النائب صرصور : " سامحك الله يا سيادة المطران عطا الله حنا "
تاريخ النشر: 20/08/13 | 0:57عَبَّرَ النائب الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، عن حزنه الشديد من تصريحات المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في القدس الشريف ، حول ما يجري في مصر ، معتبرا : " عدم إتيان تصريحات سيادته على أية إشارة إلى آلاف الضحايا الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب المسالمين ، الذين سقوا وما زالوا يسقطون في ميادين مصر وشوارعها على يد عصابات السيسي الانقلابية المجرمة ، سقطة أخلاقية ما كان لقامة كسيادة المطران أن يقع فيها مهما كانت الأسباب . " …
وقال : " ليس من عادتي توجيه النقد لشخصيات تحظى لدي باحترام خاص كسيادة المطران حنا ، لذا لم أعلق على تصريحات سيادته الداعمة لنظام الأسد منذ تفجر الأزمة السورية التي قتل فيها النظام البعثي الاستبدادي المجرم حتى الآن أكثر من مائة ألف من السوريين المدنيين الأبرياء ، إضافة إلى تنفيذه سياسة طائفية تهدف إلى تحويل سوريا إلى كومة من الأنقاض ، وقلت في نفسي : هذا رأيه ، وأنا احترم رأيه مهما كان مخالفا لرأيي ، على اعتبار أن الشأن السوري قد انقسمت شعوبنا في الحكم له أو عليه لشدة تعقيده . لكني – وللحقيقة – صدمت كثيرا حتى أعماق روحي حينما قرأت تصريحه بخصوص مذابح السيسي في مصر ، والتي كشفت جانبا ما كنت أتمنى لسيادته أن يقع في مستنقعه ، وهو على ما هو عليه من المكانة الدينية والوطنية التي من المفروض أن تكون جامعة لأسباب كثيرة من بين أهمها كونه قيادة مسيحية مشرقية يجب أن تفكر كثيرا قبل الخوض في قضايا لها صبغتها الإسلامية المحضة . " ..
وأضاف : " لقد وضع سيادة المطران نفسه بتصريحاته هذه في خندق واحد مع الطغمة العسكرية المجرمة في مصر والتي سطت على الحكم وألغت بجرة قلم إرادة الشعب المصري الذي خرج ليمارس حقه في انتخاب مؤسسات دولته الحديثة في انتخابات حرة شهد لها العالم ، والأولى بعد مئات السنين من الحكم الدكتاتوري المستبد ، وكذا في خندق حلفائه من فسدة التيارات العلمانية والليبرالية الاستئصالية ( وهنا أنا أفرق بيت هؤلاء وبين العلمانيين المتنورين الذين يقفون في خندق واحد مع الشعب المصري ضد الانقلاب ) ، اللذين يذبحون شعبنا المسلم في مصر خدمة لأمريكا وإسرائيل ، ويدمرون مشروع هذا الشعب الذي يتوق للحرية والعدالة والكرامة التي بدأ يعيش بداياتها بعد ثورة ال -25 من يناير 2011 . الحقُّ والحَقَّ أقول أنني حاولت قبل أن أمسك بقلمي للكتابة ، أن أجد لسيادة المطران عذرا فلم أجد … أعدت قراءة البيان مرات ومرات لعلي أجد ما اعذره به فلم أجد لذلك سبيلا … " …
وأشار : " من الذي يعنيهم سيادة المطران ب ( أعداء الأمة العربية الذين يريدون إرجاع مشرقنا العربي بأصالته وإنسانيته وحضارته إلى عصور ما قبل الجاهلية إذ يمعنون في مخططاتهم الإرهابية العنصرية أللاإنسانية الهادفة إلى تخريب مجتمعاتنا العربية ونسف قيم الوحدة الوطنية والتآخي الديني بين مكونات امتنا العربية الواحدة. إن أولئك الذين يحرقون الكنائس في مصر ويعتدون على الأماكن العامة والخاصة هم ذاتهم الذين يسعون إلى تدمير سوريا ويستهدفون دور العبادة ورجال الدين وهم ذاتهم الذين يستهدفون العراق وغيرها من الدول العربية ) ؟؟؟ أيعني بهم الإسلاميين في مصر وملايين المصريين من كافة أطياف الشعب المصري بما فيهم المسيحيين الشرفاء ، الذين خرجوا دفاعا ليس عن الدكتور مرسي الرئيس الشرعي لمصر فقط ، ولكن عن مصر وأجيالها ومستقبلها من أن تغتاله يد العسكر وحلفائه من الفاشلين الذي نَحَّاهم الشعب المصري عن تسلم أية مهمة في الدولة الجديدة ، وذلك خلال خمسة استحقاقات انتخابية منذ مارس 2011 وحتى يونيو 2013 ( المصادقة على الاستفتاء ) . ماذا الذي يقصده بالربط بين مصر وسوريا والعراق ؟ ولماذا خلط الأوراق بهذه الطريقة المريبة ؟ أوَلا يضع نفسه بذلك في خندق واحد مع جزاري الشعوب العربية والعابثين بأمنها والحاقدين على شعوبها الرافضة للاستبداد تحت أي عنوان أو لافتة ؟ أولا يلتقي سيادته بهذا الكلام مع حكام السعودية والإمارات والكويت الطغاة الذين سطوا على مقدرات الأمة واستبدوا بحكمها يديرون شأنها بالحديد والنار ، لا يُسألون عما يفعلون ، وسرقوا ثرواتها حتى أصبحت ملكا خالصا لهم ؟ لماذا يقف ضدهم في دعم الثورة السورية ، ثم يغض الطرف عنهم هنا وهم يدعمون الانقلاب الدموي ؟ أخَفِيَ على سيادته – وهو الذكي الأريب – ما تَكَشَّفَ بعد ثورة يناير في مصر من تآمر أجهزة دولة مبارك العسكرية على الشعب المصري ، وحرصه على الوقيعة بين طوائفه وذلك عن طريق إطلاق بلطجيته المدربين لحرق الكنائس بهدف إشعال الفتنة ، ولضمان وقوف المسيحيين إلى جانبه في مواجهة من اعتبرهم مبارك ونظامه التهديد لاستمرار حكمة وخطط التوريث التي عكفت على ترتيبها عصابته الحاكمة ؟ أعجز سيادة المطران حنا أن يرى الإسلاميين يحيطون بالكناس في أنحاء مصر ليحموها من بلطجية الانقلابيين الذين ثبت أنهم وراء حرق الكنائس في مصر ؟ ألم يتناهى إلى سمعه خروج أكثر من كاهن في أكثر من كنيسة على شاشات التلفزة ليعلن أن الإخوان المسلمين هم من يحمون الكنائس من بلطجية العسكر ؟؟؟ " …
وأكد الشيخ صرصور : " من الذي يذبح الوحدة الوطنية أيها المطران العاقل ، الإخوان المسلمون وملايين المؤيدين للديمقراطية في مصر الذين يتظاهرون بسلمية أسطورية ، ويواجهون الرصاص بصدور عارية ، يضحون بأرواحهم وبأرواح أولادهم في سبيل حرية الشعب وحقه في حكم نفسه بعيدا عن هيمنة العسكر الذين جَرُّوا على مصر الويلات والتخلف على مدى عقود طويلة ؟؟ ما الذي تتوقعه أيها المطران الموقر ، حتى ترضى عن آلاف الضحايا الأبرياء الذي غطت دماؤهم الطاهرة شوارع وميادين مصر وقاعات مساجدها ؟؟ أتتوقع أن يستسلموا لانقلاب العسكر ، وأن يساهموا في عودة مصر إلى عهود ظلام الاستبداد العسكري بعد أن ثار الشعب ضده ونجح في إسقاطه ؟ أبُشِّرُكَ يا صديقي أن هذا ليس من ديننا ولا عقيدتنا ولا فهمنا في شيئ … قالها المرشد العام للإخوان المسلمين : ( سِلْمِيَّتُنا أقوى من رصاصهم ) .. هل أنت مستعد أن تفهم قاعدة هي من صلب شريعتنا وسياستنا : هيهات منا الذلة ؟؟!! لماذا تتناسى يا سيادة المطران حقيقة أن الأمم الحرة ضحت بالملايين من أبنائها في سبيل حريتها ؟ فلماذا حينما تقوم أغلبية الشعب المصري وعلى رأسهم الإسلاميون ، بواجبها تجاه حماية حريتها ورفضها للانقلاب ، لا تجد غضاضة في الوقوف تصريحا أو تلميحا إلى جانب السيسي الجلاد المجرم الذي يذبح الآلاف بعدما ذبح الديمقراطية الوليدة في مصر ، وتشيح بوجهك عن الضحية التي تشخب أوداجها دَمًا تدعو على ظالمها ؟ من الذي يمارس العنف والقتل باسم الدين يا سيادة المطران في مصر ؟ ولماذا لم يستحق آلاف الضحايا الأبرياء من المعتصمين السلميين الذي سقطوا برصاص الانقلاب العسكري المجرم وما زالوا يسقطون ، إشارة من طرفك سيادتكم ؟ أوليسوا هم أيضا ضحايا إرهاب الدولة ؟ بالله عليك يا صديقي العزيز ،لا تزج بفلسطين والقدس في معمعة ما يدور ، فما خرج الشعب المصري ضد مبارك إلا لأنه الكنز الاستراتيجي لأمريكا وإسرائيل ، وما يضحي المضحون في مصر اليوم ضد الانقلاب العسكري الفاشي إلا منعا لعودة الهيمنة الإسرائيلية ، وما نجاح الثورات العربية إلا مقدمة لتحرير فلسطين والقدس . كيف يغيب عن ذكائك أن هذه الأنظمة التي تدافعون عنها هي من خانت فلسطين وسلمتها لمغتصبيها وحاصرت غزة وما تزال ، وفرطت في دعم حق الشعب الفلسطيني إلا من فتات لا يسمن ولا يغني من جوع ؟ .. أما عن وسائل الإعلام ، فما الذي تريده يا سيادة المطران ، أن ترقص كل وسائل الإعلام على إيقاع أنظمة الإجرام والخسة التي ما أطلقت رصاصة واحدة في اتجاه إسرائيل منذ عقود طويلة ، بينما تستعمل أسلحتها الثقيلة ضد شعوبها فلا ترحم صغيرا ولا كبيرا ولا شيخا ولا امرأة ؟؟ فإذا ما وقفت وسيلة إعلام هنا أو هنالك لتكشف الوجه الآخر للمشهد وهو من صلب العمل الإعلامي ، لموازنة الكم الهائل من السم والقيئ الإعلامي الذي تضخه عشرات شبكات التفزة المؤيدة للانقلاب العسكري المجرم ،والتي تشن حرب إبادة ضد معارضي هذا الانقلاب ، انبريتم تلمزون وتغمزون .. لماذا لم تقل كلمة واحدة في حق وسائل الإعلام التي تطالب بإبادة عنصرية ضد معارضي الانقلاب في مصر وعلى رأسهم الإسلاميون المسالمون الذين رضوا بقواعد اللعبة الديمقراطية بينما انقلب عليها الآخرون ؟ " …
وخلص إلى :" ألفتُ انتباه سيادة المطران إلى قضيتين اثنتين ، وانصحه بأخذهما بعين الاعتبار . الأولى ، أن الحرب اليوم في مصر قد أعلنها العسكر القتلة والمجرمون على الإسلام والإسلاميين وعلى كل القوى الديمقراطية العلمانية الحية ، على اعتبارها التهديد لامتيازاتهم والمعوق الكبير في وجه طموحاتهم . لعل في الحرب التي أعلنها إعلام العسكر على محمد البرادعي عراب الانقلاب لمجرد انه اختلف معهم ، والتي وصلت حد الدعوة لإعدامه ، واستهداف الناطق الرسمي باسم جبهة الإنقاذ/الخراب الوطني خالد داود ، والدكتور عمرو حمزاوي ، إلا دليلا على ظلامية هذا الانقلاب .. هي حرب أساسا على الإسلام السياسي يا سيادة المطران ، وأنصحك كأخ مسيحي عزيز أن تقول فيها الحق ، أو تصمت ، كما قال نبينا عليه السلام : ( من كان يحب الله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) . الثانية ، لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن القوى الوحيدة التي تقف اليوم بشجاعة أسطورية للدفاع عن حصن الديمقراطية هي قوى الإسلام السياسي وشركاؤهم من القوى الليبرالية المتنورة ، وأنصحك أن تعترف بذلك ، وأنصحك أن تعود إلى أعظم سنة ديموقراطية عاشتها مصر في عهد الرئيس مرسي ، حيث لم يقصف قلم ، ولم يعتقل سياسي ولم تغلق فضائية رغم تجاوزها كل الحدود الحمراء في التهجم على الرئيس ، ولم يغلق جريدة رغم شنها حربا ضروسا ضد الرئيس صلت حد وصفه بالقاتل ، ولم يفتح النار على معارض متظاهر رغم ما رأيته ورأينها من إجرام المعارضة الذي وصل حد إمطار قصر الاتحادية بالمولوتوف ومحاولة قلع باب القصر بالونش الثقيل ، وحرق مقرات حزب الحرية والعدالة ومقرات الإخوان المسلمين .. الخ .. الخ … وقارن بينها وبين مدة شهر ونصف فقط من حكم الانقلابيين الإرهابيين ، من قصف للأقلام وإغلاق للشاشات والصحف ، واعتقالات المعارضين بالآلاف ، وقتل المتظاهرين والمعتصمين السلميين بالآلاف أيضا ، إضافة إلى استبداد بالحكم عن طريق مجموعة من الطراطير الذين وضعهم في الواجهة لتمرير المؤامرة على الديمقراطية من خلال دستور وقانون انتخابات تعكف على تفصيله مجموعة من الذئاب المتعطشة للانفراد بالسلطة دون القوى الحية التي انتخبها الشعب في انتخابات حرة ونزيهة . ويلكم ، كيف تحكمون ؟ أدعوك يا سيادة المطران أن تفكر في الأمر مليا ، وسأدعو الله سبحانه لك أن يهديك إلى سواء السبيل ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. "
صدقت يا شيخ وبارك الله فيك لا يجب للمسيحيين ان يبدو كراهيتهم للمسلمين وخاصة المسيحيين في هاذه البلاد انها قضيه حساسه ويجب ان نتعامل معها بحساسيه كبيره
با رك الله فيك يا شيخ كلامك جواهر وصحيح مئه بالمئه