ماذا يقول الزهر؟
تاريخ النشر: 07/01/16 | 13:10ثُمَّ…
ماذا يقولُ الزَّهرُ في رحيقِهِ؟
..يقولُ للنَّحْلِ: خُذْني؛
خُذْني للجَميلاتِ تَمْرًا شهِيًّا على جدائلِ نَخيلِهنَّ/ لهفةَ ثَغْرٍ إلى ثَغْرٍ/ زخّةَ عينٍ على عينٍ/ وشَهْدًا للرّضاب.
…
ويقولُ الزَّهرُ خُذني للذّاهبينَ كانحناءاتِ الأُفقِ إلى قُبورِهم؛ خُذنى بَسْمَةً مُحلّاةً على غشاواتِ العُيونِ/ إمساكةً بيَدٍ راجفَةٍ/ حبلَ وُدٍّ بين قلبَيْنِ مُشقَّقَيْنِ/ مسحةَ زيْتٍ على جُرْحِ الزّمانِ/عُكازًا إلى آخرِ دربٍ أوّلُها ماءٌ، ثمَّ هواءٌ ثمَّ صَخرٌ، وآخرُها سَراب.
…
ويقولُ الزّهرُ خُذني لأطفالٍ بلا سقفٍ ولا بابٍ، شُبّاكًا في جدارِ الرّيحِ، يُطلُّ على شَمْسٍ مُحَنَّاةٍ أو على غمزةِ نجمَةٍ جَذلى أو على قمَرٍ كانَ ينامُ على سُطوحِنا يومًا وغَاب.
…
خُذْني إلَى الأطفالِ الذينَ تساقطَتْ أسنانُهم في ليالي البَردِ، خُذْني؛
قَوْسًا مُلوَّنةً/ حقيبةَ أقلامٍ تطيرُ الفراشاتُ منها/ دُميةَ سُكَّرٍ/ قِطعةَ حَلوى في شكلِ خنفُسةِ البرتقالِ/ حبّةَ مَنٍّ في رداءِ نبوءةٍ/ أو خفقةَ سَلْوى، الآنَ هُنا،
وهُنا
وهُنا، الآنَ هُنا
في هذهِ الأرضِ اليَباب.
بقلم: فريد قاسم غانم