معرض الفنانة رانية عقل بجاليري البيت الأبيض
تاريخ النشر: 12/01/16 | 12:42افتتح بنهاية الاسبوع معرض الفنانة التشكيلية رانية عقل تحت عنوان ” يعود للمرسل ” في جاليري البيت الابيض في خربت معين على حدود غزة. هذا المعرض ينطلق من بيت العائلة الفلسطينية المهجرة ” عائلة ستة ” . ليس من عبث وانما في رسالة تكمن في ايصال الاعمال عبر الا حدود ..هذه الاعمال نتاج بحث عميق حول البريد الفلسطيني من ابداع الفنانة التشكيلية رانية عقل خلال السنتين الماضيتين وقد لاقى المعرض اصداء رائعة ..
عبر السواد وخطوات حمار يحمل بقجة الحرية. ارض تروي قصص معاناة شعب كامل عبر تاريخ طويل ما زال يحمل همومة وبقجة تتأرجح على ظهر حمار واخرى على ظهر لاجئ ,تحتوي قصص القمع وسلب الحياة والشتات ..ومن بقي في ارضة تشتت في جمع شظايا حلم انسان غاب عنة الوطن ..عبر هذا السواد تروي الفنانة التشكيلية رانية عقل مسيرة عشرة سنوات استظلت اعمالها في ظل طائر السنونو, الحصيرة وشجرة الزيتون دون كلل وممل ونبش ذاكرة وحياة غابرة مضت من العمر عبر بريد اوقف الزمن ..انتظار رسائل لم تأتي في اوانها يوما ..رسائل محملة بشوق للحرية واخرى تروي ظلام الزنزانة ..واخرى من برش” فراش الاسير ” سجين لا تعرف عينية طريق للنوم واخرى تخاطب رسائلها التي ارسلت من دهور وكادت ان تنسى حروفها ..رسائل تحمل عيون حارس يتربص الكلمات ويسترقها من الحنجرة قبل وقعها على الورق. باتت المشاعر والافكار لها حدود وقضبان. ان تطايرت عبر الريح قنصت قبل اوانها …هناك رسائل لم تكتب واخرى اعيد ت للمرسل فبقيت في درج مظلم ظلم السواد حتى اختلطت مع بقية الرسائل المعتقة في درج الهموم المرقمة في عددها واصدارها ورقم زنازينها المشتتة في وصولها حيث ان اسرعها وصولا مرة واحدة في الشهر ….
هذه الرسائل المليئة بحروف تضيء عتمت الاسير بحلم يوم جديد يقصر المسافات, يتخللها برنامجه الروتيني الذي لا يعرف جديد الا عبر سطور رواية ,يصحبك الكاتب بها الى قمم الجبال لتشاهد ما يرويه لك وتستنشق هوائه, وما ان تغلق الكتاب حتى تعود ادراجك الى برش يذكرك انك ما زلت هنا فتنفض نفسك هاربا لصفحة جديدة واخرى لتتسابق مع الزمن الواقف …هذه الرسائل المتراكمة في دولاب حياتها المشبعة والمثقلة في هموم الحرمان والظلم رافقتها في روح تدرك ان المحتل له دور في القدر ….باتت الطوابع البريدية تشغل ذهنها في بحث عميق حول البريد الفلسطيني بعيد عن الاحتلال فوجدت نفسها تتخبط بين الانتداب والاستعمار فشعبا لم يلامس حرية الوطن يوما .. عادت ادراجها تنبش في ذاكرة الكتب ولفيف من مجمعي الطوابع البريدية لتلتقي بطوابع تضامنية مع الشعب الفلسطيني من دول عديدة ترصد المجازر ,اللجوء والمقاومة , هذا الطابع البريدي الصغير محمل في هموم شعب و الم يتداوله العالم عبر لوحة تاريخية لا يزيد حجمها عن 1× 1,2 سم بينما تصدر الدول الطوابع البريدية بمناسبات مختلفة ثقافية ,تربوية ودينية تخليدا لتلك المناسبة .والبريد يخلد دم شعبنا وحرمانه ولجوئه ..
هذا البريد الذي ارقد رسائل الاسر في دولابها. قضبانه ابعد من حدود السجن وابعد من جدار عازل يسلبك نفسك وحلم جديد ..يسلبك الحب والاستقرار ..تقف عاجز امام أحكامه وشروطه فلا تجد دربك حول التواصل مع من تحب في ارض لغتها من لغة رسائلها ..هذا البريد العائق لة قوانين قمعية تسلبك التقدم في حياتك فتجد سجان جديد يعيد لك الرسائل المبعوثة بختم كبير ” يعود للمرسل ” فتفتح دولابك ولا تجد مكان لرسائل جديدة ..ما عليك الا ارسالها من جديد حتى لا تأكلها عتمة القمع ..فوجدت بدائل في اللجوء لبلدة قريبة يمكن ان تصل رسائلها عبرها حتى وان تأخرت فلا بد ان تصل ..في عملها هذا الملم جرح عشر سنوات في بقجة ذات طابع جديد عليها ختم بريد بلادنا من صفد , طبريا , حيفا , يافا لعل الزمن الجميل يعود يوما .. واعيد للمرسل بطاقات توثق جرح بلادنا , الرسائل التي ترقبها السجان ستبحر في زجاجات عبر المحيط وتكسر الحدود تلك الرسائل ذاتها الموجودة في عتمة الدولاب ستخرج للنور لتصل كل مكان لعل العالم يدرك ان لا بد للقيد ان ينكسر .
بيجننن كل الاحترام ، فخورين بك أيتها القرعاويه المتالقه بسماء الدنيا ، لوحاتك كنجمات الكون تزين الحضارات أجمعها .. الى الامام رانيه .