مذكرة طفل عربي قبل العيد
تاريخ النشر: 14/08/13 | 2:01
ذهبت تبحث عن بقايا دمية داخل الركام , لقد ضاعت من بين يديها لعبتها الصغيرة , لقد تاهت طفولتها في زمن اجتياح الصمت للكلام , واجتاح مكان الرأفة حد الحسام , وكلمة حق عند امير جائر ولجت مع ذرات الغبار وتاهت في دهاليز الحطام , ردائها رث مرقع بألوان تحسبه للوهلة الاولى انها الوان الخريطة ألعربية وممزق اطرافه كتمزق ذلك الرأي العربي وتلك الخريطة . نبتت على زواياه نبتة الأمل كانت تسير الهوينى على اطراف ما تبقى من حيها ذلك الحي المضرج بالآلام , وصلت الى ركن بيتها المهدم الذي لم يبق منه سوى نصف عامود فتظللت تحته واتكأت عليه فقد اشتاقت إليه , أخذها النوم لبرهة فقامت منه مرتجفة فلم يعد هنالك احلام تحلم بها , لقد طغت عليها كوابيس لعينة ودوي الانفجارات قد نقش في مسمعها , رمقت من تحت ذلك العامود سراب لأشلاء دمية , مدت يدها برجفة لم تعهدها من قبل فلمست شعر دميتها. والدموع تفترش عيناها بغبطة وحزن في أن واحد , سحبتها من تحت الانقاض فلم يخرج سوى الرأس أما بقية الجسم لقد ذهب مع الذين ذهبوا ولن يعودا . راحت ترقص فرحا لذلك الامل الا هو نهد الطفولة .بهاء في عيناها وفرحة عارمة اغتمرتها , فلم يذهب تعبها سدى بالبحث عن طفولتها المشردة ولن تعود لمخيمها بخفي حنين لتتباهى بتلك اللعبة أمام ما تبقى من رفاقها .
عاودت أدراجها للمخيم , التي تعيش فيه مع افراد عائلتها ,في مخيم الشقاء والبؤس ,تقطن مع امها وأخيها الذي أصبح وحيدا بين فتيان العائلة , وعلى طريق المنون صادفت جسم قنبلة فاخذتها والصقت القنبلة لراس اللعبة .لقد احست انها برأس تلك الدمية ما زالت طفلة , ان رائحة الطفولة أثارت مشاعرها الجياشة فما زالت تلك الخصال فيها متشبثة كتعلق ذلك العامود بجذور المنزل .اطفال يلعبون بالقنابل فالعيد جاء فهو فرض السماء .لعبة اليوم ما عادت كسابقاتها واللعب بالقنابل اضحى عاديا . ان التجريد من الطفولة هو الموت بعينه والدخول إلى دائرة الصراع لا هروب منه ولا فرار.قصة الطفل العربي المستباح من كلمة طفولة وتشبه بكلمة مشرد باتت كقصة الامس تداول بالصحف والتلفاز , ونشر ذلك الخبر يمر عليه المذيع مر الكرام , فلا اكتراث له وخاصة اخبار التلفاز الذي يبثه ذوي القربى .الطفل العربي , صورة مصغرة من حرم الطفولة العربي خصوصا والعالمي عموما , الطفولة البريئة المسلوب براءتها وحقها في الابتسام وتذوق طعم الحياة الطبيعي, تلك البراءة وذلك الطهر الذي افترسته غيلان الظلام وقطع أوصاله الصغيرة الصمت الدولي . اصبحت افئدة الاطفال قبر كبير, اتسع للألم والحزن والدموع , اما صيحاتهم فهو الوخز في قلوبهم هي ليست الا مجرد شكوى ضائعة في عالم قاس .عيون الاطفال تنزف بوابل من الدموع . تستفيق عيونهم الطاهرة كل صباح على لون الدم والدمار ومشاهد الموت ولا تغمض الا على صور المذابح والمجازر, وأطفأ الموت نور الحياة وجمالها في قلوبهم البريئة.
الطفل العربي وعودت العيد وبأي حال عدت يا عيد , لقد بحثوا عنك بين الزهور فلم يجدوك , واقلبوا الصخور ولم يجدوك. لقد خلعوا اعمارهم وراء الدمار ولبسوا الاسود اذا وجدوه , حفاة يمشون على طريق الشوك وسبيل المنايا في كل زاوية ينتظرهم.
أيْنَ العيدْ ؟؟؟؟؟؟؟
لَوْحة َثكْلى ……….
َتبْكي حِكاية قَيْسٍ بليلى ….َ
الوَفاءُ َصدْر يَتيمها …..
العَجْزُ قَصيد ….
َترْتَجي ظِلَ زوْجِها …
َقدْ باتَ الهَمُ هَمَها …َ
أيْنَ العيد ؟؟؟
أنْفاسهُ عِبْقٌ إنْ عَبَرْ ….
مِكْيالُ البِلادِ لِيَدِهِ إنْهَمَرْ ….
ُتؤَذِن في مَقْدَمهِ المَجيدْ …
أيِْنَ العيد ؟؟؟
يَتيمٌ َيبْكي ويَضْحَكْ ….
أمهُ َتلْبَسُ اللَيْلَكَ ….
َفقيرٌ تاهَ بِهلالِ العيدْ … َ
فأيْنَ العيدْ ؟؟ أيْنَ العيدْ ؟؟
كلام حلو