قصص أينعت وحان قطافها!
تاريخ النشر: 25/08/13 | 2:30مر رجل غريب بقرب بستان رمان، فمد يده وقطف كوز رمان كبيرًا أحمر اللون في أوج تفتحه، يتدلى وراء سور البستان على قارعة الطريق، فرآه صاحب البستان وخرج إليه شاهرًا بندقيته صارخا معربدًا: لماذا تقطف من رمّاني دون إذني؟
تأسف الغريب عما فعل وعرض على البستاني ثمنا للكوز، لكن البستاني أصرّ على الغريب أن يعيد الكوز إلى مكانه على الشجرة كيفما كان قبل أن يقطفه.
استغرب الغريب من البستاني الذي أصر على مطلبه العجيب…
***
هذه القصة حقيقية ويتداولونها في قرانا العربية، ولا أعرف كيف انتهت.. والغريب، أنها خطرت على بالي وأنا في خضم كتابة هذه القصيصات، ولا أدري لماذا خطرت على بالي، لكنني فضلت أن أشرككم فيما أفكر.. لعل هذا يضيف شيئا ما إلى قصصي!
**دائرتنا الصغيرة
في زيارته الأخيرة للبلاد، ضرب أخته ضربا مبرحا وكسر لها فكها السفلي لأنها تتمثل بالرجال، تسهر مع صديقاتها حتى ساعة متأخرة وتريد مواصلة تعليمها. ألا يكفيها اللقب الأول، تبغي اللقب الثاني، وعندما صممت على متابعة دراستها للقب الثاني أصر أن يدفع تكاليف تعليمها ولكنها رفضت ذلك بشدة. اعترض والدهما قائلا له: لا نريدك ولا نريد مالك، إذا كنت على هذه الدرجة من العنف.
والداها يعنفانها لأنها لم تتزوج بعد، خاصة وأنها بلغت الخامسة والعشرين ولا ينقصها شيء وهي في أوج تفتحها.
يعيش أخوها في أمريكا وهو متزوج من امرأة إيطالية يضربها باستمرار، وله عشيقة دائمة. ويبعث بالنقود إلى العائلة في فلسطين وهو مسيطر عليهم اقتصاديا.
كان بين الأخ وأخته شبه اتفاق على عدم البوح بما حدث في دائرتهما الصغيرة.
كانت في الصف السادس، عندما طلب منها أخوها أن تباعد ما بين قدميها ليفحصها إذا كنت عذراء أم لا، كان يدس يديه بين فخذيها وصدرها ولم تفهم لماذا يفعل ذلك.
اليوم وبعد الدعم الذي تلقته من صديقاتها، تجرأت أن تخبر أختها الكبرى بما حدث معها. فقالت الكبرى: إياك والبوح بما أخبرتني به، لأنه سيقتلك لا محالة..
– أريد أن أصارح والديّ.. لا أريد الاقتران بأحد لأن أخي اعتدى عليّ جنسيا مرات ومرات، وما زال جرحي مفتوحا ولا يمكن إعادة حياتي إلى مجراها الطبيعي.
**لماذا نسكت
شاهدت وخالتي فيلما يتطرق إلى الاعتداءات الجنسية وبعدها جلسنا على شاطئ البحر نحتفل بعيد ميلادها الستين، وما زالت خالتي عزباء، فقالت لي:
– لماذا تسكت الأنثى ولا تبوح بوجعها عندما يعتدي أحد عليها؟
لم أدر ما أجيب، فقالت: أذكر وأنا طفلة ابنة ستة أعوام، كان زوج أختي الكبرى يعيش معنا في نفس البيت. أمسكني زوج أختي ووضعني بين فخذيه وأطبقهما على جسدي وبدأ يداعبني ويلاعبني ولاحظت انتصاب قضيبه فشعرت بشيء غير عادي، خاطئ في لهونا، فسحبت نفسي من بين قدميه وهربت إلى غرفة أمي. وفي ذاك اليوم حين داعبني بين فخذيه عاد إلى البيت مساء متأففا مدعيًا أمامنا: أعاني من أوجاع شديدة في الرأس ودخل لينام، وأعطاني بعض النقود لاشتري بها لنفسي بعض الحلويات وأصر بأن لا أطعم أحدًا. وفعل ذلك حتى يتأكد بأنني لن أبوح لأحد بما شعرت وبما فعل.
توفيت أختي زوجته قبل عدة أعوام وأصبح عمري اليوم ستين عاما، حين جاء زوجها إلى بيتي يحمل كيس سمك اصطاده من البحر، وفاجأني وضمني من الخلف إلى صدره بقوة، قمت بصده بعيدا ورميت الأسماك التي أحضرها في وجهه.
ابتسمت لخالتي وقلت لها: لماذا تصمتين ولم تقصي هذه الحكاية لأحد من قبل يا خالتي؟!
