ونحن على أعتاب عيد الفطر: متى يصبحُ ألعيدُ سعيداً ؟!!
تاريخ النشر: 04/08/13 | 1:00غداً وأعني بعد ايام قلائل ، يحّل علينا عيد الفطر السعيد ، ألأمة الاسلامية في مشارقها ومغاربها في شمالها وجنوبها تودع شهر رمضان المبارك شهر الصيام البركات والإحسان مستقبلة عيد الفطر … غداً من المسّلم به ان تتلاقى المشاعر الاسلامية وتتحّد على الوّد والمحبة والمسامحة .. وغداً نمّد ايادينا لبعضنا البعض مصافحين مهنئين قائلين : كل عام وانتم بخير .. عيد فطر سعيد .. ولكن واحسرتاه اين نحن من السعادة والخير .. فهما في واد ونحن في واد ..
فالمحتفلون بك يا عيد يرتدون اثواب التعاسة بدلا من اثواب السعادة ، عندما يرتدون ملابس السعادة كما يدّعون ، فليست هي إلا اثواب الغش والزيف وخداع النفس وخداع الاخرين !
ونعود لنسأل : اين هي السعادة ؟! أهي في هذه الدماء التي ترهق وتزهق يوميا بالعشرات بل وبالمئات وعلى مذبح الشهوات والنزوات والطمع أو التمسّك بكرسي الحكم أو الطموح لنيلها ؟!
في سوريا في مصر في العراق ، في اليمن ، في ليبيا ، في باكستان وفي افغانستان . كلها دول اسلامية في غالبية سكانها تتنافس فيما بينها ليس على عمل الخير بل على كثرة الضحايا البشرية … هل هذه هي السعادة ؟ وهل أصبح العيد والحالة هذه سعيدا ؟ !!
والخير … أين هو الخير ؟!! هل هو كامن في ظل التهديد والوعيد والتلويح دائما بسيف الحرب ؟! أم هو في لوعات المسلمين ، ودموع وانّات المسلمين والمسلمات الثاكلين والثاكلات ، اليتامى والأرامل ؟ أم هو في ظل الفرقة والانشقاق والبعاد الذي ابتلينا بهم ..!؟ أم في هذه الضحايا البريئة التي ترهق باطلا وكذبا باسم الحرية والديمقراطية والمساواة … وأحيانا باسم الاسلام والإسلام منهم بريء كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، يقولون عن بعض الضحايا شهداء ، قتلوا في سبيل الله ، وهم والله اعلم ليسوا كذلك لان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حذّر من تقاتل المسلمين قائلا : ألقاتل والمقتول في النار …
وعندما سئل : وما ذنب المقتول !؟ قال : لأنه كان حريصا على قتل صاحبه … هذا هو حالنا يا عيد وماذا نقول ايضا وهل تدري عن معاناتنا من الفقر وضنك العيش ، عن الحصار والتجويع ، هدم البيوت ومصادرة الاراضي التي نتعرض لها صباح مساء ، وأما القوانين والتعديات العنصرية فحدث ولا حرج …
وماذا مع تقليعة مكافحة الاسلام تحت شعار مكافحة العنف والإرهاب والذي لم تتبنّه الدول الغربية وأمريكا فحسب بل تبنتّه بعض الدول الاسلامية كذلك معتبرين الاسلام وكل المسلمين ..كمجموعة متراصة ومتماسكة ناعتينهم بالأصولية وعدم التسامح وكان من نتيجة ذلك ظهور ما يعرف بظاهرة
الاسلام فوبيا – أي الخوف من الاسلام ، في كل من امريكا وأوروبا .
هذا هو حالنا يا عيد جئتنا ونحن على اسوء حال وأتعسه ومع كل هذا نقول لك متكلين على الله : اهلا بك يا عيد .. عد الينا بالعام القادم وفي جعبتك السلام والوئام والمحبة والتسامح والمصالحة والطمأنينة . وعندها نقولها مدوية قوية : عيد سعيد ، عيد مبارك وكل عام وانتم بألف خير