النائب أبو معروف يدعو لتقليص نسبة الفقر العربي
تاريخ النشر: 07/01/16 | 18:32في خطابه أمام هيئة الكنيست العامة أمس الاربعاء بمناسبة ايوم الصحة العالمي قال النائب د. عبد الله ابو معروف، أنه شارك على مدار اليوم في مختلف اللجان البرلمانية وخاصة لجنة الصحة والرفاه، وأنه طرح خلال الأبحاث العديد من النواقص في مختلف مجالات الصحة العامة بالجهاز الطبي، والتي تنعكس مباشرة على صحة المواطنين.
وقال د. ابو معروف في جلسات اللجان، إن الجهاز الطبي في البلاد يحتاج إلى الاهتمام المضاعف من الحكومة، من خلال إعداد الكوادر الطبية وحل مشكلة النقص بالأطباء والعاملين في المهن الطبية المساعدة وتحسين أجورهم، الأمر الذي يتطلب رصد الميزانيات وتنفيذ المشاريع الطبية المدروسة، وأكد أنه مبدئيا ضد سياسة الخصخصة بشكل عام، وخاصة المرافق الصحية والطبية، حيث لا يعقل أن تتنصّل الدولة من الإشراف على صحة مواطنيها، وتقوم بخصخصة جهازها الطبي والتسليم بصحة وأرواح الناس لتكون تحت رحمة الشركات والمؤسسات الربحية.
وتوجّه د. ابو معروف في خطابه أمام هيئة الكنيست لنواب الائتلاف الحاكم قائلا: “من المفروض أن لا يكون إحياء يوم الصحة العالمي في الكنيست فقط للبروتوكول، بالتالي نحن نكذب على أنفسنا وعلى الجمهور الواسع !!، خصوصا وأن معافاة وصحة المواطنين يجب أن تحتل المكانة الأولى في سلّم أولويات الحكومة، وعدم إهمال هذا الجانب الهام في حياة المواطنين، ولكن كما يبدو، أن هذا هو الحال المؤلم في ظلّ حكومة نتنياهو الحالية”.
وقال د. ابو معروف، إن تعريف منظمة الصحة العالمية للمرض، أنه إصابة في جسم الانسان، ممكن أن تؤدي إلى تعطيل وتوازن جسم الانسان وقيامه بوظائفه بشكل سليم، وبالتالي ممكن أن يؤدّي أيضا إلى تردّي حالته النفسية. أما تعريف صحة الانسان فتعني، الرفاه الجسماني الكامل من الناحيتين النفسية والاجتماعية فلا يكفي طبعا شفاء الجسم من الأمراض فقط لأن ذلك ينعكس سلبا على حياة الإنسان اجتماعيا وماديا.
وأكد د. ابو معروف، أنه على الرغم من وجود جهاز طبي جيد إلى حد ما في البلاد، وكوادر طبية مهنية رائعة، إلا أن فقرة أساسية مهمة تنقص هذا الجهاز ليقوم بدوره على افضل وجه، هي عدم توفّر مستوى لائق ومناسب في الخدمات الطبية المقدّمة للمواطنين، وعدم تخصيص الميزانيات الكافية لمعالجة هذه الثغرة. وهذا يعني أن الدولة لم تع بعد العلاقة الوطيدة بين دائرة الفقر المتزايدة في المجتمع الاسرائيلي وخاصة في ضواحي البلاد، والتي تتسبب بالإصابة بالأمراض المختلفة.
وقال د. ابو معروف: “الفقر ليس قدرا سقط الناس من السماء، وليس مرضا وراثيا عند بني البشر، ولهذا، ومن أجل الحفاظ على صحة الناس سليمة بشكل كامل، يجب أولا تجفيف مستنقع الفقر، لأن المريض في اغلب الحالات وللأسف يكون فقيرا، فالفقير بشكل عام لا يستطيع اقتناء الأدوية لنفسه ولأبناء عائلته ويفضّل أحيانا شراء الدواء فضلا عن شراء الطعام أو بالعكس، وفي الحالتين تزداد حالته الصحية تفاقما. الفقير يعمل اكثر من الغني ولهذا فهو معرّض للأمراض اكثر من غيره. الفقير يعاني من الأمراض والضغوطات النفسية أكثر من غيره وكطبيب أعرف عن قرب كيف تؤدّي الحالة النفسية للإنسان إلى الإصابة بالأمراض المختلفة وأهمها السكري وضغط الدم، وكذلك ممكن أن يصاب الإنسان بالاكتئاب وهو مرض من الصعب جدا علاجه. وهنا يجب الإشارة إلى أن معدّل حياة الفقراء في المجتمعات المتقدّمة والمتطوّرة أقل بكثير من معدّل حياة الأغنياء، ولهذا على الكنيست الاسرائيلي أن يحدِّد ماهيّة “الانسان المعافى”.
واختتم د. ابو معروف خطابه بدعوة الحكومة إلى إقرار توسيع سلّة الأدوية من أجل إضافة العديد من الأدوية المنقذة لحياة الإنسان إلى السلة لتكون في متناول المرضى ومن السهل الحصول عليها، وقال: “على الحكومة أيضا، أن تقلص الفجوة بمعدّل حياة المواطنين بين مركز البلاد والضواحي، وذلك من خلال توفير احتياجات المواطنين الطبية والصحية في ضواحي البلاد وتقديم العلاج المطلوب لهم، تماما كما هو متوفر في مركز البلاد، وعدم التمييز بين مواطن وآخر في مجال الصحة العامة. وكعضو برلمان وكطبيب في آن واحد أدعو الكنيست لتبنّي خطّة جديّة تهدف إلى تجفيف مستنقع الفقر كمسبب مركزي لتردّي حالة الانسان الصحية والنفسية، وأن يتخلّل الخطة التي أقترحها، بناء مستشفيات، وتشغيل أكبر عدد ممكن من الأطباء الأخصائيين، وتحسين شروط العمل للممرضات والممرضين وكوادر المهن الطبية المساعدة الأخرى”.