صدور عدد جديد من مجلة جدل الألكترونية
تاريخ النشر: 08/01/16 | 7:56أصدر مركز مدى الكرمل العدد الخامس والعشرين من مجلّة جدل الألكترونية، بتحرير مهند مصطفى وعرين هوّاري. يناقش محور العدد قضيّة القائمة المشتركة التي اعتُبِرت خطوة تاريخيّة في المشهد السياسيّ العربيّ داخل الخطّ الأخضر، والتي كان مجرد تشكلها إنجازًا. اذ جاء في أعقاب الانقسام والتشرذم السياسيّين اللذين سادا المشهد السياسيّ العربيّ داخل الخطّ الأخضر عشيّة الانتخابات. وفرض عليها تحدّيات سياسيّة، ربّما لم تكن بعض مركّباتها تتوقّعها، وكذلك رفَعَ سقف التوقُّعات منها على نحو فائق في صفوف الفلسطينيّين داخل الخط الاخضر بخاصّة، ولدى عموم الفلسطينيّين والعرب بعامّة. وفرض تحدّيًا داخليًّا أمام الجمهور العربيّ أكبر من تحدّيها الخارجيّ أمام النظام الإسرائيليّ وحكومته، ولا سيّما تحدّي تنظيم المجتمع العربيّ وبناء مؤسّساته الوطنيّة وقيادة العمل الجماهيريّ والنضال الشعبيّ وعدم الاكتفاء بالعمل البرلمانيّ التقليديّ.
يشمل المحور الخاصّ بالقائمة المشتركة ستّة مقالات. يناقش البروفيسور أسعد غانم في مقاله مستقبل تجربة القائمة المشتركة، ويتوصل إلى أنّ هنالك عدّة مقاييس مستقبليّة يمكن من خلالها فحص جدواها القائمة، ومنها: إنجازاتها وأداؤها البرلمانيّان، ثقة الجمهور بها وبجدوى عملها، الخلافات والتنافس الشخصيّ بين أعضائها. في المقابل، يركّز مقال سليم بريك على أداء القائمة المشترَكة برلمانيًّا، معتقدًا أنّ أداءها لن يُغيّر جوهريًّا في أداء العرب البرلمانيّ؛ فالمسألة لا تتعلّق بنسبة التمثيل السياسيّ للعرب في البرلمان، بل تتعلّق بحدود وإمكانيّة التأثير في النظام السياسيّ القائم. ويدّعي الصحفيّ سليمان أبو ارشيد في مقاله أنّ الوحدة ليست هي دائمًا الخيار الأفضل والأكثر فائدة للعمل الوطنيّ، وبخاصّة إذا لم تكن ترجمةً لحاجة وطنيّة. ويرى أنّ ما رفع سقف الإجماع الوطنيّ الفلسطينيّ وما حافظ على الهُويّة الوطنيّة وعلى رموزها هو وحدة الخطاب، لا وحدة الأحزاب التي قد تؤسّس لخطاب “النكوص”. وتقدّم الدكتورة تغريد يحيى-يونس قراءة جندريّة للقائمة المشتركة على مستوى التمثيل والأَجِنْدات والمشارَكة، وتنتقد قصورَ الخطاب النسويّ في القائمة المشتركة، وغيابَ التمثيل الملائم للنساء في القائمة. ولكنّها تقوم باستقراء القوّة الكامنة داخل القائمة لإحداث تغيير سياسيّ-اجتماعيّ، وتقترح أدواتٍ للنهوض بالخطاب الاجتماعيّ عمومًا والنسويّ خصوصًا داخل القائمة المشتركة.
ويتناول مقال البروفسور مصطفى كبها دور لجنة الوفاق الوطنيّ، التي كان هو عضوًا مركزيًّا فيها، والتي كان لها دور في دفع إقامة القائمة المشتركة. يتطرّق المقال إلى أعضاء اللجنة وإلى قراءتهم لأهمّيّة وجود قائمة مشتركة مقابل الخيار الآخر المتمثّل في تشكيل قائمتين، وكذلك يتناول حيثيّات وديناميكيّة عمل اللجنة ولغاية الوصول إلى اتّفاق حول إنجاز القائمة.
ويختتم هذا المحور بمقال للنائب الدكتور جمال زحالقة عضو القائمة المشتركة، الذي كان من المبادرين لإقامتها، وكان له دور مركزيّ في المبادرة لها وفي إنجاح إقامتها. يتطرّق المقال إلى النقاش حول إقامة القائمة المشتركة، حتّى قبل تحديد موعد الانتخابات، ويوضّح التباين حول رؤية الوحدة بين مركّبات القائمة المشتركة قبل تشكيلها وبعده، بين مَن يعتبرها قائمة “جبهة وطنيّة” في مواجهة مشروع كولونياليّ ومن يعتبرها “جبهة موحّدة” في مواجهة يمين متطرّف، ومن ثَمّ يشير إلى بعض التحدّيات التي تواجهها، وكذلك إلى بعض الاقتراحات والخلاصات نحو تطوير مفهومها وبالتالي عملها.
كذلك تقدّم المجلّة في هذا العدد مقالين خارج المحور المركزي، يتطرّق كلاهما إلى دور الفلسطينيّين في الداخل في الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة. المقال الأوّل، الذي كتبه بالتشارك الدكتور امطانس شحادة والدكتور عميد صعابنة، يستعرض استطلاعًا للرأي حول مواقف الفلسطينيّين على طرفَيِ الخطّ الأخضر من المشروع الوطني الفلسطينيّ ومركّباته، وعلى وجه التحديد دور فلسطينيّي مناطق الـ48 في المشروع الوطنيّ، وذلك في محاولة لفهم التحوُّلات في الوعي السياسيّ لدى الفلسطينيّين في إسرائيل، ولمكانتهم ولدَوْرهم في المشروع الوطنيّ الفلسطينيّ، ليدّعيا أنّ هناك تقاربًا في مواقف المجتمع الفلسطينيّ في مناطق الـ67 ومناطق الـ48 المتعلقّة بأهمّيّة دَوْر الفلسطينيّين في إسرائيل في المشروع الوطنيّ الفلسطينيّ.
وفي المقال الثاني، يناقش كاتبه الدكتور مهنّد مصطفى اللحظة الرومانسيّة في العلاقة بين الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة والفلسطينيّين في إسرائيل، والتي تنعكس برأيه في التحوُّل الجذريّ في تعامُل الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، في المناطق المحتلّة عام 67 وفي الشتات، مع فلسطينيّي الـ48 من التهميش حتّى الإقصاء إلى اعتبارهم مركزًا للمشروع الوطنيّ. برأيه كلتا النظرتين تشكّلان قصورًا في الحركة الوطنيّة، حيث تشير الأولى إلى قصور في الفهم، بينما تعكس الثانية عمق المأزق الذي تعيشه هذه الحركة.
صورة توضيجية