الطريق الى الاقصى .. آمال تكسر آلام الاحتلال
تاريخ النشر: 01/08/13 | 3:11يدرك الفلسطينيون القابعون خلف الجدار ان الطريق الى القدس ومسجدها الاقصى ليست مفروشة بالورود بل محاطة بالعقبات والعراقيل التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي للحيلولة دون وصول عشاق المدينة المقدسة وقبلة المسلمين الاولى اليه . لكن في المقابل يدرك هؤلاء أن هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم تحتاج الى ثمن باهظ من التضحيات وقهر النفوس ، فالقدس والأقصى وصلاة الجمعة ورمضان ، كلها فضائل مباركة تضاعف الأجر وتزيد الثواب .
وكما في كل عام من شهر رمضان المبارك يبتهج المسجد الاقصى بأهله وزائريه الذين يأتون من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله ويجددوا العهد مع مسجدهم ويوصلوا رسالة للاحتلال الرابض على قلب المدينة ومسجدها المبارك يؤكدون فيها أنهم هنا باقون والاحتلال الى زوال ولو بعد حين".
ومع هذه الإرادة الصلبة والهمة العالية تتبدد أشكال المعاناة التي رسمها الاحتلال لعشاق الاقصى ليبقى الأمل سيد الموقف يحدوهم بالصلاة في المسجد الاقصى بعد اجتياز حواجز الاحتلال او اللجوء احيانا الى السير على الأقدام لمئات الأمتار في البراري والجبال او حتى الدخول في سراديب مياه الصرف الصحي كما روى بعض من التقينا بهم .
ويقول محمد الجعبري وهو من مواليد القدس ويعيش في الولايات المتحدة الامريكية بعد ان انتقل الى مدينة الخليل مع عائلته ، إن شوقه للمسجد الاقصى جعله يتحمل ضنك الاحتلال وظلمه حتى دخل الاقصى في الجمعة الثالثة من رمضان بعد غياب دام 15 عاما كانت سياسات الاحتلال شريكا رئيسا بها .
وتابع في حديث معه ان زيارته للأقصى استبقها زيارة للمسجد الحرام والنبوي تأسيا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد .." . وأضاف " حال المسجد الاقصى يحزنني جدا ، فالمستوطنون يصولون ويجولون فيه دون اعتبار لأحد وعناصر الاحتلال جاثمة على أبوابه يضيقون الخناق على حركة الوافدين اليه ، الوضع مقلق والواقع مرير . قال الجعبري .
ولفرحة الوصول الى المسجد الاقصى طعم خاص وراحة تامة كما يقول محمد حبيب الله من بلدة عين ماهل في الداخل الفلسطيني ، خاصة بعد اجتياز مشقة الطريق الى الاقصى والانتهاء من تشديدات الاحتلال التي يفرضها على الأبواب . ويرى حبيب الله أن السبيل الوحيد لاحياء الاقصى والحفاظ عليه هو تكثيف التواجد اليومي بداخله ، وهذا واجب أبناء القدس والداخل الفلسطيني . وشدد على ان الاقصى هو ملك للمسلمين وحدهم وليس لليهود حق فيه وما يصدر من تصريحات بتقسيمه وهدمه تبقى مجرد احلام يستحيل تحقيقها .
وفي سياق متصل تحدث الشاب إسلام ابوعرة من بلدة عقابا قضاء مدينة جنين عن زيارته لبيت المقدس وما تضمنها من صعوبات ومشاعر حيث قال :" المسجد الأقصى كان بالنسبة لي صعب المنال فمنذ ثلاثة عشر عاما وانا غائب عنه غيابا قصريا بسب قيود الاحتلال وإجراءاته الأمنية المعقدة ، كنت أرى قبة الصخرة المشرفة من تل عبيديه القريبة من بيت لحم ، في تلك اللحظة تمتزج مشاعري ومشاعر من كان معي بلوعة الشوق والحزن فنحن لا نستطيع زيارته " . وأضاف أبوعرة " مشاعري عند دخولي للمسجد الاقصى لا يمكن وصفها ولا يمكن للكلمات التعبير عنها ، فقد كنت أتأمل في باحاته وقبته الجميلة وكل شيء فيه ولم اصدق نفسي أني في الأقصى " ، عندما رأيته ودخلت فيه تطايرت الصعوبات على حاجز الاحتلال المؤدي للقدس فنسيت كل شيئ ".
وتابع :" الغصّة والحزن ما لبثت أن ذهبت الا عاودت من جديد؛ بعد تأمل في باحاته ورؤية جنود الاحتلال وشرطته فيه ، شعرت بوحدته التي هتكت في وجداني وقلت أقصانا حزين أسير وأمتنا العربية والإسلامية نائمة متخاذلة ".
ومن قلب هذه العزلة التي يعيشها المسجد الاقصى المبارك أخذت "مؤسسة الاقصى" تساندها "مؤسسة البيارق" و"عمارة الاقصى" دورا مسؤولا عن احياء المسجد الاقصى وجعله عامرا باهله ومحبيه ، فقامت على تسيير الحافلات اليومية إليه مجانا من كل البلدات في الداخل الفلسطيني ، فضلا عن مشروع مصاطب العلم اليومي الذي يشكل أنموذجا حيا للرباط والدفاع عن أولى القبلتين .