شعائر خطبة عيد الفطر المبارك من كفرقرع

تاريخ النشر: 10/08/13 | 2:00

بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر صلاة وخطبة عيد الفطر المبارك، في مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 1 من شوال 1434هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.

حيث تمحورت الخطبة حول:" الحمد لله القوي العزيز، الحليم العظيم، ذلَّت لعزته كُلُّ عزة، وضعفت لقوته كل قوة، وتلاشت أمام عظمته كل عظمة؛ عامَل خلقه بحلمه، ولو أهلكهم لكان ذلك بعدله: ((تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)).

نحمده حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ويرضى؛ مد في أعمارنا فصمنا شهرنا، وحضرنا عيدنا، ووسّع لنا في أرزاقنا فوسّعنا على أنفسنا وأولادنا، وأمَّنَنا في أوطاننا فلم نخش شيئًا ونحن نخرج إلى مصلانا، وعافانا في أبداننا فلم نشكُ علَّة ولم نجد ألمًا؛ فله الحمد، لا نحصي ثناءً عليه، كما أثنى هو على نفسه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال؛ حكيم الفعال، كثير النوال، شديد المحال؛ لا يلوذ به عبد فيخيب، ولا يناكفه مستكبر فيطيب:(وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ)). وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ الناصح الأمين، الرؤوف الرحيم؛ آثر غيره على نفسه وولده، واختبأ دعوته شفاعة لأمته، وألحَّ على ربه -سبحانه- يطلب سلامتها، ويرجو نجاتها، حتى نالت أمته من الخير على يديه ما لم تنله أمة غيرها، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.

الله أكبر.. وابشري يا أمّة التوحيد بنصر قريب من الله، وعوْدٍ إلى العزّ حميد، فهذه بشارات النصر تلوح، ورياح الحقّ بالتمكين، والعزّ تفوح.

الله أكبر؛ كم في الدنيا من تقلبات وتحولات! الله أكبر؛ كم في البشر من سعداء وأشقياء! الله أكبر؛ سقطت عروش، ونزعت ملوك، ونصرت شعوب! الله أكبر؛ انتصرت شعوب مستضعفة بنصره، واستقوت بقوته،! الله أكبر؛ مات كبراء بقدره!..".

وتابع الشيخ قائلاً:" أيها المسلمون: خلَق الله -تعالى- الإنسان ولم يكن شيئًا مذكورًا، فلما جعله ربه -سبحانه- شيئًا مذكورًا تكبرت نفسه، وطغى قلبه، فعصى ربه -سبحانه-، وأفسد في أرضه، وظلم خلقه، ونازع الله -تعالى- في خصائصه، فأملى الله تعالى له، فلما أخذه لم يفلته، فأذاقه الذل بعد العز، والموت أو الحبس بعد الملك.

وهذا يحتم على الإنسان عدم الاغترار بالدنيا مهما ازدانت له، ودوام التعلق بالله -تعالى-؛ فإنه لا أمن إلا أمنه، ولا ضمان إلا ضمانه، ولا عز إلا عزه، فمن التجأ إليه التجأ إلى عظيم، ومن احتمى به احتمى بقدير، ومن آوى إليه آوى إلى ركن شديد. إن التعلق بالله – تعالى- هو بلسم القلوب، وعز النفوس، وهو سبب النصر، وبوابة التمكين في الأرض.

اجتمعت أمم الكفر من سالف التاريخ إلى حاضره على الرسل وأتباعهم، فكان تعلق الرسل وأتباعهم بالله -تعالى- أمضى سلاح كسر أعداءهم.

أيها الإخوة الموحدون.. أيها المسلمون: صمتم شهركم، وحضرتم عيدكم، وقضيتكم صلاتكم، وأرضيتم ربكم، فهذه دعوة لكل المتخاصمين في صباح العيد إلى أن تتصافح قلوبهم كما تتصافح أيديهم، رَوَى ابن السني والطبراني عَنْ أنس -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ كَأَبِي ضَمْضَمٍ؟" قَالُوا: مَنْ أَبُو ضَمْضَمٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: "كَانَ إذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللهُمَّ إنِّي قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي وَعِرْضِي لَكَ؛ فَلا يُشْتَم مَنْ شَتَمَهُ، وَلا يُظْلَم مَنْ ظَلَمَهُ، وَلا يُضْرَبُ مَنْ ضَرَبَهُ".

نحن في هذا اليوم جدير بنا أن نمد أيدينا بالمصافحة، وألسنتنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغسلها من الأضغان والأحقاد والشحناء والبغضاء؛ فيجب اليوم أن تتواصل أرحامنا، وتتقارب قلوبنا، هذا هو جوهر العيد في الإسلام.

العودة إلى تعاليم الإسلام: وهو أن تترك السير وراء العادات والتقاليد الفاسدة التي اعتاد عليها الناس، ونسير خلف تعاليم الإسلام. ومن هذه العادات السيئة:

مصافحة الرجال للنساء يوم العيد، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إني لا أصافح النساء" رواه البخاري، فنجد الكثير من الناس -وخاصة أيام الأعياد- يتساهل في هذا، فصارت مصافحة بنت العم وبنت العمة وبنت الخال وبنت الخالة وزوجة الأخ وزوجة العم وزوجة الخال أسهل في مجتمعنا من شرب الماء، ولو نظروا بعين البصيرة في خطورة الأمر شرعا ما فعلوا ذلك.

فعن مَعْقِلَ بن يَسَارٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لِأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ" رواه الطبراني.

تفرقوا بقلوب سليمة من الضغائن والأحقاد؛ فصلوا من قطعكم، وأعطوا من حرمكم، وأحسنوا إلى من أساء إليكم؛ فالعيد عيد الود والصفاء، ونقاء القلوب، واجتماع الأرواح.

وأكثروا من الدعاء لإخوانكم المستضعفين في العراق وأفغانستان وسوريا ومصر وبورما وفي كل مكان؛ لتثبتوا أنكم تشعرون بهم حتى في العيد.

أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال، وأن يجعل عيدنا سعيدًا، وأن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة، ونحن في حال أحسن من حالنا، وقد صلحت أحوالنا، وعزّت أمتنا، وعادت إلى ربها عودة صادقة. اللهم آمين..". (للمزيد شاهد الفيديو الكامل للخطبة).

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة