رحلة للتوهم!

تاريخ النشر: 17/01/16 | 16:30

عجبت كيف تقر عيون البعض وقد عصوا ربهم واستوجبوا بعصيانه غضبه ! والموت نازل بهم لا محالة .
فتوهم نفسك وقد صرعت للموت صرعة لا تقوم منها إلا إلى الحشر إلى ربك , فتوهم نفسك في نزع الموت وكربه وغصصه وسكراته , وقد بدأ الملك يجذب روحك من قدماك , فوجدت ألم جذبه من أسفل قدميك , ثم تتابع الجذب وجذبت الروح من جميع بدنك , حتى إذا عمت آلام الموت جميع جسمك , وقلبك محزون مترقب , منتظر للبشرى من الله عزوجل بالغضب أو الرضا .
فبينما انت في كربك وغمومك , وألم الموت بسكراته , وارتقابك إحدى البشريين من ربك , إذ نظرت على صفحة وجه ملك الموت بأحسن الصورة او بأقبحها , ونظرت إليه ماداً يده إلى فيك , ليخرج روحك من بدنك , فذلت نفسك لما رأت ذلك , وتعلق قلبك بماذا يفجؤك من البشرى منه .
إذا سمعت صوته بنغمته أبشر – ياولي الله – برضا الله ! أو أبشر – ياعدو الله – بغضبه وعقابه !
فتستيقن حينئذ بنجاحك وفوزك , ويطمئن قلبك , أو تستيقن بهلاكك ويحل اليأس في قلبك , وينقطع من الله عزوجل رجاؤك . حين انقضت من الدنيا مدتك , وانقطع منها أثرك , وحُملت إلى دار من سلف من الأمم من قبلك .

6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة