مراسيم صلح مؤثرة بين عائلتي أبو عطا وجرادات
تاريخ النشر: 16/01/16 | 10:37قبل ستّة أشهر رحل عن دنيانا الفانية الغلام البريء الوسيم يزن ثائر جرادات من بلدة سيلة الحارثية، وافته المنية بحادث طرق مروّع؛ إنّه القضاء والقدر، ولا ينفع الحذر إذا وقع القدر.
قال تعالى: “إذا جاء أجلُهم فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون”.
فانفطرت القلوب، وانهمرت الدموع على هذا المصاب الجلل، وكان الصبر بلسمًا لأحزان الأهل والمحبّين:
قال تعالى في كتابه المُبين: “وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون”
ومنذ يوم الوفاة الفاجع توطّدت أواصر المحبّة والأخوة بين أسرة الفقيد (جرادات) وأسرة سائق المركبة في كفر قرع (أبو عطا)، وتعزّزت اللُّحمة بين أبناء الشعب الواحد، وبادرت لجان الخير وإصلاح ذات البين للجمع بين الأسرتين تحت راية الوئام والوفاق، وتكلّلت المساعي بالنجاح، وتمّ عقد راية الصلح بين العائلتين في موقف مؤثّر مشهود، حيث قدمت عائلة أبو عطا مبلغ 460 ألف شيكل كدية شرعية لعائلة الفقيد التي تسلمته, الا انها قامت بإرجاعه كاملا غير منقوص، لأنّهم أهل جود وتسامح، ومن شيمهم البذل والعطاء.
وبودّنا أن نقدّم صادق التقدير والإجلال لوالد الفقيد ثائر جرادات ولجدّه عدنان جرادات للصبر والنخوة والشهامة والروح العربيّة الأصيلة التي تحلّيا بها، كما نتقدّم بالشكر الخالص للجان الصلح ولأهل الخير والإصلاح والأهل والأقارب والمعارف الذين وقفوا معنا في هذه المحنة العصيبة، ونخصّ بالذكر الأستاذ فخري تركمان رئيس لجنة الصلح في محافظة جنين، والشيخ سامي مصري الذي تحدّث باسم العائلة وبلدتنا كفر قرع.
قال عليه الصلاة والسلام: “من لا يشكر الناس لا يشكر اللهَ”
الحاج عبد الحليم محمود نعمان أبو عطا وعائلته
الله يرحمه الولد ويجعل مثواه الفردوس الاعلى
بارك الله بهم وجزاهم الله كل خير..موقف مشرف ومؤثر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما زال الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة”..يا الله.. لقد انهمرت دموعي عندما قرأت عن هذا الموقف المؤثر النبيل فبارك الله بهم أهلنا الاجاويد وبارك لكل جاهة الصلح وجزاكم الله كل خير ورحم فقيدهم الروح الطاهرة، شفيعة لهم يوم القيامة.
ان العفو والتسامح من شيم الكرام…فقالَ سبحانَهُ ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ ) ورسولنا صلى الله عليه وسلم قال « مَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا»..فألف تحية اكبار لعائلة جرادات، أهل النخوة، الأصالة والشهامة، على هذه الخطوة المشرفة التي تدل على نبل أخلاقهم وعلى صفاء قلوبهم وسماحة نفوسهم وقوة إيمانهم بقضاء الله وقدره. فبارك الله بهم وجزاهم كل خير وجعل كل عمل خير وفضيلة في ميزان حسناتهم. رحم الله فقيدهم الملاك الطاهر واسكنه الله فسيح جناته…
“وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”
وبوركت لجنة الصلح على مساهمتها وجهودها الموقرة لعقد راية الصلح بين العائلتين .
شيء يدل على اصالتهم والعروبة بدمهم والاسلام حليفهم ورايتهم …الله يرحم الولد الطاهر، وربنا يعوضهم كل الخير
الله يرحمك ويصبر ابوك وامك واهلك الله محيي اصلكم آلي جردات انتم اخوتنا يا محترمين ويا مؤمنين ويا اشرف الناس
رحم الله فقيدهم وجميع موتاهم وموتى المسلمين…
هذه الصفات والنخوة والتضحيات ليست بأمر جديد لعشيرة جرادات فهم دائما اهل التضحيات ..ديوانهم وبيوتهم مفتوحة للجميع وقلوبهم نقية ومحبة دائما هم يقدمون العون للجميع فدمتم للخير دائما
انا لله وانا اليه راجعون
لله ما أعطى ولله ما أخذ ، رحم الله الفقيد من هذا البلد الطبيب نعزي ال جرادات بوفاة ابنهم الغالي ، اللهم اكرم نزله وأنس وحشته واجعل قبره روضة من رياض الجنه .، وبقوله تعالى :
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”
لا شك ان هذا الموقف ، موقف شهم واصيل فإن دل على صفات المسلم .
فمن هذا البلد الطيب نحي ال جرادات على هذه النخوه والأصاله ، معدنكم معدن الكرم والجود ،فلكم كل التقدير وأتمنى من الله عز وجل ان يعوضكم خيرا ، وان يكون ذالك الموقف الشهم مثالا للجميع ، وأخيرا أتمنى من الله عز وجل ان يوفق الجميع بما يرضيه ، وبارك الله لجميع الاخوان الذي سعو في سبيل الله وفي سبيل الإصلاح ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بهم اصيلين وأحلى ناس ويرحم فقيدهم من اهل الجنة ملاك طاهر
وفعلا العفو والتسامح قوة لا يملكها الا المؤمن الصالح والراضي في قضاء الله وقدره فما انبلها من خطوة مؤثرة من اهل النشامى والعز وجعلها ربنا في ميزان حسناتهم
“إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”
وبارك الله بهم آل جرادات، اهل الكرامة والأصالة، وبارك الله في رجال لجان الصلح من الطرفين وجعلها الله لهم مثقال خير وبركة في ميزان حسناتهم
قال المتنبي(شاعر العرب) :
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ — وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها — وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
الحياة هي مواقف والرجال مواقف والرجولة والمكارم والعزائم تتجلى في الشدائد والمحن، والانسان يواجه في حياته الكثير والكثير من المواقف واللحظات التي يمر عليها مر الكرام ولا تترك عنده أثرا ولا يذكرها ابدا ولكن هناك مواقف انسانية، نبيلة ومؤثرة تهز الوجدان وتبقى عالقة في القلب والذاكرة الذاتية والجماعية وما يلقاه الا ذو حظ عظيم. واعتز بأني كنت ذا حظ عظيم عندما كنت شاهدا على إعادة الدية الشرعية وعلى الموقف الشهم والنبيل والمؤثر لذوي المرحوم يزن، طيب الله ثراه، وآل جرادات حيث ضربوا مثلا في العفو والتسامح والمروءة ومكارم الأخلاق والعزة وانهم من أهل العزم والمكارم. لقد باعوا متاع الدنيا واشتروا بيع الله تعالى وفازوا بثواب الدنيا والاخرة. كم اعجبني عندهم احترام الصغير للكبير والضيف والانضباط واحترام الضوابط والطقوس المتعارف عليها للصلح والدية الشرعية والتي نفتقدها. لقد خطوا بماء من ذهب في سجل هذه العائلة الكريمة والوطنية عملا وموقفا مشرفا يقتدى به. اعترف بانهم اعادوا وجددوا لي الايمان بالانسان والمواطن العربي وان الخير في امتنا الى يوم الدين. أثابهم الله خيرا ورحم فقيدهم وشهداءهم وموتاهم ولهم الشكر الجزيل .
ونعم الناس عائلة جرادات التي تتمسك بالقيم والمثل التي هي من شيم الكرماء وذوي النفوس الطيبة وربنا يفتحها بوجوههم السمحة ويجعل كل أيامهم أفراح ومسرات…ويبارك ربنا فيهم وبأهل الخير والصلح والتوفيق.
لقد تأثرت كثيرا من هذا الموقف وهذه التصرفات الرائعة والتي يجب ان يتحلى فيها كل شخص في كل مكان…ونسأل الله ان يبارك فيكم في أولادكم وأعمالكم وان يسدد خطاكم في طريق الخير والبركة ..ويرحم الفقيد الصغير ويجعل الجنة مثواه ملاك من ملائكة الرحمة