شهود عيان يتحدثون حول جريمة إحراق الاقصى
تاريخ النشر: 21/08/13 | 21:24تصادف هذه الايام الذكرى الـ 44 لجريمة احراق المسجد الاقصى، ويبدو واضحا أن هذا الحريق لم ينطفىء بعد، "مؤسسة عمارة الاقصى والمقدسات" كونها توثق وترصد الاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى، التقت عددا من الشخصيات المقدسية وحراس الاقصى، من شهود العيان الذي حدثوا بمرارة ما شاهدوه يوم جريمة احراق الاقصى بتاريخ 21/8/19969م.
الحاج انور السعو " ابو عمر " ٦٣ عاما – القدس – باب السلسلة ( رئيس الحرس سابقا في الاقصى واليوم حارس في مصلى البراق : يحدثني قائلا:"اعمل في المسجد الاقصى منذ ٤٠ عاماً ، وبصراحة كان يوما قاسيا وفظيعا في تاريخ الأمة الإسلامية، والعربية وخاصة لضياع اثر من آثار العزة الإسلامية الا وهو منبر صلاح الدين الأيوبي، أثناء الحريق كنت في مدخل باب السلسلة بدأ الحريق حوالي الساعة السابعة صباحا، هرع كل من سمع النداء وللأسف أغلقت جميع أبواب الاقصى، وخاصة باب الاسباط حيث أن باب الاسباط هو الطريق الوحيد المؤدي لساحة الاقصى ودخول سيارة منه، وكان هذا العمل مقصوداً لتأخير عملية وصول سيارة الإطفاء وإخماد الحرائق ، حيث أن مركز الإطفائية يبعد عن باب الاسباط ٥٠٠ متر، الا أن سائقي الإطفائية من محافظات الخليل والتي تبعد أكثر من ٣٠ كلم وصلت الى الاقصى قبل اطفائية بلدية القدس الملاصقة للمسجد الاقصى، وهذا دليل آخر يدين الاحتلال ومسئوليته عن ذلك الحريق " ويضيف ، ": سيارة الإطفاء المزودة بواجهة حديدية دفعت بالقوة باب الاسباط واستطاعت الوصول لمنطقة الحريق حوالي الساعة التاسعة صباحا بعد أن تم التهام منبر صلاح الدين ولولا يقظة المرابطين في المسجد الاقصى بأن أخلوا جميع السجاد المفروش بأرضية المسجد لكانت الكارثة أكبر والتهمت النار باقي أنحاء المسجد لكن الله لطف".
عزيز عباسي – سلوان – ٥٥ عام : "كان عمري ١١ سنة، في السابعة والنصف صباحا وعلى غير العادة كانت مكبرات الصوت في الاقصى تنادي لنجدة المسجد الاقصى، والدخان يتصاعد ويتعالى من قبة المصلى القبلي، خرجت مع أبي وأخي مسرعا ووصلنا الى ساحة الاقصى مع الكثير من أهل القرية، لكن للأسف كان الجيش والشرطة يمنعون الكبار والصغار بدعوى أن هنالك خطرا على حياتهم إذا دخلوا الاقصى ، استطعنا الوصول وشاهدنا الشباب وهم يفتشون عن حبال كي يستطيعوا إخراج الماء من الآبار لإطفاء الحرائق، وكان الجميع يركض نحو ميضأة الكأس ويغرف الماء منها لإطفاء الحرائق ، كان هناك سلما حديديا منصوبا على الجدار مثلى القبلي من الناحية الجنوبية الشرقية، وكان على السلم سلسلة بشرية يناول بعضهم البعض ادلية الماء ، أتذكر أطفالا لا يتجاوز أعمارهم السابعة كانوا يحملون أباريق وضوء ويوصولنها للكبار لكي يطفئوا النار، مما شاهدت أيضا العديد من الإصابات والحروق وباختناق من الدخان وكانوا منبطحين على الارض ينتظرون من يسعفهم ،لو سئلت بهذه الأيام كيف تستطيع ان تطفئ هذا الحريق الذي حرق قلوب المسلمين أقول أين اطفائية البلدية وأين المروحيات التي ساهمت بإطفاء الكرمل لكن الأمر كان مع سبق الإصرار والترصد".
سادن المسجد الاقصى – عبد القادر الأنصاري ( ابو سامر ) : يقول:" في السابعة صباحا كنت عند باب المجلس بطريقي لسكن والدي بالقرب من المدرسة العمرية كان عمري ٢٠ عاما، سمعت مكبرات الصوت تنادي وتستنجد بالأهالي للوصول للمسجد الاقصى والمساعدة في إطفاء الحريق توجهت فورا أنا والكثير من شباب القدس، حاولوا منعنا ولكن دخلنا عنوة عنهم ودخلنا الى ساحات الاقصى، وكنت أول من وقف على السلم الحديدي لمناولة الماء للذين يقفون في الأعلى ،عملنا سلسلة كبيرة من الشباب لاطفاء الحرائق وكنا نناول بعضنا البعض"، وأضاف:" الغريب بالأمر ان سلطات الاحتلال أغلقت باب الاسباط أمام سيارة الإطفاء بحجة ان السيارة عريضة والأغرب من ذلك ان سيارة أطفاء الخليل كانت أكبر من سيارة إطفاء القدس ودخلت الاقصى من الباب، وقيل ان سائق سيارة الخليل دفع الباب ودخل بسيارته ليطفئ الحرائق، للأسف وصلت الاطفائيات لإخماد الدخان لا لإخماد الحريق ، كان الاقصى في خطر اما اليوم فهو في خطر أشد، بل أخطر من الخطر، والاقصى الآن يحتضر أسرعوا لإنقاذه وانعاشه سيأتي يوم – لا سمح الله- ويكون الاقصى في خبر كان".
وتابع:"شاهدت بعيني احتراق منبر صلاح الدين كما اتضح أن كمية من المادة المشتعلة قد سكبت قبل يوم أو يومين تحت السجاد في أماكن معينة ، أقول منظر الحريق لا يغادر مخيلتي وكأني أراه الآن أقول لك إن حريق الاقصى ما زال مشتعل حتى الآن"، وختم:" بعد الشكر لله نشكر أهل القدس والقرى المجاورة لـوقفتهم المشرفة في ذلك اليوم وقيامهم بواجبهم بإخماد الحريق الهائل الذي كان قد يأتي على جميع المسجد القبلي وقد يؤدي لانهياره".
عبد المجيد بيبوح / القدس ٧٠ عام : "كنت على رأس عملي في المسجد الاقصى حارس على باب المصلى القبلي، فجأة لم نتوقع شب حريق هائل بسرعة البرق بالمنطقة الجنوبية من المسجد كنت على مسافة ٧٠ متر من الحرائق ولم اشعر بها الاّ والدخان متصاعد، سارعنا الى خراطيم المياه الا أنها كانت مهترءة والبعض منها مقطوع عنه المياه منذ مدة ،التهم الحريق المنبر بسرعة هائلة من شدة المادة التي سكبت عليه ".
ويضيف رغم تقدم في السن ويقول لي بصراحة وهو يبلع ريقه:" أرى أمام عيوني الاقصى يحترق" ، كيف ذلك يا حج : فقال:" انظر انظر"، واجهش بالبكاء قلت له اين الحريق ،قال :أليس وجود" كليك" الذي صلى قبل نصف ساعة أمام بائكة الصخرة الغربية بحريق ؟ .. أليس هؤلاء السياح العراة بحريق ؟ أليس ترك المسجد الاقصى يتيما حريقاً ؟ أنا شخصيا أرى حرائق .. أريد ان أقول لك باختصار : روح يا ابني خليها على الله بلاش نحترق أنا وإياك" .
الشيخ عبد الكريم الأفغاني ٧٥ عام – القدس ، الزاوية الأفغانية: يقول:" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ان ما أخطر ما يفعله الإنسان أي إنسان كان العدوان على بيوت الله أو دور العبادة لأي جماعة كانت وهذا ما نهى عنه الإسلام وحذر منه القران ،وقال الله تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لهدمت صوامع وبيع ….. ) لذلك فان حريق المسجد الاقصى والعدوان على مسجد إبراهيم الخليل وغيره من المساجد من اسفل ما يُفعل في هذا الزمان وان دل على ذلك فانه يدل على عدم الإيمان بالله وتدنيس بيوته وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" .
رشيد عبد من سكان القدي وادي حلوة( سلوان) ٧٤ عام : كان عمري ٣٠ عاماً كنت في بيتي في وادي حلوة سمعنا نداء استغاثة من على مآذن الاقصى والمساجد المجاورة وصلت لباب السلسلة ولكن الشرطة كانت تمنع الجميع وتعرقل الدخول وخاصة الشباب منا ، كانت هناك مواجهة بالأيدي على باب السلسلة استطعنا بها أن نحترق الحاجز الشرطي ووصلت الى الساحة الساعة الثامنة صباحا شاهدت الناس وهم ينقلون الماء على أكتافهم بجرات البلاستيك والمؤلم أن سيارة الإطفاء لم تصل الا بعد ساعة ونصف من الحريق بعد أن تم السيطرة عليه من قبل الشباب الذين أخمدوا النيران بأيديهم، سيارة الإطفاء وصلت فقط للإعلام وشاهدوا الأرشيف ستجدون أن سيارات الإطفاء لم تستعمل خراطيم المياه ". وأضاف :"أكثر ما المني وآلم غيري عندما شاهدنا المدعو موشيه ديان وهو يقف على مقربة من الباب الشرقي للمسجد الاقصى الملاصق لمحراب زكريا ويراقب أعمال الإطفاء من قبل المواطنين، المني وصول سيارة الإطفاء بعد فوات الأوان ، المني عدم وجود مسعفون لإسعاف المصابين ، آلمني أن الشرطة مفروض أنها تسعى لتسهيل وصول المتطوعين الا أنها كانت هي من يسعى لعرقلة المساعدة ، ليس لهذا تفسير الا أنهم متواطئين مع المجرم ،أقول لك منذ ذلك الحريق برأيي المتواضع حرقت كل الزعامات العربية وحرقت كل ادعاءات من يدعي أن الاقصى في حمايته" .