لقاءٌ مع الفنانةِ الكبيرة " سَلوى نقاره "
تاريخ النشر: 04/08/13 | 0:55مقدمه وتعريف- (البطاقة الشخصيه): الفنانة ُ الكَبيرة ُ والمُخضرمة " سلوى نقاره " من مواليد مدينة " حيفا " دَرَسَتْ موضوعَ المسرح في معهد " بيت تسفي " للفنون ِ المسرحِيَّةِ والسينمائيَّةِ وقد بدأت حياتهَا الفنيّة في سِنٍّ مبكر – في المرحلةِ الثانوية – وفي هذه الفترةِ ( اثناء دراستها الثانوية ) عملت في المسرح ِ الناهض – حيفا – وبعد تخرُّجها من معهد بيت تسفي َتفرَّغَتْ كليًّا للمسرح والتمثيل… وكان قرار منها أن تلتزمَ الفنَّ لِحُبِّها وعشقِها وبإرادتِهَا واختيارها لهذا المجال والعالم الواسع .
ُتعتبرُ الفنانة ُ سلوى نقاره التي أشهر من نار على علم ، من أوائل الفنانين المبدعين المميزين في البلاد… قدَّمَت الكثيرَ الكثيرَ من الأعمال ِالمسرحيةِ والأفلام السينمائية الناجحة بالإضافةِ الى بعض ِالمسلسلاتِ والبرامج التلفزيونية وشارَكت في العديدِ من المهرجاناتِ الفنية المحلية والعالمية . وكان لنا معها هذا اللقاء الخاص والشائِق والمطول .
سؤال 1 ) لماذا اخترتِ موضوعَ الدراما ( التمثيل) دراسة ً وعملا ً ؟؟
– جواب 1 – هذا الشيءُ وهذا المجالُ ياتي وينم من الاحساس والشعور ومن حيث لا ندري… وكنا نحضر ونشاهد مسرحًا ونحنُ في المدرسةِ ( منذ الصغر) ،ولكنَّ الاعمالَ المسرحية التي كنا نشاهدها ونحن صغار لم ُتعطِنا حافزًا وتشجيعًا للاقترابِ من هذا المجال وهذا العالم ولم تثرنا تلك المسرحيات التي كانت ُتعرضُ آنذاك… وكنتُ مواضبة على مشاهدةِ الافلام السينمائية جميعها على مختلف انواعها … بَيْدَ أنَّ قراري كان من احساس داخلي للدخول الى هذا العالم وكان لي ما اردت فتعلمت ودرست هذا الموضوع (المسرح والتمثيل) وتخصصتُ به وتفرغتُ كلّيًا لهذا المجال ووصلتُ الى ما وصلتُ اليه الآن .
سؤال 2 ) العراقيلُ والصعوباُ التي واجهتكِ في البداية ؟؟؟
– جواب 2 – الصعوباتُ الأولى هي اقناع العائلة بأنَّ المسرحَ والتمثيلَ مهنة ٌمحترمة ٌوراقية يستطيعُ الأنسانُ أن يحيَا ويعتاشَ منها – لأنه كان شيئا ً ُمهمًّا كثيرًا للعائلةِ ( ليس بالمهم رجل أو امرأة) ان يكونَ للشخص استقلالٌ اقتصادي… وكانوا يؤمنون يومها ( الأهل ومعظم المجتمع ) ان التمثلَ والمسرح لا يتيحُ ولا يعطي الانسان استقلالا اقتصاديًّا كما يجبُ… وكان التحدِّي الأكبر يومها أن تقنعَ الذين يُحبُّونكَ والذين يهمُّكَ أمرهم ( المقربين) أنَّ هذه مهنة محترمة (التمثيل) . وبعد عِدَّة َ سنواتٍ من العمل المسرحي المكثف وتحقيقي وحصادي ثمار النجاح المتواصل بدأ المقربون يقتنعون بشكل تدريجي في صحةِ طريقي ومشواري ورأوا النجاح بأمِّ أعينهم .
