الأسير كريم يونس تعقيبًا على ما جرى من تراجع في قضية الأسرى
تاريخ النشر: 11/08/13 | 14:12بعثت الحركة الأسيرة في الداخل الفلسطيني رسالة من عميد الأسرى كريم يونس من سجن "هداريم" من بلدة عارة، تعقيبًا على ما جرى من تراجع في قضية الأسرى، جاء فيها:
"لم نتوقع في اسوأ احلامنا وكوابيسنا ان تتحول قضية الاسرى ما قبل اوسلو الى ورقة ابتزاز بيد الاسرائيلي وسيف مسلط من قبله على رقبة المفاوض الفلسطيني . نحن نرفض ذلك رفضا قاطعا ونفضل ان نبقى في قبور الاحياء على ان نستخدم اداة بيد عدونا لابتزاز قيادتنا .
ففي الوقت الذي كانت قضية هؤلاء الاسرى الورقة الرابحة بيد سيادتكم وورقة استعادة الكرامة والعزة التي تجلت من خلال اصراركم وعزمكم على تحريرهم وكشرط مسبق لاي مفاوضات باعتبارها استحقاقا لا يمكن تجاوزه، وبعد ان شعرنا ولاول مرة منذ 20 عاماً ان قضية الاسرى لم تعد مجرد ارقام واعداد كما كانت في السابق، بل ان لكل واحد فينا اسما وتاريخ اعتقال وسجلا نضاليا وقيادة تتذكرهم اخذت على عاتقها مسؤولية تصحيح الغبن والاجحاف الذي وقع بحقهم 20 عاما" .
وأضافت الرسالة: "وبعد ان عادت لنا ابتسامة الفخار وعزة الانتماء، وضخت في قلوبنا دماء الامل المتجدد، نجد انفسنا نعود على بدء ونغرق مرة اخرى في متاهات الضياع والتجزئة والمراحل والتقسيمات الامنية والجغرافية، وكأن تجربة 20 عاما من المفاوضات لم تكف للتعرف على عدونا وعلى نتنياهو بشكل خاص والاعيبه المتكررة من اجل التهرب من التزاماته او على الاقل من اجل افراغ اي اتفاق او تفاهم من محتوياته لنزع الفرحة من قلوبنا وقلوب محبينا ونزع الفرحة بانجاز عما تم التوافق بشأنه . اليس نتنياهو هو نفس الذي اتفق على تحرير واطلاق 750 مناضلاً ولم يلتزم بذلك وقام باطلاق سراح 750 من سارقي السيارات والتصاريح ؟.
هكذا هي اسرائيل ابداً لم تلتزم باي تعهد او اتفاق قطعته على نفسها مساءً لتخرقه صباحاً، فما بالكم باتفاق على مراحل ولمدة 9 اشهر ؟؟!!!.
نحن على يقين ان ما من مسؤول فلسطيني سيستطيع ان يتعهد بتنفيذ اسرائيل للعهد، واتمامه لاطلاق سراح كافة الاسرى الـ 104 (ما قبل اوسلو) بعد 9 اشهر، لا سيما ان الطريق مليئة بالعقبات والاتفاق فيه من الالغام ما يكفي على المستويين السياسي والتفاوضي، حيث ان شكل وفحوى القرار الذي اتخذته حكومة اسرائيل بهذا الصدد يفتح الباب على مصراعيه مرة اخرى امام تلاعب وتذرع للتهرب من التنفيذ الدقيق والكامل لما تم التوافق بشأنه حول موضوع الاسرى" .
وجاء في الرسالة أيضا: "نحن لا نخفي قلقنا بشأن عدم اتمام الصفقة والاتفاق وخصوصا في ضوء ما اقرته حكومة اسرائيل بشأن اعادة عرض الدفعة الاخيرة والخاصة باطلاق سراح اسرى الداخل مرة اخرى على مجلس الوزراء بعد 8 اشهر، لا سيما في ظل تصريحات الوزراء والحملة الاعلانية غير المسبوقة ضد اطلاق سراح اسرى الداخل ومشروعية المطالبة بهم اصلاً، حيث ان اغلبية الوزراء اعلنوا معارضتهم لذلك .
نحن قلقون ايضا من غياب الطرف الفلسطيني المختص عما يجري وتصوير ما تم الاتفاق عليه كانجاز غير مسبوق، وهنا نتساءل! : اين هو هذا الانجاز؟!! هل التراجع والموافقة على اطلاق سراحنا وتقسيمنا الى 4 دفعات هو الانجاز ؟! او هل الانجاز هو بالتراجع عن الموقف الاساسي والموافقة بان يطلق سراح الدفعة الاولى بعد شهر من بدء المفاوضات وان يستمر ذلك لمدة 9 اشهر وعلى طول فترة المفاوضات ؟؟!، ام ان الانجاز بالتراجع والموافقة على تجزئتهم وتقسيمهم وفقا لمعايير امنية وجغرافية يحددها الجانب الاسرائيلي بشكل مطلق ؟؟! ام ان تحويل اطلاح سراح الاسرى الى اداة بيد الاسرائيلي لابتزاز الطرف الفلسطيني اثناء المفاوضات بعد ان اصبح تنفيذ الاتفاق مربوط باستمرار المفاوضات واستمرارها لاطلاق سراح 2500 اسير اضافي وجدولة البقية" .
"نجح الجانب الاسرائيلي عملياً في الهاء الجانب الفلسطيني باطلاق سراح الدفعات الاربع فقط، هذا اذا تم بشكل كامل مع نهاية الـ 9 اشهر، وضمن عدم فتح ملف الاسرى طيلة فترة المفاوضات، يا له من انجاز عظيم !!!!..
ان ما تم الاتفاق عليه بالشكل والمضمون يشير وبشكل واضح الى نوايا الرئيس الاسرائيلي ويعبر عن عدم الثقة بالطرف الفلسطيني، بالاضافة الى محاولة اخرى لاضعاف الرئيس الفلسطيني بدلا من دعمه كشريك للمفاوضات والسلام المستقبلي واطفاء اجواء ايجابية على سير المفاوضات، اليس هذا كافيا لقلقنا ؟!!.
كان بامكاننا وجماهير شعبنا ان نستوعب تنازلا اجرائيا مثل عدم اطلاق سراح الاسرى كشرط مسبق لاية مفاوضات رغم وعدكم لنا ورغم موافقتكم المعلنة على مدار عامين، والتي احيت فينا الامل من جديد، لكن التنازل في كل مكان وفي كل اتجاه وقبول جميع الشروط الاسرائيليه لهذا الحد تعني ان للمفاوض الفلسطيني لا يوجد خطوط حمراء وان موافقته المعلنة شيء وما يقوله داخل الغرف والاتفاقات شيء اخر، وهذا يعني ببساط واستخفاف واستهتار بعقول ذويهم وعقول ابناء شعبنا على السواء .
ومن يظن ان هذا الاداء يمكن ان يستمر وانه سينطلي على جميع شعبنا، لا يمكن وصفه بالجبن والتخاذل والتنازل فقط بل لا يمكن اقناع احد بصدق نواياه واهليته ليكون مفاوضا حريصا ومندوبا مخلصا عن الشعب الفلسطيني وقضاياه ومصالحه على حد السواء . اما ان الاوان وبعد 20 عاما من تكرار الاخطاء نفسها لاعادة النظر بطريقة التفاوض بل والمفاوض الفلسطيني المعمر ايضا ؟؟؟!!!، سؤال لا بد من الاجابه عليه"- الى هنا نص الرسالة.
عميد الاسرى كريم يونس