كلية السحرة الوحيدة في العالم

ربما تفتقر تلك الكلية الوحيدة للسحر في العالم، التي تشغل مبنى واسعا وقديما من طابقين في ضاحية كليرمونت بكيب تاون، إلى عصى المكانس الطويلة الطائرة لهاري بوتر. لكنها مع ذلك تخلق مناخ مدرسة هوجوارتس للسحر والسحرة.
يتجمع عشرات الاطفال في الكلية كل أسبوع ليتعلموا السحر. ومنذ عام 1980 تخرج أكثر من 1000 طالب يحملون دبلوما من الكلية التي يمولها جزئيا ساحرا لاس فيجاس الشهيران سيجفريد وروي.
حصل طالبان بالسنة النهائية أخيرا على الجائزتين الاولى والثانية في مؤتمر السحر العالمي في لاس فيجاس، كما يحظى عدد من الطلاب السابقين باحترام كبير في عالم السحر على مستوى العالم.
يتجمع الطلاب الصغار من سحرة المستقبل في ردهات الكلية في واحد من أيام السبت، وقد ارتدى كل منهم القميص ذي اللونين الابيض والاسود يتدلى منه رباط العنق وفوقه صديري وجاكيت، حيث يطلب من كل منهم “إحضار بطاقة”.
يدق الجرس إيذانا ببدء الدروس في خفة اليد والايهام والحيل والتقليد والتهريج.
يقول الساحر والمحاضر ديفيد جور مؤسس الكلية لطلاب الصف الاول من الصبية الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والرابعة عشر “اليوم سنتعلم كيف نجعل البطاقات تتطاير في الهواء”.
يراقب الاطفال يداه بدقة ويتابعوا تعليقاته الطريفة تلك التي سيلقون مثلها أمام مشاهديهم وهم يقومون بأداء الحيل المختلفة.
تختفي قطع معدنية وتتطاير أحزمة مرنة في الهواء وتثير أوراق اللعب الطائرة إعجاب وآهات المشاهدين.
تتفجر موهبة كل طفل ويصبح له أسلوبه الخاص المميز.
في حجرة أخرى يحلل الطلاب الاكبر سنا سيكولوجية السحر والاداء وأهمية التعبير وأسلوب وتقنيات بعض من انجح الاسماء في تلك الصناعة على مستوى العالم مثل ديفيد كوبرفيلد وديفيد بلين وهاري هوديني وبول دانيلز وديفيد بيرجلاس.
وكان كوبرفيلد زار المدرسة أواخر التسعينات. كما يلقى المشاهير من السحرة من جميع أنحاء العالم محاضرات ويقيمون ندوات في الكلية.
يقول المحاضر لهم “عندما تتصرف بشكل عادي وطبيعي فأن المشاهدين لن يستغربوا أبدا حتى لو أخرجت نمرا أبيض من جيبك الخلفي”.