والصعوبة ُ الثانية ُ كانت سنوات الدراسة المسرحية – لأنَّ جَوَّ الدراسةِ الثانوية يختلفُ عن الجوِّ الدراسي في المراحل العليا – الجامعية . وأنا ، بدوري، قد نشأتُ وترعرعتُ في بيتٍ واع سياسيًّا واجتماعيًّا َوحُرٍّ ومنفتح حضاريًّا… ومع كلِّ هذا الأدوات التي حملني إياها الأهلُ فتربيتنا في المدارس هي تربية روتينية – حيث يجبُ أن نطيعَ ونطبقهُ النظامَ الذي يفرضونه علينا نحن الطلاب… فالطلابُ هم مجردُ اداةٍ أو آلة تمشي وتعملُ حسبَ قوانين المدرسة… وحولنا كثيرًا في تلك الفترة أن نكسرَ ونتحدى الكثيرَ من الحدوديَّةِ والاشياء الصارمة المفروضة علينا… وكان لدينا بعضُ الاساتذة المحترمين والواعين سياسيًّا واجتماعيًّا وكانوا يتجاوبون مع مطالبِ واهدافِ الطلابِ الانسانية والعادلة .
ونحن في فتراتِ جيل المراهقة آنذاك كانوا يعطوننا فرصًا وأقمنا العديدَ من اللجان المهمة للنشاطاتِ الثقافية والتربوية والسياسية الهامَّة… ومع كلِّ هذه التربيةِ والادوات التي امتلكتها في البيتِ والمدرسةِ كلها كانت بعيدة ً أن ُتحضِّرَ وتعملَ إنسانا يكونُ جاهزًا ومهيَّئا ليتعلمَ أيَّة َ مهنةٍ تتعلقُ بالفن – لأنَّ الفنَّ بحاجةٍ الى أن تكون أنت في صلةٍ مع ذاتكَ وتتفهَّمَ ذاتكَ وشخصيتكَ وتعرف كيف ُتحرِّر ما هو موجود في داخلك بأيَّةِ وسيلة تعبير… وفي النهاية الانسان وما داخل الانسان هو المادة الخام وأنتَ يجبُ أن تعرف نفسَكَ ِلتُعَبِّرَ عن نفسك . وكما أن جوَّ التعليم في المعهد الذي درستُ فيه موضوع المسرح والفنون كان جديدًا بالنسبةِ لي والطلاب الذين يدرسون فيه من خلفية أخرى ويختلفون عنا ، وكان معظمهم أكبر مني سنا َفتحَدَّيْتُ كلَّ الصعوبات… ومن ناحيةٍ اجتماعية هم يختلفون عنا ( طلاب اليهود) في علاقاتِهم الشخصية والاجتماعية ، والمواضيع التي تهمهم ليست من عالمنا…. وهذا أخذ وقت حتى استطعت أن أتأقلمَ وأتكيَّفَ مع جوهم وعالمهم…. وهم كانوا نفس الشيئ… فكيف أجدُ مكاني بينهم وأشقُّ طريقي الدراسي معهم فكان تحديًا بالنسةِ لي… فأستطعتُ بشكل تدريجيٍّ أن اتأقلمَ وافرضَ نفسي ومفاهيمي وقيمي على المجموعةِ التي معها وبقيتُ كما أنا… بقيت متمسكة بقيمي ومبادئي دون تنازل عن المفاهيم ورؤيتي الخاصة وعن الكبرياء والاعتزاز واحترام النفَّ من هذا المعهد بنجاح وتفوق وعملتُ بتفرغ وبشكل مكثف في مجال المسرح .
سؤال 3 ) هل تختلفُ الفنانة ُ الكبيرى سلوى نقاره في حياتِها العاديَّةِ والاجتماعية عن حياتها الفنية ؟؟
– جواب 3 – هنالك فرق: فمثلا أنا في البيت أمٌّ ومهنة الأم مهنة ووظيفة كبيرة بالنسبة لي وأنا سعيدة بها وأشعرُ أنَّ لي انجازًا لا بأسَ به في تربيتي لأولادي… وهذا أخذ مني طاقات رهيبة وما زال … وأنا بالبيتِ كلي للبيت… وأما المجال الفني ففي المسرح أنا للمسرح فلا أستطيعُ أن افكرَ في البيتِ وأنا في المسرح فأثناء العروض المسرحية يكون تفكيري فقط في العمل وليس في شيءٍ اخر..التداخل يحدثُ اكثر حيث أنَّ المسرحَ يدخلُ إلى حَيِّز ِالبيت والبيت لا يدخلُ المسرح لأنَّ في البيتِ تدرس وتقرأ وتشتغل َوُتجَرِّبُ أمورًا كثيرة ، وخاصة فترة مراجعات للعمل فأهَيِّءُ وأعملُ الظروفَ المناسبة لي داخل البيت، إن كانَ قراءة أو دراسة نصوص أو أن تفكرَ أو تتخيلَ… ألخ . فأخذ زمني والبيت يحترمُ زمني ووقتي المخصص لي .
سؤال 4 ) رصيدُكِ من الاعمال ِالفنيَّةِ : ( مسرح ، سينما ، تلفزيون ) ؟؟
– جواب 4 – يوجدُ لي الكثيرُ الكثيرُ من الاعمال ِالفنيَّةِ المتنوعة سواء في المسرح والتلفزيون والسينما… ومن خلال ِهذه الاعمال التي عملتها لمست لغات مختلفة من لغةِ المسرح لأنَّ الكمَّ ليس مهمًّا. بل الكيف والماهيَّة.. وأنا محظوظة بأنني مع مخرجين من درجة ممتازة وأستفدتُ كثيرًا. (من البلاد وخارجها) . لهذا بالفعل العدد ليس مهما ولكن الماهية وكان لي ماضيا وحاضرا غنيا – لأنني منذ سنوات مستقلة حيث كنتُ في البدايةِ ملتزمة للمسرح ِ البلدي الحيفاوي ( حتى اوائل الثمانينات ) وكنت أعملُ فقط في إطارهِ وكنتُ عضوة ً فيهِ… وهذا المسرحُ مَرَّ بتغيراتٍ كثيرةٍ وقد قدَّمتُ استقالتي من هذا المسرح بالرغم من انة كان لي مكانة ودور كبير فية… وبعد ذلك أصبحتُ أعملُ بشكل ٍ ُمستقلٍّ مع عِدَّةِ مسارح عبريَّة – آنذاك وبعدها تجوَّلتُ في مسارح عبريَّة مختلفة وعملتُ أيضا خارجَ البلاد ، وكما أنني شاركتُ في بالتمثيل في أفلام ٍ عديدةٍ عبرية واجنبية وفلسطينية وفي مسلسلاتٍ تلفزيونية وبالأخص مع التلفزين التعليمي (قنال 1) وببرامج عديدة متنوعة – وما زلتُ أعملُ إلى الآن. وحاليًّا أنا أعملُ على مسلسل في قنال 2 🙁 شغل عرب) وانتهيت مؤخرًا من تصوير فيلمين قصار "طريق فارغة" والثاني بعنوان " المحطة" وعرضَ في مهرجان السينما بالقدس . وأنهيتُ فيلمَ سوبار والزهرية مع مخرج ياباني هذا في مجال السينما – ومنذ سنة 1995 اشتغلت مع مسرح الميدان بشكل ٍثابتٍ وكانت فرصتي ومتعتي أن اعملَ للغة العربية وأتواصلَ مع جوهوري العربي المحلي الذي استفقدت له وكنت متشوقة ً أن اكونَ قريبة ً منة – وأنا كنتُ من المبادرين على تأسيس وإقامةِ مسرح الميدان ومع كلِّ نجاحي في المسرح العبري… وكل الأدوار والاعمال التي قدمتها والخرجين الكبار الممتازين الذين تعاملت معهم دائمًا كان ينقصني أن أعملَ شيئا ً بلغتي العربيةِ ولجمهوري وشعبي الذي أنا جزءٌ منه .
وكان لي ما أردتُ . واليوم أنا اعرضُ مسرحية " قصة خريف" من إنتاج مسرح الميدان وإخراج نزار زعبي وبرفقةِ ممثلين قديرين وهما : مكرم خوري وسليم ضو .
وأعرضُ أيضًا مسرحية " كابتشينو " رام الله من كتابة ِ سعاد عامري واخراج نولا نشيلتون . وأنا اعمل ضمن مسرح "انتساميل هرتسليا" بادارة فنية اوفير هينيج وكنت أعرض معهم عملا بعنوان " شتاء اسود " … وقد عرضنا هذه المسرحية خارج البلاد . وأنا مشاركة ايضاً في عمل مسرحي جديد بعنوان "حواشي" من تأليف الفنان الشاب " نهد بشير" واخراج منير بكري ، وهنالك الكثيرُ الكثيرُ من الأعمال الفنيَّةِ المسرحية التي لا تحصى من بدايتي الفنية الى الان .
سؤال 5 ) المهرجاناتُ التي شاركتِ فيها ؟؟
– جواب 5 – المهرجاناتُ كثيرة ٌ من أهَمِّهَا : 1) مهرجان "قرطاج" بتونس ومهرجان بالمغرب ، وفي عدَّةِ مهرجانات في أوروبا مثلا : ألمانيا ومهرجان أمستردام ( مهرجانات مسرحية). ومؤخرًا كنتُ في مهرجان فني بنيويورك… وقبل سنة كنت في مهرجان " اديمبرو " . ومن أهميةِ هذه المهرجانات هي كشف ما يدورُ في العالم من أعمال مسرحيةٍ وفنيَّةٍ شاملة ،وخصوصًا أن يكونَ في هذا المهرجان مشاركون من دول لا نستطيعُ أن نصلَ اليهم كسوريا والعراق وغيرها – والى غيرها من المهرجانات – الخ .
سؤال 6 )أنتِ قبل بضع ِ سنوات اشتركتِ في مسابقةِ مهرجان "مسرحيد" بعكا ولكنك لم تحصلي على جائزةِ المهرجان – لماذا ؟؟
– جواب 6 – الحظ يلعُب دورَهُ أحيانا ً… تعال نكتفي بهذا الجواب وخليها مستورة . ولكنني ما زلتُ أشارك في هذا المهرجان وغيره … وأنا دائما أواصلُ واشاركُ في كل نشاط فنيٍّ ومشاركتي ليست من أجل الجوائز .
سؤال 7 ) ما هو تقيمُكِ للحركةِ الفنيَّة المحَلِّيَّة ؟؟
– جواب 7 – مع كلِّ حُبِّي لمجتمعي وأنا اتكلم من هذا المنطق فأنا افكرُ أنهُ مغلوبٌ على أمره على المستوى الجَماعي في الابداع . ولا ننسى أنهُ يوجدُ عندنا أفراد مبدعين الذين كسروا كلَّ القيود والحواجز وبنوا بداخلِهم حرية الابداع والرأي والفكر وَتوَجَّهُوا لأبعادٍ تثيرُ الاحترامَ والتقدير ( من جميع المجالات الفنية).
سؤال 8 ) ما هي أهمُّ الموضيع التي تعالجينها من خلال أعمالكِ الدراميَّة؟؟
– جواب 8 – أهمُّ الموضيع هي : قضية الانسان بكلِّ ابعادهِ : الفكرية ، الانسانية . وأبحثُ عن الحريةِ ومفاهيم للحياة .
سؤال 9 ) إنَّ الفنَّ بمفهومهِ الحقيقي هو رسالة سامية لإنارةِ المجتمع – هل ينطبق هذا على الفنِّ المحلي وعلى جميع ِ الذين يعملون في الفنِّ والتمثيل محليا ؟؟
– جواب 9 – الفنُّ يقدرُ أن يكونَ رسالة ًهادفة عندما يكونَ الفنُّ على مستوى راق . ما هو الفن ؟؟ هو نوعٌ من الاثارةِ للمستهلكين والملتقى والمشاهدة ، والاثارة تكون اثارة عقلية ، ذهنية، فكرية ، او مشاعر وأحاسيس . وهنالك من لا نستطيعُ أن نقللَ من قيمتهِ وهو الذي يثيرُ الفكرَ ويرسُخ ُ في الرأس… واليوم الكثير الذي يحتوي هذا الكون ، وحتى في الرسم والمسرح والسينما . ربما العوامل تجتمعُ في كلِّ هذه الاشياء وتصلُ بشكل صحيح للمتلقى الرسالة ، فالرسالة ُ ليست كلمة ً أو شعارًا بل كيف تصل للانسان ولاثارتهِ وأخذه لعالمك ،والنتيجة ُأنت تقيمُهُ من كرسيِّهِ ومن عالمهِ الحالي وتأخذة لعوالم أخرى. وعندما تنجح في أخذهِ لعالم اخر فهذه رسالة . ما ليس فنيًّا القيم والادوات الكافية لخلق انسان فنان مبدع . ونحن كمجتمع خانق يتحكم ببعضهِ ومغلقين . وكل شخص مغلق في حَيِّهِ وبلدهِ وقريتهِ ودينهِ ومحيطهِ ، وكانهم معزولون وبعيدون عما يدورُ في العالم… وحتى