حوار فني مع الفنانة سمر الشامسي
تاريخ النشر: 22/01/16 | 8:24فكيف ان يكون بين لبنان والخليج إلهة من سلالة عشتار، تستحضر الجمال في أنثى. رغم أن بين لبنان ودولة الإمارات العربية أكثر من صلة رحم، بصمة فن وألق عاصمة كوزموبوليتية والتقاء شرق بغرب.
بلمستها انجدلت هندسة الأشكال بروعة التشكيل الفني لوحة، وجدلت ألقاباً وجوائز حتى كانت نجمة نجوم ترغب أفضل شركات الإعلان العالمية أن تطل بماركاتها. لكنها لم توقع أي عقد من دون تأمين باهض على شعرها الأيقونة.
“موناليزا العرب”، أول سيدة عربية تنافس من بين أنجح عشر سيدات أعمال في العالم من حسب مجلة ” why not” الأميركية العام…، إنها الفنانة التشكيلية المهندسة المعمارية الإماراتية سمر الشامسي.
ورداً على سؤال “مَن سمر الشامسي؟”، أجابت: ربما لا يكون مناسباً أن نفصل بين جوانب الشخصية للمرء، فالشخصية تتضمن الجوانب الإنسانية والذاتية والثقافة والعقائد والفكر والميول والاتجاهات والهوايات وغيرها. لكنني بشكل عام إنسانة بسيطة وعفوية وواضحة أمام نفسي، أعرف ما أريد، ورغم أنني مهندسة معمارية وفنانة تشكيلية، أعشق انطلاق الفكر بلا حدود، إلا أنني أميل إلى التفكير الواقعي عندما يتعلق الأمر بالحياة التي نعيشها، وأحسب حساباً لكل خطوة أخطوها، وطموحاتي لا تعرف الحدود.
– دخلت مجال الإعلانات… كيف بدأتِ؟
ـ في الرابعة عشرة من العمر، عرضت عليّ شركات عالمية كبيرة أكثر من مرة أن ادخل مجال الإعلانات، لكن كنت لا أرى نفسي في هذا المجال، وفي العام 2009 عُرض علي تمثيل شخصيتي بفيلم، لكنني رفضت أيضاً، لأن ذلك لم يكن طريقي، والآن وافقت على الإعلان لأن الشركة المعلنة أقنعتني حينما استجابت لطلبي بالتأمين على شعري من أي ضرر.
-هل موافقتك على الإعلان لدوافع مادية! أم للشهرة؟
ـ بالتأكيد ليست لدوافع مادية، وإن كانت مشروعة، لكنني لا أفكر في ذلك على الإطلاق عندما أقبل بعمل أكون قد اقتنعت به، أما الشهرة فهي لا تمثل هدفاً أسعى إليه، وإلا لكنت عملت في الإعلانات والتمثيل منذ وقت مبكر، أما الشهرة فتتحقق حتماً عندما يكون النجاح..
– هل طعم الشهرة هو المذاق الأول للفنانة سمر الشامسي؟
ـ إذا كان القصد هو أن أول ما تحقق لي هو الشهرة، تكون الإجابة لا، لأنني كنت فقط أفكر في النجاح ومن ثم تحقيق ذاتي، ونجاحي هو الذي صنع شهرتي، ولولا النجاح ما كنتُ حققت شيئاً. وحب الناس وتجديد الحوافز الذاتية كي أترك بصمة مميزة في كل عمل أقوم به أهم ما جنيته من الشهرة.
– هل الإعلانات خطوة أولية تمهد لمشروع مستقبلي في هذا المجال؟
ـ لم أخطط مطلقاً أن يكون ذلك هدفي، وربما لا يتكرّر، وربما لا أتردد في عمل جديد إن اقتنعت به، ورأيت أنه سيضيف لي شيئاً.
– تداولت وسائل الإعلام خبر التأمين على شعرك بمبلغ 3 ملايين دولار؟ ووصفته بصفقة “العيار الثقيل”؟ أليس ذلك يثير الاستغراب؟
– ما الغرابة في ذلك؟ لا أرى أي أمر خارق للعادة، سوى أنني خشيت على شعري من الضرر، وهذا حقي الطبيعي، وكان التأمين أهم شروطي، وبالفعل قمت بتوقيع عقد الإعلان لمستحضر خاص بالشعر، ألم تسمع عن مشاهير يؤمنون على أجزاء من أجسامهم؟ أو رياضيين ولاعبي كرة القدم يؤمنون على أقدامهم؟ فلماذا يستكثر البعض أو يتعجب من حفظ حقوقي؟ وأنا كأي امرأة ترى أن شعرها هو تاج زينتها، من حقي أن أؤمن عليه.
