"شبابيك" على الإعلام
تاريخ النشر: 05/08/13 | 5:12لعلي قد ترددت قبل البدء بهذا المقال، فلستُ بارع اليراع ومتقن اللغة بقدر ما أحبّ أن أكون عملياً، يعمل في عتمة الكواليس إن صحّ التعبير.
لعلّي أصرّ على أنّ المشروع الإعلامي في بلادنا ما يزال في مرحلة الرضاعة، فليست هناك خطةٌ مشتركةٌ مثلاً بين وسائل الإعلام في داخلنا الفلسطيني من شأنها الرقي والتقدّم في منحنيات مجتمعنا، وما أكثر المنحنيات. كما أنّ التنسيق بينها يكاد انعدامه، الّا اللهمَ في التعاونِ بإرسال صور الحادث الفلّانيّ دون ختم الموقع !
الإعلام بشكلٍ عام هو ناتجة ثقافة وبيئة، وربّما هذا هو سرّ اختلافه من مكانٍ إلى آخر، فعلى سبيل المثال، في اليابان تتمتّع وسائل الإعلام التقليدية بنسبة مشاهدة ومتابعة عالية عن تلك التي تسوّقها وسائل الإعلام الحديثة كالمواقع المحليّة وصفحات الفيسبوك، فضلاً عن الإنتشار الكبير للمدوّنات الشخصية. بينما تقف كوريا الجنوبيّة خلاف ما ذكر، وتولي الإهتمام الأكبر للمواقع حديثة الولادة.
لستُ بصدد التنظير الآن، أو طرح الحلول السحريّة للرقي بالإعلام المحلّي بقدر ما أحاول أن أضع القليلَ من تجربتي المتواضعة في فريق شبابيك الشبابي، والذي يُعنى بالدرجة الأولى بالإعلام وتعاملنا كمجتمعٍ وأفراد معه.
من خلال عرضنا لباكورة أعمالنا- فيلم "ثقافة بوك"، والذي قُمنا بعرضه في العشرات من الأماكن بناءاً على دعوة المؤسسات والحركات المختلفة، لمسنا تعطّش الناس لمثل هذه المواضيع، ولهفتهم لدى انتهاء كلّ عرض للشدّ على أيدينا وتقديرِ عملنا الفنّي لما يحمله من رسالة عميقة، ولربما ضربت على جرحٍ خفيٍّ لم يتنبهوا له إلّا مؤخراً.
أعتقدُ بإجماعنا على مشكلة ما يعرض في وسائل الإعلام، ففي عصرٍ فقد الأبُ والأم الوصايةَ على أطفالهما، وتُركوا لعشرات الهاويين من أصحاب المواقع الربحيّة من جهة، وأصحاب الهوى والمصالح التجارية من جهة أخرى، بدأت تركيبة المجتمع تتفكّك شيئاً فشيئاً، أو لأكن متفائلاً أكثر .. تغيّرت التركيبة الطبيعية المتدرجة بسيطرة الأب والأم على ما يستقبله طفلهما، وبات مستقلاً بذاته وانتقاء ما يستقبل دونَ استدراكٍ من ذويه أحياناً.
باعتقادي ليس صحيّاً أن نمنع الأنترنت ونلغي التلفاز ونغلق محطات الإذاعة، فالمنافذ لتجاوز هذا وذاك كثيرة. أنا مؤمنٌ بإشاعة ثقافة التعامل مع الإعلام الجديد بسبلٍ أكثرَ ذكاءاً، وأساليب تثير الفكر والعقل ليمتنعَ من تلقاءِ نفسه حتى وإن صغُر سنّه، ولا يأتي ذلك إلّا باتحاد القطاع الإعلامي مع أبناء المجتمع الواحد .. وما يجبره على الإتحاد هو ما يشيعه الأهلُ أولاً في عقول أبناءهم.
في العام الماضي لدى إطلاقنا "ثقافة بوك" كانت الشرارة التي وددنا قذفها هي إطلاق الأمسيات الثقافية منها والفنيّة بين أوساط المجتمع المتجمّد القريب منّا، والذي يخرج أبناءه للبحث عن أمسياتٍ خارج أسواره، وكثيراً ما تنافت مع عاداته أو لربّما خلّت بالتزامه بعض الشيء. كلّنا فخرٌ أنّ الأمسيات الثقافية قد ازدادت بعد مشروعنا الذي بدأنا فيه، وتنوّعت الفرق التطوعيّة وبدأت فكرة العمل التطوعي تروق للكثيرين، والطموح للأفضل ما يزالُ سارياً.
في الأيام القريبة سنفتحُ الشبّاك الثالث من سلسلتنا- شبابيك، كم ينتابني شعور الخوف إزاء قذفِ شرارة الفِكر الجرئية والجديدة تلك، خاصة أنني لم أتيقن بعد إن كان جمهورُ هدفنا مهيّءٌ لما سنطرحه عليه، أم سينقلبُ علينا ويخرجنا من ملّته!. نحاولُ من خلال "شبابيك" إثارة تلكَ البلبلة في عقلِ كلّ والدٍ وأم، صغيرٍ وكبير، ليثورعلى إعلامه الصلفِ المتجبّر احياناً، وليغيّر أسلوبه من الدفاع إلى الهجوم، وليستبق الضربات ويسددها قبلَ صدّها.
العمل القادم سيكون من بطولة الفنان محمد أبو العز محاميد، والفنانة رغدة أبو حسين، وتمثيل كلّ من احمد عمر، ابراهيم أبو شقرة، زهراء هيثم، حسام محاميد، هبة محاميد، جميلة أبو حسين وبلال محاميد. بالإضافة إلى مدير التصوير والمونتاج أحمد قاسم محاميد، تصوير رامي جبارين، هندسة صوت أحمد فارس وفادي محاميد، وقصة وإخراج عمر أبو صيام.
نسأل الله أن نكون عند حُسن الظنّ، وأن نكون خفيفي الظلّ عليكم، في الأيام القريبة سنقوم بسرد التفاصيل جمعاء من أجل العرض الأول، فكونوا بالقرب.
دوما مبدع يا عمر الى الامام
كل الاحترام عمر مبدع وطموح لأبعد الحدود. ومن جد وجد. دمت ذخرا وسندا ورعاك الله يا مخرج