في ديسمبر يزهر الربيع

كيف لهم ان يدعون ان في ديسمبر تموت الاحلام وان ديسمبر شهر النهايات وهو الشهر الذي حول مجرى الطبيعه وبدل الشتاء ربيع ففيه يولد الحب ويتجدد وفيه تبدا اجمل مصادفه واطهر حب فاجمل حب هو الذي يطرق بابك صدفة دون ان تنتظره ففيه التقينا مصادفه لكن كانت هذه مصادفه مختلفه كانت تحمل دهشة اللقاء الاول الذي يترك انطباعا اوليا جذابا في قلبك انطباعا يبدل كل شيء فيك لتسير الامور لصالح تلك المصادفه التي تبدو للوهلة الاولى عاديه فتكتشف مع الوقت انها بيست عابره انها ذالك النوع الذي يجعل عينيك تلمعان واحساس كبير ينمو في قلبك المضطرب
في ذالك المساء اخفيت ابتسامة لم تظهر على وجهي فعوضها قلبي بخفقان شديد لم اعرف سره عندما التقت عيناي باجمل العيون وابتسامته التي التي اخترقت جدران القلب دون استئذان فالاقدار تسرق من افواهنا توقعات لتدونها كاحداث مستقبليه.
واندهش بعد اشهر من هذا اللقاء خلال بحث عشوائي عن صور لتلك الامسيه بوجود صوره لنا وذالك الشخص يجلس بجانبنا دون ان انتبه له وقتها او الحظه حتى ومر على ذالك وقت طويل ونسيت انا امره وبنفس التاريخ من السنه التاليه تشاء الصدفه ان التقيه مره اخرى واعود بذاكرتي سنه للوراء واذ بها نفس الابتسامه التي اجتاحت قلبي ونفس النظره التي ما زالت عالقه بين جفوني فعرفت وقتها ان هذه الصدف لم يضعها القدر امامي لاتعثر بها عبثا واكتشفت حينها ان ما الحياة الا مجموعة متشابهات تجمعها قصه واحده بتفاصيل مختلفه دخلت كهف الصمت لابحث عن اسرار ديسمبر هذا الشهر الذي يخبأ لي في كل سنه اجمل مفاجآته
مر عام على لقاءنا الاول حيث كنا فيه غرباء وها نحن نلتقي مجددا غرباء وننتهي باجمل واقدس واطهر حب ما زال خالدا في قلبي وسيظل خالدا الى الابد.
في ديسمبر ازهرت ارض الصحراء وتوردت الازهار باجمل الالوان ولبست الاشجار اوراقا خضراء خضراء رغم خريفها القاسي وعزفت الطيور اعذب الالحان
بت ارى العالم كله في شخص واحد واصبح هو عالمي الذي اكتفي به وهو الخيط الذي يربطني بالحياة بات القلب لا ينبض الا باسمه والعين لا ترى سواه والاذن لا تسمع الا صوته لقد فقدت حواسي احساسها بكل شيء الا به وسكنت عالمه واسكنته قلبي الذي بات يحيا به وينبض من اجله ويخاف عليه كما لو كان نبضه من نبضاته يخاف ان يفقدها والروح تطلبه كما تطلب الحياة وشاءت الاقدار ان يموت القلب وتموت الضحكات والابتسامات ويهجر الربيع الفصول وينقطع الخيط الذي كان يربطني بالحياة وما ان انقطع حتى فقدت الرغبه بالحياة والعيش وفقدت القدره على التنفس والاستيقاظ فالعالم بدونه شاسع الوحده عميق البروده زمنه بطيءجدا فاكتشفت اني اسيرة له ولا يمكنني التحرر منه ومريضة به ليس لي القدره على الشفاء منه اسكنه كما لو كان وطني ولا يمكنني الرحيل منه شعرت كانني احتاج لان انتزع الجزء المتعلق به من ذاكرتي ان انتزعه من تاريخي وفشلت لانه خالد في داخلي يضم روحي ويبقيها ناطقه وكانت تمر ايام الذكرى بمراره وحزن والم وباتت ساعاتي الحالكه تطول وتطول وفجري الذي انتظره لا يزال بعيدا لا الظلمة خفت ولا بصيص النور لاح واصبحت اشتاقه حد الجنون ففي ديسمبر تكمن اجمل ذكرياتي التي تشحن ذاكرتي بكل ما هو جميل فاغلى احلامي ولدت في ديسمبر لكن قلبي يئن عتبا فقد قطع تذكرة الذهاب بلا عوده وكانت اغلى امنياتي ان اراه لدقائق وكلما الح علي الحنين ذهبت الي حيث كنت القاه اقف منتظره معجزة من الله ان القاه هناك خائبة كل آمالي هاربة الدموع من عيني شوقا ولوعة لكنني كالعنقاء هذا الطائر الذي كلما مات احترق ويخرج من رماده عنقاء جديد وهكذا انا كلما شعرت ان الحياة قتلتني استعدت قوتي من جديد وانبعث من رمادي لاكون اصلب واقوى فالحب حاله لا منطقيه يعطينا الحياة بلحظه ويميتنا باخرى الا هو لا يموت فالحب الحقيقي هو الذي يجعلنا نبتسم على الرغم منا مهما كانت ذكراه قاسيه وحزينه احسست ان الكتابه هي اعتراف صامت لحبي له لاني كنت اضعف من اقبل واقع غيابه وها هو يطل علي صباح ديسمبر الاول ويولد بداخلي ذالك الشعور بان الشمس لا بد ان تشرق وتبدد الغيوم
والازهار لا بد ان تزهر وتزين الاراضي القاحله والعصافير ستبدد صوت البرق والرعد وتعزف اجمل الانغام وستعزف الطبيعه اجمل الالحان معلنة قانونا طبيعيا جديدا في ديسمبر وتعاود شمس صباحي بالاشراق من جديد وبهجة الربيع تتالق ثانية في ديسمبر ويصبح قانون الطبيعه الجديد ان في ديسمبر يزهر الربيع.

انا الحياة