**لا تلمس خدي
تحب السباحة في البحر واليوم الذي تخرج فيه العائلة مع خالها إلى البحر يكون من أسعد أيام حياتها. تعوم مع خالها بعيدا عن الشاطئ، حتى لا يلحق بهما أحد. تباهت بأنها تجيد السباحة رغم أنها ما زالت في الصف السابع وفي أوج تفتحها. في أعماق البحر طرح خالها جسده تحت العجل الذي تنام عليه وبدأ جسده يضرب بجسدها وشعرت بارتعاشه وفوران جسده وهو يلاعبها ثم يرميها عن العجل ويحتضننها من خلفها.
– خالي أحب ويحب الأطفال كثيرا ويغدق عليهم الهدايا، فعندما يقترب اليوم من ابنتي الصغيرة تقول له: لا تلمس خدي. لا أحب أن يقبلني أحد.
**ذو قدرات
طلبت مربية الصف الثالث الابتدائي في حصة الرسم أن يرسم الطلاب ما يضايقهم في الصف فرسم أحد الطلاب ولدًا في سنه يكشف أعضاءه الجنسية على الملأ، ولما سألته المربية عن ذلك فقال: أريد أن أتخلص من طابور المنتظرين للدخول إلى الحمام وهكذا يتيح لي أصدقائي الفرصة لأكون أول الداخلين.
استدعت المستشارة الأم التي أنكرت وادعت أن ابنها رسم ما رسم بعد أن طلبت المربية أن يرسموا شيئا معيبا.
وبعد حديث مطول مع الطالب، اتضح بأنه يرى مع أخيه الذي يصغره بعام أفلاما إباحية على الحاسوب، وتبقى في ذاكرة الحاسوب بعد مشاهدة والدهم لها، واستنتج الصغير بأن قضيبه ذو قدرات.
**وكأن شيئا لم يكن
هذا العجوزا تجاوز الثمانين من عمره وعندما كنا نلهو في الحارة. وكلما كنا ندنو منه كان يقول لي ولابنة خالتي: باعدا بين فخديكما لأرى ملابسكما الداخلية. ولكننا كنا نفر هربا من وجهه، ونمضي في حالنا وكأن شيئا لم يكن، ولم نشعر بأن العجوز يتحرش بنا كلاميا.
وبعد وفاته بعشرات السنين أخبرت أمي بتحرشه بنا كطفلات فقالت أمي: العجوز معروف للجميع، رأيته بعيني مع زوجته وكنّته يركضون من بيته إلى بيت ابنه المحاذي له ويحملان طفلة ملفوفة بفوطة بيضاء والدماء تسيل من ساقيها. وعندما حاولت أن اعترض طريقهما لسؤال ماذا حل بالطفلة، لم تلتفتا إلينا وأغلقتا الباب وراءهما وكأن شيئا لم يكن.
– وماذا حل بالطفلة؟
– كبرت وتزوجت بعجوز في سن جدها!
**حسن الحقير
كرهته الأمهات وفتيات الحارة. لأنه بذئ اللسان، يقف على شرفة بيته ويغني بصوت عال ومزعج ويختار كلمات أغانيه بدقة، يركبها ويرتبها عندما تمر أمامه أي فتاة في أوج تفتحها، فتتعثر قدماها وترتعش أوصالها خجلا وإساءة. حينذاك، لم يفهم احد أن ما يقوم به حسن هو تحرش جنسي كلامي ومسيء.
يلقبه الجميع "حسن الحقير"، وهو صاحب المقولة: "أحقر الناس من يأخذ القصد على حاله".
عندما تمر فاطمة من تحت شرفته يبدأ بالجعير: رمانك يا حبيبي، يا حبيب قلبي ونصيبي.. رمان صدرك فتح، يا ريته من نصيبي..
وعندما تمر علياء وهي عزباء في الأربعينات، يغني: "القمح استوى وسنابله مليئة بالبذور وما في مين يقطفه".
فتخرج والدته وزوجته وابنته وأخته وأمه وكل من يسمع جعيره، فيقفون معه متفرجين مَن صاحبة كلمات أغنيته اليوم!
كان كالساعة المنبه لأبناء بيته رجالا ونساء: تعالوا تفرجوا وشاهدوا من يمر من باب بيتنا.. يتغامزون ويتضاحكون يبحلقون ويعرون الشابات من ملابسهن بعيونهم القذرة.
لم يتجرأ "حسن الحقير" أن يفتح فمه عندما أمر أنا أمام شرفتهم.. ربما لأنني كنت أتجنبه، أخرج من بيتنا عندما يكون في عمله أو لأنني لم أبرز أنوثتي.. وحقيقة كنت أخاف أن يجعر فأصاب بالإحباط والتلعثم كما يصيب علياء وفاطمة ولكنني اليوم وبعد مرور ثلاثين عاما ما زال "حسن الحقير" نفسه، يجعر بأعلى صوته "رمانك يا حبيبي، يا حبيب قلبي ونصيبي.. رمان صدرك فتح، يا ريته من نصيبي.."
الله ينتقم من كل من يفعل مثل هذا الفعل ، غضب الله عليه ولعنه