– تتميز الفنانة سمر الشامسي بشعر جميل وطبيعي وطويل.. كيف تحافظين على شعرك؟
ـ إنني استخدم لشعري شامبو طبيعي خال من المواد الكيميائية، وأقوم تمشيطه بطريقة صحيحة، وبتمهّل، وأتجنب أن يكون ذلك بعد الغسيل مباشرة، بل بعد أن أجففه جيداً ومن دون استخدام المجفف الكهربائي على الإطلاق.
– لجمالك وحضورك رونق خاص.. ما السر الذي تمتلكينه؟
ـ لا أعرف إن كان ذلك إطراء أو إعلاناً، لكن على أية حال أحمد الله كثيراً على ما وهبني، أما الحضور فلا يقتصر على الشكل والمظهر والجمال فقط، وإنما الحضور يلزمه ثقافة وعلم ومعرفة ولغة وأشياء عدة وكلها مكوّنات «كاريزما» الشخصية.
– هل يعتبر للشعر الطويل دور كبير في الإغراء؟
اذا كان رغبة الناس وسعيهم لتقلّد تاج الحكم، فما بالكم إذا كان هذا التاج شعر ولأمرأة فبهذا يكون أسمى آيات الإغراء.
– ما هي أبرز اهتماماتك؟
اهتم بالشأن العام والانشطة الاجتماعية ودعم قضايا الطفل.
– كيف تصفين المرأة العربية؟ وما هو الدور الذي نجحت فيه أكثر، في المنزل، في السياسة أم في العمل؟
ـ المرأة العربية لديها قدرة كبيرة على العطاء، وأثبتت نجاحها في المجالات كلها على صعيد الأسرة والعمل والإنتاج، واستطاعت أن تخوض مجالات عديدة، لكن لا يزال الطريق أمامها طويلاً.
– ما دمنا نقول إن المرأة ناجحة بهذا القدر، لماذا لا زالت مهمّشة وتحارب؟
ـ المرأة مرآة لنهضة المجتمع الذي تعيش فيه.. وستظل المرأة تدفع ضريبة الثقافة الذكورية البالية في بلدان كثيرة حول العالم، وهذه الثقافة سبب تهميشها ومحاربتها، لكن التأثير يحلّ على المجتمع بأسره لأنها أم وزوجة وموظفة وعاملة وربة بيت ومعيلة… إلخ.
– كيف تنظرين كامرأة عربية الى المرأة الغربية؟ ما هي نقاط ضعفها ونقاط قوتها؟
ـ لا أميل للمقارنة، فلكل مجتمع ثقافته وعاداته وتقاليده وخصوصيته، فإذا كانت المرأة في الغرب تفخر بحريتها وحضارتها وتطورها، لا يجب أن ننسى أن العرب هم أصل الحضارة، وما لدينا من قيم وعادات ثوابت يحق لنا أن نفخر بها.
لنقتدِ بتاريخنا
_ أين يجب أن تقتدي المرأة العربية بنظيرتها الغربية؟
_ الاقتداء يجب أن يكون في القيم والمبادئ والمثل مثل قيم العمل والحرية والعطاء والتفاني، وهي موجودة في تاريخنا وحضارتنا، وإن اقتدينا علينا أن نقتدي بتاريخنا.
– نعود الى الفن التشكيلي الذي تميزت به، ماذا يمثل لك؟
الفن التشكيلي هو الحلم، الحياة، وزهو رسائلي إلى العالم. أنا اعتز بعملي بالفن التشكيلي، وكل عمل أرى فيه نفسي.
ـ لوحاتك التشكيلية مختلفة عن كل ما يُقدَّم اليوم ما الذي يميز لوحتك؟
أنا من محبي التميز في حياتي، لذلك ارتأيت أن يكون لي أسلوبي الخاص عبر تخصصي في رسم رؤساء العالم، وأيضاً بتوظيفي للخط العربي في خلفية أي شخصية أقوم برسمها، ومعارضي ليست معارض روتينية، بل تختلف اختلافاً كلياً عن الأعمال المتعارف عليها.
