رجل كليم
تاريخ النشر: 13/08/13 | 12:22وقفت مشدوها وانا ارى أمامي رجلا يسير مطأطئ الرأس، لا يلتفت إلى أحد وكأنه يحسب الخطوات المتبقية التي ستواريه عن العيون…أو لعل رقبته الرفيعة الطويلة لم تعد تقوى على حـمل ذلك الرأس الصغير الذي أثقلته هموم الدنيا، واحوال الحليلة والابناء. كان المسكين يسيـر بخطى بطيئة متثاقلة كمن يرزح تحت عبء ثقيل… ثقيل جدا.
مرّ بي ولم يلق التحية والسلام… مرّ شارد الذهن لا يلوي على شيء، وكانت شفتاه تهمسان بكلمات مبهمة لا احد يدرك كنهها… وأكاد أجزم بأن لسان حاله كان يردد ما قاله ايليا… "جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت، ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت"…
رق قلبي لـحاله، فقلت: ما بك يا أخا العرب…؟! فانتفض كمن لدغه ثعبان، ونظر الي بعينين تنطقان بكل معاني الأسى والحزن والهوان، وفيهما ألف سؤال وسؤال… "هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود؟" "هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود؟" …..
اقتربت منه، مددت يدي وصافحته قائلا: "هوِّن عليك يا أخا العرب…عما قريب ستفرج بعون الله…". كسرت هذه الكلمات جدار صمته، وقال بصوت يكاد يخنقه البكاء: " كيف تفرج يا أخي؟ كيف…؟؟!! وقد ابتُليت بمن يدّعون مخافة الله… ولا يخافونه… يدّعون اتّباع هدي نبينا ــ صلعم ــ ولا يراعون وصاياه في الأهل والأقربين….
ودّعني الرجل ومضى في طريقه لا يلوي على شيء. ورحت افكر في حاله وما آلت اليه. مسكين انت يا أخي! وكان الله في عونك….
احلى اشي هاي (صلعم) طيب افضل تكتب صلى الله عليه وسلم مننين هاي جايبينها الناس
ما هي مشكلتك مع المتدينين يا أستاذ تحسين
لا فض ولا عاش حاسدوك ..
الى الاخ “مش ابو محمد” المحترم سامحك لا ادري كيف توصلت الى استنتاجك! صدقني ليست لدي اية مشكلة لا مع المتدينين ولا غيرهم… وعلى فكرة فانا مسلم ملتزم قبل ان يعرف الكثيرون ما هو الدين والتدين.
فهل تريدوننا الكف عن ذكر الله و رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؟؟؟
بربكم كفوا عما تفكرون به… عودوا الى رشدكم هدانا واياكم الله….
شكرا استاذ تحسين (مع انّي أردت أن اسمع اكثر من هذا الرجل: وددت الّا تنتهي القصة الجميلة بهذه السرعة، فكتابتك فذّة، سهلة، وأكاد أقول ممتنعة. بوركت وزادك الله علما).
والآن أقول وأناشد (أمثال أبي محمد و مش أبو محمد–فكلاهما نفس الصنف) الذين لا يعرفون من اللغة العربيّة إلّا الحروف، ولا يفهمون المقروء، بالله عليكم: لا تقرؤوا ما لا تفهون. والادهى والأمرّ: لا تعلّقوا على الاقل، فذلك يفضح جهلكم ويكشف سرّكم.
الاستاذ يحارب من يكذب على الله (من يدعي مخافة الله ولا يخشاه، ليشتري بذلك ثمنا بخسا) ومن يكذب على نفسه (الذين يخونون الله ورسوله ويخونون اماناتهم. انظر آية 27 من سورة الأنفال).
نهاية، أتمنّى لو أنّ أئِمّة المساجد في البلد كانت عندهم الشجاعة الكافية ليقولوا ما قاله وأشار إليه الأستاذ تحسين، بكل صدق وشجاعة.
انا سأقول لك باختصار وحسب رأيي ما مشكلة المتدينين, هم فعلا يدعون مخافة الله أمام الناس ولكن بالحقيقة بينهم وبين الدين الاسلامي ما بين السماء والارض , يلبسون فقط عباءة الاسلام من أجل مصالحهم الشخصية, يحللون ويحرمون كما شائو.
و (مش أبو محمد) روح الله يرضى عليك شكلو عندك انت الثاني مشاكل فهم المقروء يا انو الحقيقة بتجرحكم وبتزعجكم.
ننتظر منك المزيد أستاذي العزيز أبدعت قصة معبرة
هذا التعقيب يخص نص “الثعلب الاغبر” حيث لم اعرف كيف اضيف التعقيب هناك مما اقتضى التنويه وشكرا
السلام عليكم.. الاستاذ تحسين علمني منذ اربعة عقود ونيف وما زلت اشهد له بحس الدعابة وحسن الاخلاق والسيرة واخلاصه في تأدية الرسالة…. هنا، كما في كتابات سابقة له، يجمع الاستاذ بين الترميز والاستعارة والواقع متبنيا أسلوب ابن المقفع في كليلة ودمنة… فمن لم يقرأ كليلة ودمنة لا بد أن يستعصي عليه ادراك المقصد… ونلاحظ من العنوان ان الاستاذ (ربما) أراد التأكيد على صفات الثعلب ودمجها ببعض ضفات الذئب، فاستعمل كلمة الأغبر والتي تعني أيضا الذئب، كما تعني من يثير الغبار ومن يجد قي سعيه لنيل غرضه…. أما من المقصود هنا، فالأمر لا يحتاج إلى الكثير من التأويل والتفكير. ولتبسيط الأمور تذكروا قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي “برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين يمشي في الأرض يهدي ويسب الماكرين..” الى أخر القصيدة جيث يحاول الثعلب الماكر استدعاء الديك للصلاة ليفترسه لكن الديك الفطين يدرك الجيلة والمكر والخبث فيقول الجملة التي ختم الاستاذ تحسين فيها نصه… اذن هذا ما قصده الاستاذ تحسين، أي ضرورة كشف الزيف والخداع والمكر والاحتيال مهما كان لبوس صاحبها. فقد يكون ذلك لباس الكاهن الزاهد وقد يكون لباس الدكتور أو رجل الأعمال أو رئيس الديوان أو كاتب الديوان الخ…
فرجاء غدم تجميل هذا النص ما لا يحتمله وعدم اسقاط الدين على كل شيء وعدم التلويح بسيف التكفير.. كا ما تحتاجه هو قليلا من التفكير بدون تكفير.
وعسى ربي وفقني في هذا التوضيح. واستودعكم الله
لو نظرت الناس الى عيوبها لما عاب منكم احدا !!!!