من خبايا أفكاري

استيقظ باكرا في الصباح لأعدّ العتاد ليوم جديد قد أتى، ومع كل صباح أتشابك طويلا مع أفكاري في صراع، هي تشدني لأبقى في فراشي الدافع بضع دقائق أخرى وضمير لا ينام يدق جرس النظام الذي أخذته عهدا على نفسي..
ولأكون صادقة حقا، فإن لحظة الاستيقاظ صعبة جدا فهي على دفتي شقاق ، فإما رحلة نوم دافئة واحلام وردية أو قفزة عريضة من دهاليز الفراش ليوم حافل مليء بالخبايا..
وفي نهاية المطاف أضع حدا لهذا الصراع واترك فراشي ويبدأ عقلي يدوّن تخطيطاتي ليومي، ورويدا رويدا يتلاشى النعاس عن طرقات عيوني، أباشر أعمالي بكل عزم وإصرار..
ويأتي المساء حاملا سكناته معه وأرمي نفسي في أحضانه لأطالع ما كان في يومي، فيعلو المحيا ابتسامة رضا لانتصاراتي الكثيرة، حينها أتذكر قول النبي المصطفى “صلى الله عليه وسلم” (بارك الله لأمتي في بكورها) فأحمد الله على نعمة الإسلام..
وهناك في سهول مخيلتي أرى بابا قد فُتح لذاك الجانب الناعس مني والذي يشده دفء الفراش، باب يخفي خلفه الكثير من الفوضى والضغط الشديد والتوتر، أشباح تعرقل سير يومي يتجلد دفء فراشي من قباحة صوته.. فأسرع مهرولة تاركة سهول مخيلتي لأبقى في واقع صنعته بتوفيق من الله بيدي..
ومع إشراقة صبح جديد يتنفس، تبادرني أفكار الأمس هامسة، تغري فيّ إحساسي لأظل متنعمة في ربوع سريري، وبعد صراع أصغر ممن سبقه أنتفض انتفاضتي المعهودة تاركة خلفي أصواتا تنذر بأنها ستبقى تواعدني كل صباح.
أدرك حينها بأن الفلاح لن يكون سوى بانتفاضات يومية متجددة ،وأضمر في أعماق أعماقي سلاح عزمي لتحد قريب قادم..

بقلم: إسراء عثامنة