محيطهم القريب… متقوقعون ومنغلقون بداخل بوتقةٍ محدودةٍ ويتلقفون ما يلقنونهم من أفكار ومن اقوال ومن التلفزيون التافه والمحطات الفضائية ونحن فقط نستهلك وتحولنا لأناس مستهلكين لثقافات الاخرين الهابطة – وحتى تستطيع ان توصل الى مكان تستحوي فيه لانسان مبدع وفنان يجب ان تحكم كل هذه الدائرة وهذه الصخور والرواسب المزمنة . لاجل هذا فقلائل الذين نجحوا في الخروج من هذا الاطار الخانق المغلق علينا وان يتالقون فنيا وانسانيا وابداعيا . وعندنا البعض الذين وصلوا وحققوا الابداعات ولكن القليلين… لان الطريق ليس سهلا لان في تكويننا عوامل اخرى زيادة على هذا : العامل السياسيالخارجي واساليب سياسية الدولة كسبب ثاني له دورة السلبي الذي يجعلنا غارقين في هذا البئر . وعاده نحن نستهلك السياسة ، خطابا بكائيا نواحا . ولكن هل بالفعل لا نعمل شيئ… حتى فقدنا القدرة على اقتراحات عملية والكل يبكي دون ان يسعى ويحاول ان يقدم شيئا … وهذا يأخذ مرآة اعمالنا …. وحتى فننا كرسم ورقص وموسيقى… الخ والغالبية يميلون الى هذا النوع من الفن ( البكاء والنوح الذي يطبعنا كمجتمع مسكين وقاصر ) اننا محليا ما زلنا في مرحلة البحث والتخطيط لانه ينقصنا الكثير من العوامل الاساسية – واهم نقطة انه انه عندنا المدعون الحاملون راية المسرح من غير حق … وهذا يسئ بشكل كبر للمسرح ولبناء جمهور مسرحي وللفن بشكل عام .
ويجبُ على العاملين في المحالات الفنية ان يضعوا انفسهم في الاماكن والاطر والتسمية الصحيحة ، وخاصتاً المبدعين ويكون على هامش العمل المسرحي … ونحن نعيش وللاسف مرحلة تشتيت ثقافي .
سؤال 10 ) أنتِ فنانة ٌكبيرة مخضرمة ٌولكِ تجربة ٌ طويلة وثرية فنيًّا بماذا تنصحين الفنانين الجدد حديثي العهد في التمثيل ؟؟
– جواب 10 – أولا يجبُ أن يكونَ لديهم َتوَجُّهٌ صحيحٌ للعمل.. والشكل
الذين يتوجهون اليه : الجديَّة ، الاجتهاد ، التعامل بعمق مع أي نصٍّ كان . اخيار النصوص الصحيحة والمخرج الصحيح لا ينصاعون ويلبون أيَّة َ دعوة تقدم اليهم للعمل من دون أن يدرسوها – ثم أحترام المهنة – فاذا أنت تحترمُ عملَ المسرح فالجمهور يحترمكَ واذا أنتَ تعاملتَ معه كسوق وكبزنس فقد تربح ماديًّا وتبيع كروت (بطاقات) وتجمع مالا ولكنَّ النجاح والشهرة يكونا مؤقتا وسيخسُر الجمهور والناس في النهايةِ لانكَ تعطي جمهورك سلعة ً رخيصة ً وكاسدة
سؤال 11 ) ما هي الادوارُ المُحَبَّذة ُ لديكِ ( كوميدية ، تراجيدية، رومانسية) الخ؟؟
– جواب 11 – أنا أمثل كلَّ الادوار وكلما كان الدورُ بعيدًا عن شخصيتي فتكون متعتي وحبي لأدائهِ أكبر فهذا نوع من التحدي وأنا أحبُّ التحدي ، وعمليَّة البحث عندي هي عملية دائمة لأصلَ الى أبعاد وآفاقا ً أوسع واسمى ولأكتشف عوالم أخرى في داخلي التي تفاجئني… ولمَّا اتفاجأ من الشيء الذي في داخلى أكون أسعدَ إنسانة .
