلماذا إذن يعلمونه ويلقنونه؟!
..
ثم هناك عشرات الروايات العبرية التي فيها البَطلان غير متجانسي الأصل والدين، بل إن قصة “العاشق” لـ أ. ب. يهوشع بطلها نعيم الفلسطيني الذي يعشق البطلة اليهودية دافي، ومع ذلك كانت الرواية مطلوبة في امتحانات الطلبة، ولا اعتراض.
أما اليوم وفي جو العداء المستحكم فكل تقارب أو على الأقل كل تعامل أو لقاء بين الشعبين حتى ولو بالحرف أصبح محظورًا.
…
بينيت وطغمته معادون -في رأيي- لديانتهم التي يريدون جعلها “بالعافية” قومية، وهم يتبنون كل فكر يعمق الهوة بينهم وبين الفلسطيني، ويجعلون الحل: إما نحن أو هم،
وهذا هو الخطأ المريع، ولا يجلب لكلا الشعبين إلا الدمار الفظيع.
ب.فاروق مواسي
وهل قرأت دفاع الكاتبه عن كتابها؟ فهو أسوأ من منع تدريسه. إقرأ المقابله معها في صحيفة הארץ.