هالله هالله يا برميل يا عشير الزمانِ
تاريخ النشر: 24/08/13 | 0:33استيقظت اليوم باكرا، عسى ولعل ان اجد البرميل الرمضاني قد عاد الى مسقط راسه او البرميل الذي نزح عنوة البارحه في ليلة شهر شوال المقمره. ولكن الآمال تبددت ولم يمارس احدهما حق العودة الى مكانه الطبيعي والمحدد وعلى جادة الطريق مقابل بيتي من الجهة الشمالية كما ذكرت في حلقة البارحة.
اما احشاء البرميل المبعثرة والقريبة من بعضها البعض بقيت في المكان دون حراك خارجي او داخلي تئن من الم الفراق.
زرتها البارحة واليوم باكرا والقيت عليها التحية ولكنها لم ترد التحية مما زادني الما وحزنا. لم اجرؤ على جمعها بل ابقيتها على حالها كما تركها سارق برميلها الاول وبرميلها الثاني وبقيت هذه الاشلاء بلا جسد .
نظرت اليها بتمعن ورأيت ان الاحشاء ما زالت متلاصقة ومتباينة بأشكالها وحجمها وسالتها:- من الذي فعل بكم هكذا ؟ لم يكن هناك من يجيب .ولكن سوف اعود واحاور هذه الاشلاء، ابى من ابى وشاء من شاء حتى تهدا هذه الاشلاء من هول الصدمة.
وانشدت والحنين والشوق الى البرميلين المسروقين من المكان المحدد قائلا وان واقف على الاطلال وبقرب الحجارة او الاشلاء علها تتحرك حزنا وقلت:
هلّا هلّا يا برميل يا عشير الزمان!
شفت الحلوة على البير. عم بتصيد براميل—–والله لأخذها وطير- ان عشت وربّي وخلّاني.
والسؤال هو لماذا يطالب البرميل في حق العودة الى المكان المحدد على جادة الطريق واقفا صامدا وبشموخ ليس بعيدا عن بيتي من الجهة الشمالية عبر الشارع وعلى قارعة الطريق؟
انصح كل من شاهد احد البرميلين الازرقين ان يوجه السؤال اعلاه لبرميل المفقود ومدى اصراره على العودة هذا اذا التقى به صدفة واقول للسارق اسال البرميل قبل بيعه. واعتقد ان كل سائل سيسمع الإجابة ويبكي لحال البرميل الذي بيع حتما في سوق النخاسين .واما انا ساجري حوارا مع الاطلال واحشاء البرميل التي ما زالت قريبه مني صامته لهول الصدمة. وارجو ان انجح بذلك لأنشر ما يدور في خلد الاحشاء في النشرة القادمة.