ماذا سيحدث عند إختفاء القمر

يعتبر القمر أقرب الأجرام السماوية إلينا كما أنه أكثر الأجرام السماوية شعبية بين الناس على الأرض. ولكن عند إختفاء القمر فلن يكون همنا الأكبر أين ذهب القمر بل ما الذي سيقوم بدور القمر على الأرض.
ماذا سيحدث عند اختفاء القمر
نشأة القمر:
يشارك القمر بجزء كبير في إستقرار الحياة واستمرارها على الأرض وذلك منذ أن كانت الأرض كتلة ملتهبة من الحمم منذ أكثر من 30 مليون سنة حيث حدث تصادم عنيف بين الأرض وصخرة عملاقة في الفضاء استطاعت أن تنتزع جزء منصهر من الأرض حولها ولكنها لم تستطيع الإفلات من جاذبية الأرض لتدور حولها ويتكون القمر بشكله الحالي وبالرغم من أن القمر غير نشط جيولوجيًا إلا أن له دور هام على الأرض وهذا سيتضح من الأشياء التي قد تحدث بعد إختفاء القمر

القمر وتأثيره على المحيطات والبحار:
أبسط ما قد يحدث تغيرات شديدة في طبيعة المد والجزر في المحيطات والبحار على الأرض. إن إختفى القمر سوف يصبح المد أقل من قيمته الحالية بمقدار الثلث وتصبح الشمس هي المتحكم الأقوى في حركة المد والجزر. كما أن القمر يؤثر على سلوك المياه في المحيطات على كوكب الأرض بحيث تكثر المياه في منتصف الكرة الأرضية عند خط الإستواء بينما تقل عند القطبين وإن إختفى القمر فسوف تنزح المياه من خط الإستواء لتغرق القطبين وتظل المياه في حالة من عدم الإستقرار الكمي حتى تستطيع أن تتأقلم مع سلوك جديد يتناسب مع دوران الأرض بسرعتها الحالة إن كانت ستدور بهذه السرعة !!

القمر وسرعة دوران الأرض:
جاذبية القمر وقوة دورانه تساعد بشكل كبير في إبطاء حركة دوران الأرض في الحقيقة أن القمر يبطئ من دوران الأرض بكمية معينة كل يوم. تخيل إن إختفى القمر ماذا سيحدث لسرعة دوران الأرض؟!
ستزيد سرعة دوران الأرض حول نفسها بحيث تدور دورة كاملة كل 6 ساعات ويصبح اليوم بدلًا من 24 ساعة يحضرنا يوم جديد كل 6 ساعات بمعنى يتعاقب الليل والنهار على الأرض كل 6 ساعات عندها يعلم الله ما الذي يمكن أن يحدث في تطور الكائنات على الأرض وبالتأكيد سوف نفقد الكثير من الكائنات التي لن تستطيع مواكبة هذا التطور العنيف ويعقب ذلك الكثير من الكوار الأخرى من زيادة هائلة في سرعة الرياح والعواصف والتي بالتأكيد ستؤثر على الحياة على الكون.

القمر ومحور دوران الأرض:
وهناك تأثير آخر على محور دوران الأرض. يساعد القمر على إستقرار ميل محور الدوران بزاوية 23 درجة وهذا ما يؤدي إلى تعاقب الفصول الأربعة بشكل منتظم. بدون القمر سوف تظل الأرض تترنح حتى تستقر على جانبها بزاوية تبلغ الصفر تقريبًا مما يجعلنا لا نرى الشمس إلا دقائق معدودة أو العكس كما يحدث في أورانوس نقضي 42 سنة تحت آشعة الشمس ومثلها في الظلام كما أن الظلام سيكون حالكًا بدون أضواء القمر الليلية.

القمر والقشرة الأرضية:
القشرة الأرضية أيضًا ستتأثر فالقمر يتحكم في كمية الطاقة التي تتسرب من الأرض والتي تمتصها فكمية الحرارة التي تبعثها الشمس إلى الأرض جزء منها يستخدم في تخين الأرض والجزء الآخر يجبره القمر على التسرب إلى الفضاء من وقت لآخر حتى تظل كمية الحرارة مناسبة للعيش على الأرض. وهناك من يرون أن حركة المد والجزر هي السبب في إستقرار الحرارة على الأرض. القشرة الأرضية هي غطاء لا يتحرك بشكل أفقي بل يغطي الصهارة والحرارة تحت الأرض يمنعها من الظهور على السطح ولكن المشكلة بزيادة الحرارة تحت القشرة الأرضية في حالة إختفاء القمر لن تستطيع القشرة الأرضية كبحها مما يؤدي إلى إنطلاق البراكين في كل مكان.