المعلمة
تاريخ النشر: 28/05/10 | 5:52حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت إلى تلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد. لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة “راسب” في أعلى تلك الأوراق.
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: “تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق”.
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: “تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب”.
أما معلم في الصف الثالث فقد كتب عنه: “لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات”.
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: “تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس”.
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة “معلمة فصل”، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وفي نهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلاميذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: “إنها أفضل معلمة قابلها في حياته”.
مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: “إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن”.
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: “إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك”، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.
(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز “ستودارد” لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).
قصه بتجنن
قصة أكثر من رائعة
جميل …القصة رائعه !
انا طالبة في الصف الثامن في احدى المدارس الاعدادية في البلدة…اشعر اني ذكية جدا .احب القراءة والمطالعة كثيرا . علاماتي متوسطة الى عالية واعتقد اني استطيع الحصول على اعلى العلامات في الصف . لكني خجولة جدا واشعر ان المعلمين والمعلمات في المدرسة لا يقدروني لان عائلتي بسيطة جدا ويوجد اخريات في الصف في المقدمة من جميع الجهات .اشعر اني ضائعة . يا ليتني القى مثل المعلمة بالقصة. وعلى فكرة كان لي مثلها بالابتدائية لكن الان لم يساعدني الامر مثل ستوارت..
القصة جميلة لكنها غير واقعية لبلدنا. نحن نرى في مدارسنا كيف ان اغلب المعلمين ينظرون للطالب من خلال اهله وليس من خلال تحصيله . والقلائل جدا منهم العادلين.
اصحوا يا معلمين .وشغلوا ضمائركم
لو ان كل معلم ومعلمة في مدارسنا حاولوا ان ينظروا للطالب من داخله ومن خلال شخصيته لاصبحنا ارقى امة واثقف شعب. اخواني القراء هنا : اذا انت معلم او معلمة حاول ان تختار كل سنة دراسيةطالب واحد وطالبة اخرى من الذين ” ميؤوس منهم ” بنظر الجميع . عامله فقط كانه ابنك !!!وسترى اخر السنة ما سيحصل!!
فقط حاولوا ماذا ستخسرون من المحاولة؟؟؟
اليوم ولا معلم بحس بالاولاد وبميزو للولد الي يبقى لابس حلو ولي امو معلمه بالمدرسه ولي بخافو من اهلو
حلو كثير
حلو كثير
قصه جميله جدا
إن هذه القصة الواقعية الرائعة تؤكد المقولة:
“النبوءة التي تحقق ذاتها”!
بكلمات أخرى: إذا آمن الأهل/ المعلمون بالمتعلم/ة، إذا آمنوا بقدرات الصغير، بمواهبه، فإنه حتما سيبذل كل ما يستطيع لكي لا يخيب آمالهم فيه!!
حقا، الكثير من المواهب تضيع ونخسرها بسبب إهمال المسئولين!
لكن، بالتشجيع والدعم، ومنح الثقة للأبناء وللطلاب، نفجّر الطاقات الكامنة فيهم، ونلحق بركب الحضارة، ونشارك في بناء مستقبل أفضل!
السلام عليكم…
القصة ومضمونها ليست موجهة للمعلمين فقط، بل لكل شخص لا يزال ضميره حي، فكل واحد منا يستطيع أن يكون المعلمة، كما يمكن أن يكون ستودارد. لقد قرأت هذه القصة من قبل وكان لها الأثر الكبير في تغيير نمط حياتي ومعاملتي مع الآخرين ….
لا تحمكوا على الآخرين بمجرد النظر إلى ملابسهم أو سياراتهم، فكل ذلك ما هو إلا قشور ولن تكشف ما يختبئ خلفها إلا بعد معاشرتهم ومعاملتهم.
في كل صف يوجد تيدي…تيدي يستصرخ ويستنجد طالباً لفتة انتباه, متلهفاً لمن يشعر به كإنسان, بحاجة لمن يشكو همه..بحاجة لمن يتفهمه ويقيم قدراته ويعرف ميوله…فيا أخي المعلم, ويا أختي ألمعلمة تيدي الذي تعلمه لحم ودم, له قلب يشعر, لا يريد منك أن تعامله كورقة وأحرف وعلامات…يتوسل اليك بنظراته ان تكسر الحاجز الذي بينك وبينه وأن تتقرب اليه, بالكلمة ألطيبة دعه يفتح لك قلبه, كن له آذان صاغية فأنت بذلك تكون أنقذت روحاً تغرق, فتش عن مواهبه وقدراته.. ومنها انطلق في رسالتك كمربي مكمل أو ربما كبديل اساسي قبل ان تكون معلما لمواضيع لا تهم امثال تيدي الذين في ضائقة نفسية لظرف ما ..فكن انت طبيبه منقذه وسترى النتائج ايجابية بعد حين وهو ابداً لن ينساك…
القصه رائعه جدا واكثر اشي اعجبني فيها انه تغيرت وجهة نظر المعلمه عن الطالب ويا ريت كل الاولاد اليوم في شبابنا العربي مثل تيدي ستودارد ويا ريت كمان كل المعلمين بهاذ الزمان مثل معلمته المخلصه…يا ريت انو كل خبيث يحاول يغير شوي من وجهة نظرو…لانو القسوه اكبر عيب بالانسان..احلى سلام للجميع
عل يوم كل المعلمين هيك كل واحد في نبشه او الي داير على مصلحته والي بخاوز بس في بعض المعلمين صبابا ….بتمنى كل المعلمين يبكوا هيك………….
اذيتوا شعورنا
قصه حلوة بشكل عنجد قصة مؤثرة عنجد الانسان مش لازم يحكم من المظهر فالجوهر اهم وتصرفات الناس في بعض المواقف في بعض الحلات تكون نتيجة ظروف معينة ولدت هذه الحاله للانسان