جامعة السلطان محمد الفاتح مسحة عطاء متجدد

تاريخ النشر: 26/01/16 | 11:11

تلتهب مشاعرك شوقا لأيام كان فيها العلم رائد النهضة والصحوة، وتقتحمك ذكريات الأمس وأنت تتجول في رحاب جامعة من أكثر جامعات العالم ندرة في موقعها وتاريخها ومميزاتها وبساطتها الآسرة، لتمر عليك الذكريات في فضاء جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية الخاصة في قلب اسطنبول فتنفخ فيك روح الماضي وعبق التاريخ ونقاء العلم.

في مبناها القديم، وبنفس ميزات العلم الذي تعارف عليه العلماء في العهد العثماني، تمد كلية العلوم الإسلامية أشرعتها لتستوعب طلبة العلم من كل أنحاء المعمورة، فتجد الأستاذ العراقي يدرس الطالب الماليزي، والطالب الإريتيري يتتلمذ على يد العالم السوري، وتمتع ناظريك بمشهد سفراء العلم وهم يجتمعون في فناء الجامعة التاريخي ينهلون من معين العلم في جو من الهدوء يأخذك بعيداً عن ضوضاء اسطنبول المزدحمة.

البروفيسور أحمد طوران أرسلان، الذي يقود دفة السفينة في هذه الكلية، علم من أعلام تركيا بفضل خبرته التخصصية، وشخصيته اللبقة، وعلمه الوفير، وهو إنسان ومعلم وعالم، ومن الذين يعملون بصمت لإنشاء جيل عربي تركي يفهم دينه وحياته وعالم العصر الحديث كما كانت المعاهد العلمية في القدم تتفاعل مع الطالب لصناعته إنساناً منتجاً في مجتمعه.

وبوجود مثل هذه المعاقل العلمية في زماننا، وتوجيهها لمنح الطلبة العرب والأتراك فرصة العمل باللغة العربية في بيئة عثمانية الطابع والهوية، يمكن لنا أن نلمس حجم الجهد المبذول من إدارة الكلية في ترسيخ مفاهيم العلم وقيمه الجامعة، والمناهج الدراسية التي تحاول التوأمة بين الماضي والحاضر في موئل علمي يقدم للطلبة الفرص المميزة في العلم التخصصي والعطاء مع نخبة النخبة.

وكأكاديمي حاضرت لسنوات في هذه الجامعة العريقة، أجد لزاماً علي أن أعرج عليها في الإعلام لأعرف بها كقلعة معرفية، وحصن للعلوم والمعارف، فالتخصصات الموجودة فيها، والكادر التدريسي الذي يتم انتقاؤه بعناية فائقة، والظروف التعليمية، جعلت من هذه الجامعة ببنائها القديم، وحالة العلم العصري فيها حالة من حالات التميز في اسطنبول برمتها.

د. نزار نبيل الحرباوي

1

2

3

4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة