المسجد الأقصى يمرّ بمرحلة مفصلية تستوجب العمل على إنقاذه من الاحتلال الاسرائيلي

تاريخ النشر: 20/08/13 | 0:38

يوافق يوم الأربعاء 21/8/2013م الذكرى الـ 44 لجريمة إحراق المسجد الاقصى، التي دبّرها الاحتلال الاسرائيلي ونفذها مايكل دينس روهان، والتي أدت الى تدمير واسع في ابنية الجامع القبلي المسقوف وبالأخص المنبر التاريخي المعروف باسم منبر صلاح الدين الأيوبي، الأمر الذي حمل رمزية واضحة، واستهداف لمعاني التحرير مقابل الاحتلال، وكان لهذا الحريق دلائل واسعة أن الاحتلال الاسرائيلي لم ولن يكتفي باحتلال اولى القبلتين وثاني المسجدين، بل يسعى الى تدميره ومحاولة تحقيق أسطورة الهيكل المزعوم .

في الذكرى الـ 44 لإحراق الأقصى، بات واضحاً ان المسجد الاقصى يمرّ بمرحلة مفصلية ويواجه مخاطر متصاعدة ومركّبة، عنوانها فرض أمر واقع جديد في المسجد الاقصى ومحيطه، تأسيساً لتنفيذ مخطط تقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود، ثم الانتقال بمرحلية متسارعة لبناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى، نعم فالاقصى اليوم يواجه مشاريع التهويد داخل وخارج الأقصى، مشاريع تنفذ بمنهجية، وأخرى قيد التنفيذ ، بل ان المخططات التي كان الاحتلال ينوي تنفيذها خلال عشرات السنين، استخرجت على عجل من الدرج، وهي في مراحل التهيئة والتجهيز للتنفيذ، ان لم تتدارك الأمة جمعاء الموقف، وتتخذ من الاجراءات والممارسات والمواقف العاجلة والجادة والحاسمة التي تكوّن طوق نجاة وإنقاذ للمسجد الاقصى، ملامح الوضع في المسجد الاقصى في الذكرى الـ 44 لإحراق الاقصى، هو صراع في أشده على هوية المسجد الاقصى الاسلامية، ومحاولة تهويده بأسرع وأخبث الوسائل.

في هذه المرحلة المفصلية التي يمر فيه الأقصى الأسير والحريق ، تتركز المخاطر حول ثلاثة محاور لها تفصيلاتها وتفريعاتها الكثيرة التي يصلح كل منها ان يشكل عنواناً بارزاً لهذه المخاطر، اما المحور الأول فهو مخطط التقسيم، الذي تندرج تحته ممارسات الاحتلال الى تفعيل اقتحامات ممنهجة للمسجد الاقصى وتدنيسه، كخطوة عملية اولى في مخطط التقسيم، ويتفرع عن هذا المحور اقتراح شرعنة الاقتحامات والبناء عليها لتمرير اقتراح قانون لتقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا وتشريع الصلوات اليهودية التوراتية التلمودية، يتفرع عنها بناء كنيس يهودي على أجزاء من الاقصى، يشكل مع مرور الوقت ركيزة لبناء هيكل مزعوم، ومما لا شك فيه ان الاحتلال وضمن هذا المخطط يحاول رفع القدسية عن كامل مساحة المسجد الاقصى، وتحويل أغلبها الى ساحات عامة ، وما الاقتحامات الجماعية وتدنيس عشرات آلاف السياح الأجانب للاقصى بممارسات غير لائقة فيه، الاّ جزء من هذا المخطط.

المحور الثاني هو الحفريات الاسرائيلية أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه الملاصق، فقد بتنا اليوم أمام شبكة مخيفة من الأنفاق التي حفرها ويحفرها الاحتلال الاسرائيلي، والتي وصل اليوم مجموع طولها الى نحو 3000 متراً، تبدأ من أواسط بلدة سلوان جنوباً ،وتمر أسفل الاقصى وتصل الى منطقة باب العامود شمالاً، هذا طولاً، أما عمقاً فإن الاحتلال نفسه اعترف انه وصل بحفرياته الى أعماق أساسات المسجد الاقصى، ناهيك عن الحفريات في مستوى الارض ، هذه الحفريات بمجملها تهدد سلامة ابنية المسجد الاقصى، وما حصل من انهيارات في ساحاته ( انهيار في المنطقة المجاورة لسبيل قايتباي ، او تشققات في ارضية المصلى المرواني وأعمدته، على سبيل المثال)، وتشققات متفرقة في بعض جدرانه ( تشققات في الجدار الجنوبي اسفل الزاوية الخنثنية، وتشققات في الجدار الغربي جهة حائط البراق، على سبيل المثال، حيث قامت دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس بترميمها وإصلاحها)، هذه التشققات والانهيارات دليل على هذا الخطر، ثم ان الاحتلال من خلال حفرياته يدمر الآثار الاسلامية والعربية العريقة ويطمسها، ويحاول استبدالها بادعاءات باطلة عن موجودات أثرية عبرية.

ويشكل تهويد المحيط الملاصق والمجاور للمسجد الاقصى المحور الثالث ، وفي مقدمته المشروع الشامل لتهويد منطقة البراق، غربي وجنوب الاقصى، وعن هذا المحور يتفرع تطويق الاقصى بنحو 100 كنيس ومدرسة دينية يهودية ، والشروع والتخطيط ببناء ثمانية أبنية عملاقة حول الاقصى تحت عنوان مرافق الهيكل المزعوم، منها "بيت شطراوس"، وكذلك المسارات والحدائق التوراتية والتلمودية ومطاهر الهيكل المزعوم، وعن هذا المحور يتفرع مشاريع الاستيطان حول الاقصى في البلدة القديمة بالقدس وجوارها القريب ثم الأبعد والأبعد، ويندرج تحت مشروع الاستيطان عزل الاقصى بكل السبل عن محيطه الفلسطيني الأوسع، مما قد يساعد بحسب حسابات الاحتلال على تنفيذ مخططاته بصورة أيسر وأسرع.

في الذكرى الـ 44 لجريمة إحراق الاقصى، ومع كل تعقيدات المرحلة التي يمر بها الحاضر الاسلامي والعربي والفلسطيني، نؤكد للاحتلال الاسرائيلي ان المسجد الاقصى هو آية في كتاب الله، وهو جزء من مكونات عقيدة الامة الاسلامية ، وان علاقتها بالاقصى هي علاقة عقدية تعبدية ، وعلاقة حضارية وتاريخية، لا يمكن بحال من الحال تغييرها أو تغييبها، حبّ المسجد الاقصى وتعلق أكثر من مليار ونصف مليار مسلم بهذا المسجد الاقصى وحقهم الخالص والأوحد به ، سيكون ان شاء الله تعالى الرافعة والبوصلة الدائمة لإنقاذ وتحرير المسجد الاقصى من براثن الاحتلال، فهذا الاحتلال الى زوال، بل الى زوال قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة