فكيف بالذي يرى بلده يحترق..!
تاريخ النشر: 11/08/13 | 23:43هذه قصة حقيقية وقعت معي شخصيا قبل عدة ايام وعندما كنت أزاول عملي ومهنتي الأساسية كمرشد تربوي في إحدى مدارس شبكة عتيد في الوسط العربي وتحديدا في قرية جسر الزرقاء وعندما كنت في مكتب رئيس المجلس المحلي ، وعند انتهاء الجلسة خرجت من المبنى وإذ بي أتفاجأ بمنظر تقشعر له الابدان ولم يكن سبق لي أن رأيت في حياتي منظرا كهذا مثيرا للشفقة والدهشة مخلوقين من مخلوقات الله ..احدهما وعلى ما يبدو سُكِبَ عليه مادة قابلة للاشتعال وأضرمت النار به.. مشتعلا ويصرخ بأعلى صوته ..يلهث مسرعا وكأنه يقول أنقذوني …اما المخلوق الثاني فيلحق به ويصرخ هو أيضا ..مع أنه سليم وغير مشتعل.. وكأنه يتألم لألم زميله ويحاول أن يساعده بأي طريقة دون أن يخشى أن تنتقل النار اليه أو تلتهمه ..! فبطبيعة الحال وبشكل لا إرادي وبشكل لا يقبل التفكير أو التردد ..والحديث يدور عن روح، مخلوق من مخلوقات الله يتألم ويحترق …فما كان مني وكأي مسلم يخشى الله وعنده ذرة من شفقة إلا أن اندفعت نحوه مفتشا عن أي شيء ممكن أن يساعد في إخماد النار المشتعلة والنار الملتهبة في محاولة لإنقاذ حياته… استصرخت واستنجدت بكل عمال المجلس المحلي رجالا ونساءً ليساعدوني في الحصول على ماء أو أي شيء وبسرعة البرق قبل فوات الأوان ..وفعلا اندفع أيضا كل الموظفين والموظفات والعاملين مستجيبين لندائي نحو الضحية ليخمدوا النار الملتهبة وليحموها من الموت المحقق…وقد تم … ثم بعد ذلك هربت الضحية ولا أدري إلى أين …المهم أننا أنقذنا حياتها من الموت المحقق أو لنقل حاولنا واجتهدنا بكل ما أوتينا من قوة وبما يملي علينا ضميرنا والأجر عند الله وليس من عند غيره… ولا نريده من غيره أبدا..!.
هذه القصة الحقيقية والواقعية مع ما فيها من ألم وحسرة على مخلوق من مخلوقات الله ، لكنها أوكأنها أتت أو أرسلها الله لنا إشارة وعبرة وتأكيد للمشروع البلدي والذي اطلقناه في أم الفحم قبل عدة سنوات ،ليقول الله لي ولك ولكل من يعتبر، لا تتردد في عمل الخير مهما صغر أو كبر ،مع القريب ومع الغريب،ولي على المستوى الشخصي وكأنها رسالة لي من الله أن لا تتراجع ولا تتردد في موضوع طرح البديل ومشروع إصلاح المجتمع الفحماوي على اعتبار أنه لا يمكنك اصلا إن كنت صادقا في حب بلدك أن ترى بلدك أم الفحم تعاني وتتألم وتحترق أمام عينيك ثم تقف موقف المتفرج ولا تحرك ساكنا ولا تساعد في اخماد النار الملتهبة أو إزالة الخطر والخلل الذي يعم بلدك على اعتبار أن النار لم تلتهمك بعد شخصيا وعلى اعتبار انك سليم وغير مصاب بألم أو اذى .. الله اكبر ..إذا لم أقبل على نفسي أن أرى غير بلدي يحترق ولم أقبل أن اقف موقف المتفرج وهرعت لمساعدته وإنقاذه فكيف تريدونني أن ارى بلدي أم الفحم يحترق ثم لا اقدم اغلى ما أملك من اجل انقاذها ..!بطبيعة الحال النتائج على الله .. لكن نعدكم سوف نحاول.. ثم نعدكم سوف نجتهد وبكل ما أوتينا من قوة.. ثم نعدكم سوف نعمل بما يملي علينا ضميرنا…وكله رخيص وفي سبيل انقاذ ام الفحم .. ثم الأجر عند الله وليس عند غيره…ولا نريده من غيره أبدا!.