سؤال 12 ) لو عُرضَ عليكِ أعمال فنية فيها إغراءات ومشاهد ساخنة ومثيرة هل توافقين ؟؟؟
– جواب -12 لا يوجدُ عندي حدودٌ وَتقيُّد على المسرح ، وكل شيء له مصداقية ومقنع وضروري لخدمةِ العمل أقومُ به مهما كان نوع المشهد… وبمجرد يا أيُّهَا الصحفي ، أن تسألني هذا السؤال فهذا غريب علي لأننا نحن نتعرى نفسيًّا على المسرح فما بقي من التعري الجسدي فهو لا شيء لأننا نسكبُ ونكشف ونعرِّي كل ما في داخلنا : أرواحنا ونفسيتنا وضمائرنا فما هو الجسد ؟!! فلا شيء.
سؤال13 ) ما هي الشروط ُ والاسسُ التي يجبُ أن تتوفرَ في الفنان حتى ينجحَ فنيا ؟؟
– جواب 13 – من هو الفنان لأنَّ كلَّ انسان ٍ فنان يعملُ من مكانهِ ومن منطلقهِ وهو يتحولُ لفنان ومبدع كنتيجةٍ وليس كمرحلةٍ والآخر هو الذي يقرر .
سؤال 14 ) أنتِ ُكرِّمْتِ في مهرجان "مسرحيد" – بعكا قبل ثلاث سنوات … كيف تم ذلك ولماذا اختاروك أنتِ بالذات من بين جميع الفنانين المحلِّيِّين!! ؟؟
– جواب 14 – لا أعرف… لكن لقول ِ القائمين على هذا المهرجان لأجل أعمالي الكثيرة الناجحة وحبهم لي .
سؤال 15 ) آخرُ أعمالكِ ونشاطاتكِ الفنيَّة ؟؟
– جواب 15 – اليوم أنا أعملُ ضمنَ دعم ٍ أوروبي بحت – ومع مجموعة مؤسَّساتٍ فنيَّة أوروبيَّة المؤمنة بنوع المسرح ، ومعظمم أعمالي وأوقاتي خارج البلاد . وآخرُ عمل ٍ فنيٍّ لي خارج البلاد كانَ مسرحيَّة باسم : " זוז אתה מסתיר לי את השמש – إبتعد فأنت تغطي لي الشمس " – واشتغلنا على هذا المشروع حوالي سنة تقريبًا ، وهذا هو نوع البحث والعمل للمسرح من هذا النوع الذي أنا أعملُ فيهِ ، والفكرة ُ بحدِّ ذاتِها هي العلاقة ُ ما بين الفنِّ ونظام ِ الحكم من أنتَ تخدمُ سياسة َ حكم ٍ معيَّنة ، وحتى أنتَ تقومُ ضدَّ هذا النظام أو الحكم وما هو نوع الثمن الذي تقدِّمُهُ . وهذا لالعملُ هوغريبٌ من نوعهِ وفيه مسرحٌ مكشوفٌ ( عريان) من الناحيةِ الفكريَّة المتسلِّطة في هذا العمل … والدِّقة والبساطة التي تراها على المسرح تتراكم مع للزَّمن وتسمع أيضًا بسيرة ذاتيَّة ( اوغرافيا ) ، وهذ العملُ عُرضَ وما زالَ يُعرضُ في أهمِّ وأرقى منصَّات المسارح العالميَّة في دول أوروبا وغيرها . وهنالك أعمالٌ كثيرة وجديدة غير هذا العمل عُرضَتْ في الكثير ِمن الدول ِ خارج البلاد .
سؤال 16 ) أنتِ كثيرة ُ السَّفر إلى خارج البلاد في الفترةِ الأخيرةِ …لماذا ؟.. وهل حققتِ مكاسبَ ونجاحًا على هذا الصَّعيد في أسفارك ؟؟
– جواب 16 – مُجرَّد أنَّ الشَّخص ( الفنان ) وفرقتهُ أيضًا مرغوبٌ فيهِ وفيهم في أوروبا وبأهمِّ للمسارح الرَّاقية والعريقة فهذا إثبات وتأكيدٌ على المستوى والمكانة المرموقة التي وصلتُ ووصلنا إليها فنيًّا . نحنُ مسيرة البحث بدأت منذ سنوات وتبقى المجموعة الفنانة التي دائمًا تبحثُ عن الجديد والفن ولغة َ الفن الراقية والتي تحملُ رسالة ً للإنسانيَّةِ وللأجيال .
سؤال 17 ) قبلَ عدَّةِ أشهر أنتِ سافرتِ إلى دولةِ اليابان لأشهر ٍ لعمل فنيٍّ ولأوَّل ِ مرَّةٍ … حبَّذا لو تحدِّثيننا بتوسُّع ٍ عن زيارتكِ لليابان وماذا قدَّمتِ من أعمال ٍ فنيَّةٍ هناك ومع مَن مِنَ الممثلِّين والمُخرجين المعروفين أنتِ تعاملتِ ؟؟
– جواب 17 – هناك اشتغلتُ في مسرح ِ ( ميتروبوليتان ) من أهمِّ وأضخم المسارح في طوكيو بمشاركةِ مسرح " الكاميري " بتل أبيب ، وعملنتا هناك مسرحيَّة َ " نساء طرواده " والعروض كانت ممتازة والجمهورُ كان منسجمًا ومتفاعلا ً مع عروض المسرحيَّةِ بشكل ٍ رائع ٍ ، وبعد أنتهاءِ كلِّ عرض ٍ تقريبًا أكثر من عشرين دقيقة كان تصقيقُ الجمهور مستمرًّا بشكل ٍ متواصل ٍ ( بدون انقطاع ) . والمحرجُ لهذا العمل هو المخرج الياباني ( ثينا جاوا ) وهو من أوائل خمسة مخرجين عالميِّين . واليابان هي بلدُ الحضارة والرّقيّ والإبداع والفن والجمال ، وتجربة طوكيو واليابان والإحتكاك مع تلك الحضارة الرَّاقية والمُميَّزة كانت تجربة ً رائعة ً وثريَّة ً لا تنسى استفدتُ منها كثيرًا وأعطتني الكثيرَ منَ الزُّخمَ الفكري والفني والإبداعي .
سؤال 18 ) أينَ تفضِّلينَ العمل : عندنا في الدَّاخل أم خارج البلاد ولماذا ؟؟
– جواب 18 – لاجل ِ التوازن الفني الصحي فأنا أحبُّ العملَ هنا في الدَّاخل وفي خارج البلد أيضًا ، في الداخل لكي أرضي قلبي وضميري وعلى أمَل ٍ أننا نستطيع أن نؤثِّرَ في أشياءٍ كثيرة ولكي نعزِّزَ وندفعَ من مستوى المسيرة الفنيَّة المسرحيَّة محليًّا . وأمَّا العمل في الخارج فيعطي طاقة ً وقوَّة ً للأستمرار ، ودائمًا يذكرني من جديد لماذا أنا أعشق ُ المسرح … وهذا كلهُ يمتدُّ نتيجة الجمهور .
سؤال 19 ) بما أنكِ كثيرة ُ السَّفر إلى الخارج ولك علاقاتٌ مع اللكثيرين من أربابِ الفنِّ المعروفين والمخرجين الكبار والعالميِّين لماذا لا تشاركين في فيلم أجنبي عالمي مع كبار الفنانين من الخارج … فهذا يُعطيكِ تألقا ً وانتشارًا أوسع وأشملَ إعلاميًّا وفنيًّا وكذلك مادِّيًّا ؟؟
– جواب 19 – لا توجدُ ولا أيَّة ُ علاقةٍ بين المسرح والسينما – فإذا أنتَ ناجحٌ في المسرح هذا لا يعني أن تكون ناجحًا في السينما أيضًا .
سؤال ) لماذا !!؟؟
– جواب – لأنَّ أسلوبَ التمثيل في المسرح يختلفُ تمامًا عن العمل في السينما ، وأنا بدوري متخصِّصة ٌ فقط في الأعمال المسرحيَّةِ وأحبُّ أن أقفَ بالذات على خشباتِ المسارح فهذه هي متعتي وسعادتي ، ويهيمن على قلبي العمل أمام الكاميرات .
سؤال 20 ) الممثلون والمخرجون الذين ُتحبِّينَ أن تتعاملي معهم في أعمال ٍ فنيَّةٍ بشكل ٍ مستمرٍّ ودائم ٍ ؟؟
جواب 20 – الأشياءُ ليست شخصيَّة ً فالأكثرُ هو لغة ُ وأسلوبُ العمل ومستواه – وكمسرح ٍ مبدع الأعمال المميَّزة وَمَن عندهم لغة فنيَّة تعنيني وتهمُّني وأشعرُ بالإنتماء والإنسجام مع هذه اللغةِ الفنيَّة ومع هذا النمط
منَ الفنِّ ، وهو مسرح ( الشاوبيني ) ببرلين – ألمانيا – وأنا أحبُّ نوعيَّة ومستوى الأعمال التي ينتجونها دائمًا .
سؤال 21 ) لقد عرضُوا عليكِ عدَّة َ مرَّاتٍ أن تكوني مديرة ً لبعض المسارح ِ المحليَّة … لماذا رفضتِ !!؟؟
– جواب 21 – أنا طيلة الوقت الذي أكونُ فيه قادرة ًعلى التمثيل والوقوف على خشبةِ المسرح فلن أتنازلَ عن التمثيل لمصلحةِ إدارة مسارح صغيرة والإمكانيَّات محدودة جدًّا لديها ، ونسبة النجاح بأن تطبِّقَ رُؤًى فنيَّة من عندك ، فمستحيل في إطر ٍ َضيِّقةٍ وإمكانيَّاتها محدودة كالمسارح العربيَّة المحليَّة … والمقصودُ محدودة ليس فقط من الناحيةِ الماديَّةِ ، بل نواحي قدرة الإستيعاب الجماهيري اليوم لنوع ِ فنٍّ وأسلوبِ وفكر ِ فنٍّ أنا أومنُ بهِ وأعملُ من منطلقهِ . فالقضيَّة ُ قضيَّة ٌ جوهريَّة وإبداعيَّة ٌ بالنسبةِ لي وما نوع ُ ولغة ُ الفنّ الذي سأقدِّمُهُ.
سؤال 15 ) أسئلة شحصية ؟
البرج : الحوت
اليوم المفضل: اليوم الذي أنجزُ فيه شيئا هَامًّا .
الشراب المفضل : ويسكي
الاكلة المفضلة : سوشي
العطر المفضل : اوبيوم
سؤال) هل ُتحبِّين كلا ًّ من : الحياة ، الطبيعه ، البحر ،الرحلات ، الشعر ، الموسيقى والهدوء ؟؟
– جواب : الهدوء نعم ، الحياة : أموت فيها – والطبيعة تثيرُ فيَّ الشفقة والحزن .
لماذا ؟
– لا ادري والبحر والرحلات و الشعر و الموسيقى أحبُّهُم كثيرا جدًّا .
سؤال ) الأمل ؟
– جواب – الأملُ هو شيء نسبي ، والحريَّة ُ هي إحساسٌ داخلي لا يوجدُ أغلى واسمى منه
سؤال ) يقال : إنَّ الفنَّ والزواجَ لا يلتقيان تحت سقفٍ واحد ما رأيُكِ ؟
جواب – لا أوافق .
سؤال ) الشخصية ُالمثالية ُ التي تتخذينها قدوة ً لكِ ؟
– شخصيَّة ُ عَمِّي المحامي الكبير المرحوم " حنا نقاره " .
* سؤال ) الشخصية ُ الفنيَّة التي تأثرتِ فيها ؟؟
– تأئرتُ من المخرجةِ الاسرائيليةِ افيرا هينيج .
* سؤال 16 ) كلمة ٌ أخيرة ُتحبِّينَ أن تقوليها في نهاية اللقاء ؟؟
– عندما ندركُ أهميَّة َ الثقافة كشعبٍ ندخل الى مرحلة أفضل ونخرج عندها من قتام العتمة ومن التقوقع والتحجر والانغلاق الفكري . وأخيرا شكرًا لكم على هذا اللقاء .