بركة يشارك في مهرجان شفاعمرو
تاريخ النشر: 31/01/16 | 8:10من هنا من هذا المهرجان نشهر قامتنا، في وجه الدنيا، نحن الذين بقينا في هذا الوطن، كحصان محمود درويش، بقينا وحيدين كي نؤنس البيت، لأن البيوت تموت إذا غاب سكانها. نحن الذين أحدثنا في 30 آذار 1976، ثقبا في جدار الانكار والنسيان، وأطّلينا برأسنا على فضائنا، لنتكشف أمام شعبنا، أننا كشعبنا عود الند، باقون على الأرض، وباقون على العهد.
مررنا النكبة وهوانها ولم نهن. ومررنا مجزرة كفر قاسم واليد ما زالت تقاوم. ومررنا بمصادرة الارض فأنشدنا أظافرنا بما تبقى،. مررنا بشماتة حزيران 1967، لكننا كنا كما هتف توفيق زياد يوم: يا شعبي أمس لم نطفو على حفنة ماء، ولذا لن نغرق الساعة في حفنة ماء. مررنا على يوم الارض ودفنا شهداءنا ونهضنا. مررنا على هبة القدس والاقصى، ودفنا شهداءنا ونهضنا. بنينا قامة حجرا على حجر. بنينا ثقافة، بيت شعر، على كلام منثور. بنينا علما، عالم يمسك بيد أخيه العالم.
بنينا مؤسساتنا التمثيلية والبلدية وأحزابنا ومجتمعا مدنيا، فوارا. بنينا قامة، وهذه القامة لن تنحني. فأنا ما هُنت في وطني ولا صغّرت أكتافي، وقفت بوجه ظلامي يتيما عاريا حافي. لكننا اليوم لسنا عراة، ولا حفاة، إنما قامتنا تطاول السماء وصوتنا يجلجل في فضاء الدنيا. فهذه الوحدة التي تصنعونها والتي صنعناها، من خلال القائمة المشتركة في العالم الماضي، ومن خلال التكاتف في اطار لجنة المتابعة، هي عناوين وضاءة لكل شعب قرر أن يحترم تعدديته، ولكن ان يحترم وحدته أكثر قليلا.
إننا مع نهاية هذا اليوم نكون قد بدأنا، نضع قضيتنا على خارطة العالم، فحتى الآن نشطت الكثير من الجمعيات والأطر لطرح قضايا على محافل دولية، ولكن اليوم ما بادرت له لجنة المتابعة العليا بكل مركبّاتها، هو قفزة نوعية لتجنيد العالم حول قضيتنا. وشدد بركة على أنه ليس المقصود سلخ قضيتنا عن القضية الفلسطينية العالم، فكما أننا اليوم نطرح جزئية قضية الأسير البطل محمد القيق الذي يواصل اضرابه عن الطعام، ونرسل له تحياتنا الكفاحية من هنا، نطرح قضيتنا ايضا من أجل تسليط الضوء عليها. تماما كما نطرح جزئية قضية الارض وقضية الاستيطانية، فكلها جزئيات لقضية عامة، ونحن اصحاب قضية.
وشدد بركة على أن هذا اليوم، لا يمكن أن يحل محل نضالنا الأساس، نضالنا الميداني، السياسي والاجتماعي، ونضالنا البرلماني، فنحن نناضل لبناء شيء، ذي قامة عالية، في وطننا الذي لا وطن لنا سواه.
وقال بركة إن إسرائيل تحاول تسويق نفسها كدولة ديمقراطية في الوقت الذي تمارس فيه نظام ابرتهايد ضدنا، تمارس نظاما عنصريا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ففي العام 1948 كنا نملك 80% من الأراضي التي قامت عليها إسرائيل، أما اليوم فإننا نملك 2,5% فقط، فهذه معادلة خنق وموت. وأشار الى ما أعلنه المستشار القضائي للحكومة بوجود 50 الف مبنى في مجتمعنا العربي وضعيتها بما يسمى “بناء غير مرخص”، وكلها الآن مهددة للتدمير وفق التوصيات، ما يعني أن نسبة هائلة جدا من جماهيرنا العربية تعيش تحت خطر التدمير. وهذه ليس قضية ودية نتفاهم حولها مع المؤسسة الحاكمة، بل هذه قضية يجب ان تصل الى كل العالم.
وتتجه أنظارنا دوما الى النقب، وخاصة أم الحيران، التي يريدون اقتلاعها، واقامة مستوطنة لليهود فقط، تحمل نفس الاسم، ولكن من دون “أمط لأنه لا يوجد لعنصريتهم “أم”.
وتابع قائلا، نواجه في الآونة الأخيرة، أكثر عملية تضييق الحيز السياسي علينا، وابرزها الآن اخراج الحركة الاسلامية الجناح الشمالي خارج القانون. فتستطيع أن تتفق أو تختلف مع الحركة، ولكن لا تستطيع أن تفرط بمصير الحركة، وبحق الحركة في العمل السياسي والاجتماعي. كما رأينا شطب 20 جمعية أهلية، وهذه معادلة، ليست معادلة داخلية بيننا وبينهم.
وكذا ايضا بالنسبة للتعليم، فقد قرأنا مؤخرا أن ما تصرفه المؤسسة الحاكمة على الطالب اليهودي بالمجمل يصل الى 9 اضعاف ما تصرفه على الطالب العربي. وهذا بالضبط ما نجده في معدلات الفقر، وهذه سياسة مبرمجة كي نبقى نركض وراء رغيف الخبز.
وكان بركة قد افتتح كلمته موجها الشكر لكافة الناشطين في لجنة المتابعة وكافة مركبّات اللجنة على الجهود التي بذلوها من أجل اخراج هذا اليوم الى حيز التنفيذ. كما وجه شكرا خاصا الى اللجنة التحضيرية الفلسطينية التي شملت كل مكونات شعبنا، وبذلت جهدا ضخما من أجل ايصال مشروعنا الى العالم، وخاصة عبر السفارات الفلسطينية في العالم، ومن هنا وجحه بركة شكرا خاصا للقيادة الفلسطينية على دعمها لهذا اليوم.
وعدّد بركة أسماء الدول التي اقامت مهرجانات ونشاطات متنوعة، احياء لهذا اليوم، الى جانب مهرجانات فلسطين الثلاث، رام الله وغزة وشفاعمرو، فقد جرت نشاطات في الدول التالية: آسيا: سورية ولبنان والبحرين والكويت والفيتنام وتركيا.
وفي أوروبا: المانيا وبولندا والتشيك وبلجيكا والسويد والدانمارك والنرويج والنمسا وفرنسا بريطانيا وايرلندا ورومانيا واسبانيا.
وفي أفريقيا: مصر وليبيا والجزائر والمغرب والسنغال وموزمبيق وزيمبابوي، وبنغلادش وغينيا وجنوب أفريقيا.
وفي أميركا اللاتينية: تشيلي والأرجنتين وفنزويلا والأورغواي وكولومبيا وهندوراس وكوستاريكا والبيرو.
وفي أميركا الشمالية: المكسيك، وفي القارة الاسترالية: استراليا.