لا شيء يذكر..

تاريخ النشر: 13/01/16 | 13:10

طالعتنا وسائل الإعلام العبرية هذا الأسبوع عن ملامح خطة نتنياهو لفرض ما سمّاه “بالقانون” في المجتمع العربي وضمان عدم قيام دولة داخل دولة التي خرجت بعد اجتماعه مع وزير الشرطة جلعاد أردان والتي نصت على البنود التالية: إقامة مراكز شرطة بالبلدات العربية، جمع السلاح الغير مرّخص، مراقبة البناء الغير مرّخص، ونشاط مكثف للشرطة بالبلدات العربية.
أبدًا ما كنّا يومًا ضد القانون وتطبيقه لكننا نرفض السمّ الذي في الدسم ونرفض الهيئة التي يأتي فيها تطبيقه واستغلال الأحداث لأهداف خبيثة تضمرها المؤسسة الإسرائيلية لنا.
أقيمت مراكز شرطة في عدّة بلدات عربية، لكن ما الثمرة التي جنتها البلدات؟ لا شيء يذكر..
نأخذ على سبيل المثال في أم الفحم.. كم ملف قتل ما زال مفتوحًا ويسجل ضدّ مجهول؟ كم عانى ويعاني الناس حتى يومنا هذا من ظاهرة انتشار وفوضى السلاح والعنف وإطلاق النار بشكل هستيري في منتصف الليالي؟ وماذا فعلت شرطة نتنياهو وأردان مقابل ذلك كلّه؟ لا شيء يذكر..
هل بالفعل ستهدف مراكز الشرطة هذه إلى القيام بالواجب المنوط بها تجاه الناس بفرض الأمن والأمان أم أنّها ستكمل مسيرة التغافل وغض الطرف وتعمل على تجنيد الشباب العرب للشرطة والخدمة المدنية؟ كم من صرخة تعالت وصيحة من عائلات الضحايا في البلدات العربية نادت “المسؤولين” بإنهاء كابوس السلاح والعنف والجريمة؟ ولم تجد هذه الصرخة لها آذانًا صاغية؟
قبل أربع سنوات تقريبا (13/02/2012) أقامت الكنيست يوما دراسيا خاصا حول العنف بالمجتمع العربي بمشاركة رئيس الحكومة نتنياهو الذي استمع للمعطيات الرهيبة حول تفشي القتل والعنف والسلاح في المجتمع العربي وتعهد بإيجاد حلّ جذري لهذه المشكلة، كما استمع لتلك الأم الثكلى من أم الفحم التي قتل زوجها وابنيها بيوم واحد وحتى اللحظة لم يعرف من القاتل، فماذا فعل نتنياهو منذ ذلك الحين؟ لا شيء يذكر..
وماذا سيحمل في طياته النشاط المكثف للشرطة في البلدات العربية الذي أعربت عنه الخطة؟ ضبط حركة السير ومخالفة المتهورين؟ أم غير ذلك؟
بحسب ما ورد في إحدى المواقع الإخبارية العبرية خلال هذا الأسبوع بأنّ “نتنياهو يعتزم لقاء رؤساء السلطات المحلية العربية للتباحث بخطة جمع السلاح الغير مرخص بالمجتمع العربي”. فهل سيستغل نتنياهو اللقاء ويعرض فيه أنّ لنجاح الخطة لا بدّ من إقامة مراكز شرطة في البلدات العربية وتجنيد عرب لها.
أيضًا من الممكن أن يُطرَح على على طاولة الاجتماع موضوع الــ 15 مليارد المخصصة للمجتمع العربي وهنا يجد نتنياهو الفرصة ليشترط النقاط أعلاه مقابل تخصيص الميزانيات وقد يطالب بإدراج برامج الخدمة المدنية بمشاريع السلطات المحلية وتشجيع الشباب العربي عليها.
نتنياهو لا يريد أن يقدّم شيئا للمجتمع العربي، نتنياهو يريد أن يستثمر عملية تل أبيب من أجل خلق واقع أمنيّ جديد في التعامل مع المجتمع العربي. نتنياهو نجح حتى الآن في تثبيت حكمه من خلال التخويف وبث الرعب وتسويق نفسه بأنّه الوحيد القادر على مواجهة ذلك، لذا من اللحظات الأولى لعملية تل أبيب بدأ بالتحريض على كل المجتمع العربي وعلى المساجد والمراكز التربوية والتعليمية وكأنّه يقول لنا سنعيد صياغة مساجدكم وتربيتكم وتعليمكم، وبدأ يحكي خطته هذه، مما يظهر بأنّ الخطة ليست وليدة اليوم إنما مبيتة من قبل في أدراج مكتبه تحتاج جوا عاما لتطبيقها كيفما يرى مناسبا وبالطريقة التي يريد، وكلّ ذلك له ما بعده، نأتيه ونتطرق إليه لاحقًا.

محمد إبراهيم كبها

m7mdibrahemkabha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة