فليرحلوا

الـــــــزَّمْهَريرُ وَخَيْمَةٌ وَتَـــــوَجُّعُ
وَصُراخُ جوعٍ في الْحَشا يَتَقَطَّعُ
وَأصابعٌ مَــــــقرورَةٌ وأضالِــــــــعٌ
نامِتْ على حَسَكِ الضَّياعِ تُمَزِّعُ
مِهْراقةٌ عَيْني كَــــــــوَتْها دَمْعَةٌ
نَزَلَتْ على دَرْبِ السّرابِ تُوَدِّعُ
مـــالي وقد نَضَحَ الْفُؤادُ وَصَبْرُهُ
مِن آهَتي حَتّى الْمَدى يَتَوَجَّعُ
أهْلي وَأيْنَ جُموعُهُم هَلْ يا تُرى
لِـــصَهيلِ خَيْلِ النّارِ يَوْمًا أسْمَعُ
أهْلي وإنْ غَدَروا بروحي لنْ أرى
بِسِواهُمُ فَـــــــجْرَ الْبِرِيَّةِ يَسْطَعُ
غابوا جَميعًاً لَسْتُ مِنْهُمْ مَنْ أرى
في عَـــــــزْمِهِ نارَ التَّشَرُّدِ يَدْفَعُ
يا دمعَ قلبي يا اعْتلالَ مَباهِجي
حُزْني عــلى نَبض العَنا يَتَرَبَّعُ
أهلي بهم شَمَخَ اللّواءُ على الْمَدى
لِلْــــــــحَقِّ يَرْفَعُ للمظالمِ يَقْطَعُ
مِنْ يَوْمِ أحْمَدَ والمعالي أشْرَقَتْ
كــــــــــلُّ البرايا بالضّيا تَتَمَتَّعُ
إيوانُ كسرى قـــد تَشَقَّقَ خِزْيَةً
وَدِيارُ كسرى بـــــالتَّهاوي بَلْقَعُ
خَضَعَ الــــــظّلامُ وَنُكِّسَتْ راياتُهُ
أوَهَلْ تعودُ عـــــلى خِناكم تُرْفَعُ
ماذا جري يا مُغْمَدًا في خاطِري
فإذاك في حِــــضنِ الْوَنى تَتَمَنّعُ
مــاذا جرى يا عُزْوَةً ذَهَبَتْ بِهِمْ
كـــــــــلٌّ بأحْضانِ الْغَواني يَقْبَعُ
ﻻ ، ﻻ رجالٌ جَمْعُهُم في جَمْعِهِم
وَيْلٌ لِــــــــــنَذْلٍ بالتَّذَلُّلِ يَرْكَعُ
فــــــلْيُحْجِموا عَنّا وَعَنّا يَرْحَلوا
فَـــــــــلَنا إلهٌ لِلتَّضَرُّعِ يَسْمَعُ
واصلوا الدُعاء أيها الأحبة

مَقبولَة عبد الحليم