عليان: ليس البيت أغلى من الروح
تاريخ النشر: 05/01/16 | 12:00تحول منزل والد الشهيد بهاء عليان بعد ساعتين من حفر قوات الاحتلال بآلياتها الخفيفة في جدرانه، إلى عمدان تطل منها لترى كافة الأراضي المحيطة بمنطقة جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، وتبقى شاهدة على وحشية الاحتلال.
وقد تمكن المتضامنون مع عائلة الشهيد بهاء عليان من تزيين الجدران التي أزيلت بصور الشهيد والأعلام الفلسطينية، وشعارات “أراكم في الجنة بهاء فلسطين” و “أهدموا البيوت فالبهاء لن يموت” وشارة النصر تعلو وسم بهمش.
والد الشهيد محمد عليان قال إنه توقع مثل هذا العمل الاجرامي والعقوبة الجماعية ولكن لم يتوقعها بهذه السرعة. “بعد رفضنا استلام الجثامين مساء الأحد بالشروط الاسرائيلية، وإصرارنا على دفن أبنائنا في وضح النهار وفي مقابرنا وبدون أن ندفع ثمن الجثامين، قامت القوات بالإسراع في عملية الهدم ظنا منها أن هذا سيؤثر على نشاطنا في استعادة الجثامين”.
وبلهجة عزم قال إنه لم يحزن على هدم البيت، “لأنه ليس أغلى من الروح، وسنواصل فعالياتنا الشعبية من أجل استعادة الجثامين دون أي شرط أو قيد”.
وقبيل عملية هدم جدران منزل والد الشهيد بهاء عليان أمس حاصرت قوات الاحتلال البناية التي تعود للعائلة من جميع الجهات، وأخلت كافة قاطنيها الذين يبلغ عددهم 21 نفرا، محمد والد الشهيد وشقيقيه أديب وحمد عليان وعائلاتهم.
واعتدت قوات الاحتلال على والد الشهيد بهاء بالضرب، ومنحت العائلة فقط نصف ساعة لإخراج أثاث المنزل، ثم قامت بهدمه بآليات خفيفة، علما أن بيت والد الشهيد في الطابق الثاني من البناية، وفي الطابق الأول يقطن شقيقه أديب، وفي الطابق الثالث يقطن شقيقه حمد.
في حين لم تسلم المنازل من تخريب وعبث قوات الاحتلال التي رافقتها الكلاب البوليسية لدى اقتحامها البناية، ولم تكتف بهدم جدران منزل الشهيد، بل عبثت وحطمت محتويات أثاث منزلي عميه أديب وحمد.
ولم يقتصر هدم موظفي جيش الاحتلال لجدران منزل والد الشهيد بهاء عليان، بل أغلقوا في نفس الوقت منزل شقيقة الشهيد صفاء أبو جمل بالإسمنت المسلح في جبل المكبر، بدعوى أن لديها معلومات سرية بأن المنزل يعود لشقيقها الشهيد علاء أبو جمل.
من جانبه قال والد الشهيد داوود أبو جمل أن قوات الاحتلال اقتحمت في الساعة السادسة صباحا المنزل وحاصرته ومنعت أحد من الاقتراب منه، كما داهمت البناية وانتشرت في أنحاء المنزل بينما كان الأطفال والنساء نيام، وأيقظتهم من نومهم مما أدى إلى فزعهم وخوفهم. “أثناء ذلك حاولوا إخراجي من المنزل فرفضت، فقام أربعة جنود بدفعي وضربي وطرحي أرضا دون أن يحترموا كبر سني، ثم قاموا بصب الباطون في منزل ابنتي صفاء، وأغلقوا النوافذ بالحديد والزينكو”.
علما أن كمية الباطون التي قامت بصبها قوات الاحتلال داخل المنزل بلغت 160 كوبا.
يذكر أن الشهيدين بهاء عليان وعلاء أبو جمل من جبل المكبر، كانا قد استشهدا في 13 تشرين أول الماضي وما زال جثمانهما محتجزا لدى قوات الاحتلال.
وبإغلاق منزل شقيقة الشهيد علاء أبو جمل، يكون البيت الثاني الذي يغلق للعائلة بالإسمنت المسلح، فالأول للشهيد عدي أبو جمل وقد تم إغلاقه في 7 كانون ثان 2015 فيما فجرت قوات الاحتلال منزل ابن عمه غسان وشقيقه معاوية بالديناميت في 6 تشرين أول الماضي.
من جهته قال شقيق الشهيد غسان – معاوية – وهو ابن عم الشهيد علاء وابن خالته في نفس الوقت: “بكل تواضع قدمنا 3 شهداء من عائلة أبو جمل غسان وعدي وعلاء وجميعهم أولاد عم. بعد إغلاق منزل الشهيد علاء أبو جمل أصبح لدى العائلة خمسة منازل تقطنها عائلات أبو جمل، لا تصلح للسكن أبدا، إما تم إغلاقها أو تفجيرها بشكل كامل، وهناك 3 منازل تضررت بشكل كبير”.
واضاف: “يمارس الاحتلال ضدنا أقصى درجات العقوبات الجماعية والتشريد، فقد فقدنا العديد من المنازل وجلها أصبح غير صالح للسكن وننظر في الليل ونرى العديد من البيوت المعتمة، يحاول الاحتلال أن يفرض علينا جوا من الكآبة والحزن، ولكن بنور شهدائنا وذكراهم وما قدموه، سنبقى صامدين فيما تبقى لدينا من منازل متضررة”.
كيوبرس