– تم اختيارك من بين أنجح عشر سيدات أعمال في العالم من قبل مجلة “ why not” الأميركية. ..بماذا تصفين هذا النجاح… ومن له الفضل في ذلك؟
ـ نجاح أفخر به، ويحتاج أن أحافظ عليه، وليس هناك من فضل إلا لله سبحانه وتعالى أن وفقني في ما حققت.
– بحصولك على لقب «موناليزا العرب» ما شعورك؟
– أي وصف أو لقب يُضاف إلى عشرات الألقاب التي أطلقت عليّ يسعدني من دون شك.
– أين تجدين نفسك اليوم أكثر في الهندسة، الأعمال أم الرسم أو الإعلان..؟
أرى نفسي في كل عمل فني، في الهندسة لأنها دراستي والرسم عالمي، وهما جزآن لا يتجزأن مني. أما الإعلان فهو أيضا فن من نوع آخر.
-هل لك طقوس خاصة؟ ربما في الرسم أو في غيره؟
لي طقوسي الخاصة في معظم نواحي حياتي، بخاصة في الرسم وبعض الأشخاص المقربين مني لا يستطيعون أن يفهموا طريقة تفكيري بسهولة.
– من خلال فن اللوحة ما هي رسالتك التي تحاولين إيصالها؟
ـ ليس هناك رسالة مطلقة، فلكل لوحة وعمل رسالة ما، أحاول أن أعبّر عنها.
كثر ندموا على مسخ ملامحهم
– ما تعليقك حول ظاهرة عمليات تجميل النجمات في مجتمعنا العربي؟
لا أمانعها إذا كانت للعلاج، بينما من يفعلها تنقصه الثقة بنفسه. وعمليات التجميل منتشرة في العالم كله، وهي بشكل عام أصبحت «هوساً» أو «صرعة». وأنا لست ضدها إن كانت تحل مشكلة ما لدى الشخص، لكن لا يجب أن تتحوّل موضة أو هاجساً أو أن تصبح سبباً للتشويه المبكر، وليس للتجميل. هناك كثيرون وكثيرات يندمون الآن على ما فعلوا بأنفسهم، ومسخوا ملامحهم منذ وقت مبكر.
– عالم التجميل والماكياج ماذا يعني للسيدة سمر الشامسي؟
لا أحبّذ المكياج بشكل كبير، بل أحب البساطة في الماكياج ولا أبالغ فيه. فلسفة الماكياج هي «التجميل» وليس مجرد الإفراط في وضع المساحيق، ولكل أنثى أن تختار ما يليق بشكلها وملامحها من ماكياج واكسسوارات وملابس.
– كيف تهتمين بشكلك؟ وهل تهتمين بالأزياء والموضة؟
_ الاهتمام بالشكل والملابس والأزياء والموضة ثقافة، لأن المظهر مكوّن مهم من مكونات الشخصية، وعلى كل شخص أن يختار تلك المكونات وفق ثقافته، لكنني أميل إلى البساطة، وأهتم بالأناقة من دون شك.
– هل نستطيع أن نقول إن الشهرة والعمل والنجاح هم من ارتكبوا خطف سمر من الزواج؟
لا أظن.. فالإنسان الناجح يستطيع أن يتكيّف ويتوافق ويوازن بين جوانب حياته كلها.
– بماذا تحبين أن تصفي نفسك..وأن يصفك جمهورك؟
ليس من المعقول أو اللياقة أن أصف نفسي، ويكفي ما يطلق عليّ من ألقاب وصفات.
– ما هي تمنياتك على الصعيد الشخصي.. والمهني؟
ـ أتمنى أن أقدّم المزيد من الأعمال وأحقق الكثير من النجاح.
– من هو مثلك الأعلى في الحياة..؟
مثلي الأعلى هي أمّي.
– مَن الفنان الأفضل لديك؟
ليس لديّ الوقت الكافي لسماع الأغاني، ولكن عندما أسمع أفضّل الأغاني القديمة، ولأكثر من فنان وأحياناً تكون هناك أغنية ما استمع لها بشكل متكرر مثل ring my bells
– أين ينتهي طموح الفنانة سمر الشامسي؟
الطموح والحلم، لا ينتهيان ما دمنا نتنفس الحياة، ليس هناك مدة صلاحية لانتهاء الطموح.
حوار: محمد وليد الحاجم