صنع دواء لمرض السكري من سم الأفعى
تاريخ النشر: 06/02/16 | 5:37تساعد الأفاعى و غيرها من الحيوانات السامة في علاج السمنة،الحساسية أو مرض السكري فيما يلي العديد من الأجوبة،تأتي إليكم خصيصاً من قلب هذا المختبر الفريد من نوعه ببلجيكا.يشرح لنا جوليان لوبيز قائلاً:“ما نراه هنا هي حيوانات سامة للغاية سنعرض لكم الآن نوعاً من السموم التي تعتبر بمثابة سلاح ذى حدين للبشر،فهي قادرة على قتلنا فيما يعد بعضها بمثابة دواء فعال لمرض السكري،وأمراض القلب والشرايين،والحساسية أو حتى السمنة”. يقوم جوليان بزيارة معمل للتحاليل الخاصة بسموم الزواحف المختلفة،حيث يسأل الرئيس التنفيذي للمعمل ومتخصص السموم البيولوجية “رودي فورمي“قائلاً :“ماذا تفعل الآن؟“و يجيب روديأقوم الآن باستخراج السم من هذه السحلية السامة،موطنها الأصلي هو أمريكا الوسطى،فهذا السم قد تم بالفعل استخدامه لتطوير علاج مرض السكري” فهناك بهذا المعمل مالواقع بجنوب بلجيكا مزرعة غير عادية،فهي محاطة بأكثر من مائتي نوع من الزواحف السامة للغاية،وسط مناخ بحثي مميز يتم تربية هذه الحيوانات بعناية تامة نعود إلى مراسلنا:“حتى الآن تعمل الدراسات على إيجاد الترقيات المختلفة ولكن على ما يبدو لقد تغيرهذا المسار أليس كذلك؟ ويجيب رودينعم.فنحن نقوم الآن بالبحث بداخل هذه السموم عن بعض المواد التى من الممكن إستخدامها فيما بعد كعلاج للأمراض المختلفة”.ثم يسترسل“ويك كوينتين“،وهوكيميائي بيولوجي بجامعة لييج قائلاً:“هذا السم يأتي من أفعى خطير للغاية،موطنه الأصلي هوأمريكا الجنوبية،وهو سم قاتل ونشط للغاية،كوكتيل كيميائي معقد،فنعمل على تحليل مكوناته وإختباره لتطوير أنواع مختلفة من الدواء“يستخدم العلماء في هذا المشروع البحثي الأوروبي تقنية قياس الطيف الكتلي وغيرها من التقنيات الأخرى الأكثر تعقيداً وذلك لتحليل مائتي وثلاثة أنواع من هذه السموم. ولقد صنف حديثاً أكثر من أربعة آلاف نوع من هذه البروتينات الدقيقة.يكمل لنا ويك كوينتين،البيولوجي الكيميائي قائلاً:“مانراه على شاشة الكمبيوتر الآن هو الوصف التصويري للتركيب الجزيئي لكل عينة من السموم، نقوم بتحليلها لتحديد مكوناتها المختلفة وتصنيفها وفقاً لكتلتها.تتعلق كل ذرة بمادة سامة معينة“وبمجرد تحديدها،يتم إنتاج هذه السموم عن طريق بعض العمليات البيولوجية و الاصطناعية المعقدة للغاية. يشرح لنا بإيضاح “جيل مورير“،الصيدلي بمنظمة ساكلاي الفرنسية للتحاليل قائلاً:“بنهاية هذه العملية نحصل على ما نسميه“الراتنج“الذي يمكنك مشاهدته هنا،ومن ثم يتم التعامل مع هذا “الراتنج” حتى نحصل على المنتج الصناعي المطلوب الذي يتشكل تلقائياً في جزيئات السم المطلوب اختبارها“ومن ثم يتم اختبار السموم التي تم الحصول عليها عن طرق فحصهم بجزيئات محددة و يقول الباحثون اننا قد حصلنا بالفعل على العديد من النتائج الواعدة.فلم تعد الأدوية المكونه من سموم الحيوانات خيالاً بعد اليوم.ويكمل زميله “نيكولا جيل“وهو أيضاً صيدلي بمنظمة ساكلاي قائلاً:“لقد قمنا بالتركيز على مرض السكري و السمنة فنحن مانزال بحاجة لتطوير الدواء في هاذين المجالين” ويسأله مراسل يورونيوز قائلاً:“أخبرنا عن الجدول الزمني للأبحاث؟“،فيجيب نيكولا:“تستغرق عمليات التوصيف والاكتشاف من عامين الى ثلاثة أعوام، ومن بعدما قد نحتاج ما بين خمسة الى عشرة أعوام أخرى للإختبار والتطوير والإعتماد،ومن ثم تأتي خطوة الطرح بالأسواق”. يأمل الباحثون في تغيير نظرتنا لمثل هذه المخلوقات المفيدة للإنسان وعدم النظر إليها كمخلوقات مخيفة وقاتلة فهي من الآن فصاعداً مصدراً للشفاء. ثم يختتم الرئيس التنفيذي للمعمل اللقاء ناصحاً:“تعاني معظم هذه الحيوانات من الصيد غير المشروع حتى أصبحت عرضة لخطر الانقراض،فتدمربيئتها.ولكن بعد إثبات العلماء ان بقاء هذه الحيوانات مرتبط ببقائنا وانها بالفعل من الممكن ان تساهم في تحسين وتطوير حالتنا الصحية أصبح من الضروري المحافظة عليها وعلى بقائها.