مسجد النبي صموئيل .. منطقة عسكرية وتهويد مستمر
تاريخ النشر: 22/08/13 | 23:44برج النواطير أو حسبما يطلق عليها النبي صموئيل ، هي قرية عربية فلسطينية تقع قضاء القدس ، كان مصيرها كنظيراتها الفلسطينيات اللواتي وقعن في قبضة الاحتلال الاسرائيلي بعد مدينة القدس عام 1967 ، حيث شرد أهلها وطمس معالمها بعد تهويدها حتى جاءت اتفاقية اوسلوا ووضعت القرية تحت ادارة السلطة الفلسطينية منذ عام 1994 .
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لا زالت القرية وأهلها يشهدون حملة احتلالية شرسة شملت الانسان والحضارة والتاريخ ، وذلك بعد أن استجلب الاحتلال المستوطنين ليضعوا لهم فيها تاريخا مزورا تسبب بنزاع ديني تاريخي عميق بينهم وبين من تبقى من أهالي القرية الى اليوم ، فلا الأهالي وبيوتهم وأغراضهم سلمت من غطرسة المستوطنين ولا حتى المسجد التاريخي والموجودات الأثرية التي يعود تاريخها الى الحقبة اليبوسية سلمت منهم كذلك .
تاريخ عريق في وجه التهويد
وتتمتع القرية بموقع جغرافي هام لوقوعها على سلسلة جبال القدس ، كما وشكلت وحدة جغرافية متجانسة من حيث التضاريس والمناخ والنباتات والسكان والتاريخ ، حيث سكنها اليبوسيون وعمروها بحسب المؤرخين .وعاشت القرية فترات تاريخية متعددة من بينها الرومانية والبيزنطية والاسلامية والصليبية بالاضافة الى الايوبية والمملوكية والعثمانية وأخيرا البريطانية والاسرائيلية .
وتخضع القرية في هذه الأيام لمشروع تهويدي كان بدأه الاحتلال في السابق شمل مسجدها التاريخي ومحيطه وآثاره العربية والاسلامية العريقة ، حيث قام بالاستيلاء على المسجد الاّ من قاعة صغيرة لصلاة المسلمين وقام بتهويد ضريح النبي صموئيل وبنى فيه كنيسا جعله مزارا للمستوطنين ومكانا يؤدون فيه طقوسهم الدينية والتلمودية .
ثكنة عسكرية
وفي زيارة ميدانية قام بها وفد "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" مؤخرا لوحظ استغلال الجيش الكامل للقرية ، حيث يعمد في هذه الأثناء الى تحويل القرية ومسجدها الى ثكنة عسكرية يصعب دخولها ، كما قام بتحويل سقف المسجد مكانا لأنشطته العسكرية وبرجا للمراقبة .
وبالإضافة الى ذلك قامت سلطة الآثار التابعة للمؤسسة الاسرائيلية بسرقة حجر تاريخي عريق كان موجودا في أعلى مدخل المسجد الداخلي بحجة انها تنوي ترميمه وإعادة تأهيله من جديد ، غير أن التجارب السابقة أثبت أن هذه العملية عبارة عن سرقة تدريجية للآثار الاسلامية والتاريخية وتوطئة لعملية تهويد واضحة وفق ما ترى "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" .
مؤسسة الاقصى تدعو لحماية الآثار والتاريخ في القرية
وفي هذا السياق رصدت "مؤسسة الاقصى" خلال زيارتها الأخيرة للمسجد تحضيرات جيش الاحتلال الاسرائيلي "لمراسم وداع" جنرال في الجيش الاسرائيلي يدعى عوفير ليفي ، كما أعلنت اذرع في الاحتلال الاسرائيلي من أبرزها سلطة الطبيعة عن المكان حديقة وطنية لتقوم بهذا بسلخ الهوية الاسلامية والعربية عن المسجد وآثاره .
ومن جهتها قالت "مؤسسة الاقصى" إن مسجد القرية وآثارها تتعرض الى نسف تاريخي ضخم من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، فهو يسعى الآن الى تدمير الوجود العربي والاسلامي فيها ومن ثم تهويدها بشكل تدريجي . وناشدت المؤسسة الجمعيات والهيئات العالمية والدولية ومنظمة اليونسكو التي تعنى بالآثار لحماية تاريخ قرية النبي صموئيل ووقف جرائم الاحتلال بحق الآثار والتاريخ فيها .
وجدير بالذكر أن وفدا مؤلف من نائب رئيس "مؤسسة الاقصى" الحاج سامي رزق الله أبو مخ ومسؤول ملف المقدسات فيها عبد المجيد اغبارية والطاقم الاعلامي الخاص بها قاموا بزيارة ميدانية للقرية وعاينوا أوضاعها عن كثب .
وعلى الرغم من القيمة التاريخية العريقة لقرية النبي صموئيل وتاريخها ومسجدها ينتظرون من يفلتهم من مطرقة المصير المجهول وسندان الاحتلال والتهويد .